“لا تلمسه أبداً بعد اليوم”… مكون شائع في كل بيت يسرع نمو الخلايا السرطانية في الجسم دون أن تشعر… الأطباء يُطلقون تحذيراً عاجلاً !!

في تطور طبي أثار جدلاً واسعاً، كشف باحثون في مجال الأورام عن وجود مكون غذائي شائع جداً في المنازل، يلعب دوراً خفياً في تسريع نمو الخلايا السرطانية داخل الجسم دون أن يشعر الإنسان بذلك. هذا التحذير العاجل أطلقته عدة جهات طبية دولية بعد مراجعة عشرات الدراسات التي تناولت تأثير هذا العنصر الغذائي على الصحة العامة، وخاصة في ما يتعلق بمعدل انتشار وانتكاس الأورام الخبيثة.
هذا المكون ليس غريباً على أحد، بل هو حاضر في كل بيت تقريباً، ويتم استخدامه بشكل يومي سواء في الطبخ أو في حفظ الأطعمة أو حتى في المشروبات. نحن نتحدث عن السكر الأبيض المُكرر، أو ما يُعرف علمياً باسم السكروز. هذا العنصر البسيط، الذي يعتبره الكثيرون مجرد وسيلة لتحلية الطعام، قد يكون أحد أكثر العناصر ضرراً في النظام الغذائي العصري.
العديد من الدراسات الحديثة أثبتت أن السكر المُكرر لا يُسبب السمنة فقط، بل يعمل على تحفيز خلايا الجسم لإفراز كميات أكبر من الإنسولين، وهو ما يرتبط بزيادة مستويات عامل النمو الشبيه بالإنسولين (IGF-1)، وهو هرمون يعتقد العلماء أنه يلعب دوراً محورياً في تحفيز الخلايا السرطانية على الانقسام والنمو بسرعة أكبر.
وفي تقرير نشرته المجلة الطبية البريطانية، أظهرت البيانات أن المرضى الذين تم تشخيصهم بأمراض سرطانية مثل سرطان الثدي أو القولون أو البنكرياس، وكانوا يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالسكر، كانوا أكثر عرضة لعودة الورم مجدداً حتى بعد العلاج، مقارنةً بمن خففوا من استهلاك السكر قدر الإمكان.
ليست المشكلة فقط في الحلويات والمشروبات الغازية التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، بل أيضاً في الأطعمة التي لا يتوقعها الناس، مثل بعض أنواع الخبز، والصلصات الجاهزة، وحتى منتجات الألبان التي يتم تسويقها على أنها صحية. للأسف، يتم إضافة السكر إلى كثير من هذه المنتجات لتحسين الطعم وإطالة مدة الصلاحية، دون مراعاة التأثيرات الخطيرة على المدى البعيد.
أطباء الأورام والتغذية وجهوا نداءً موحداً لوسائل الإعلام والمنظمات الصحية، داعين الناس إلى تغيير نظرتهم للسكر من مجرد “مُكوّن آمن” إلى مادة يجب التعامل معها بحذر شديد. الدكتور مايكل هولمز، أحد الأطباء المشاركين في الدراسة، أكد في حديث له أن “السكر ليس فقط عدواً للرشاقة، بل عدو خفي للصحة قد يعزز بقاء الأورام في الجسم لفترة أطول ويساعد على انتشارها دون أعراض واضحة في البداية”.
التوصيات الحالية من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن كمية السكر المُستهلكة يومياً يجب ألا تتجاوز ٥٪ من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. وهذا يعني أن الشخص البالغ يجب ألا يستهلك أكثر من ٦ ملاعق صغيرة من السكر يومياً، بما في ذلك السكر الموجود في العصائر والأطعمة المعلبة، وليس فقط ما يُضاف إلى الشاي والقهوة.
لكن الواقع اليومي مختلف تماماً، إذ تُظهر الإحصاءات أن استهلاك الفرد من السكر في العديد من الدول العربية يفوق هذا المعدل بثلاثة أو أربعة أضعاف، ما يرفع معدلات السمنة والسكري والأمراض المزمنة، ويخلق بيئة مثالية للخلايا السرطانية للنمو بصمت.
ومن هنا، فإن العودة إلى العادات الغذائية البسيطة والطبيعية، مثل الاعتماد على الفواكه الطازجة كمصدر طبيعي للسكر، وتجنب المنتجات الصناعية بقدر الإمكان، هي خطوات أساسية نحو وقاية الجسم من المخاطر الخفية التي قد لا تظهر آثارها إلا بعد فوات الأوان.
التحذير الذي أطلقه الأطباء لا يهدف إلى إثارة الذعر، بل إلى دق ناقوس الخطر حول عنصر غذائي يتم تجاهل مخاطره رغم كثرة الأبحاث التي تربطه بشكل مباشر أو غير مباشر بزيادة فرص الإصابة بالسرطان.
في الختام، علينا جميعاً أن نعيد النظر في نظامنا الغذائي اليومي، وأن نطرح على أنفسنا سؤالاً بسيطاً كل مرة نضع فيها ملعقة من السكر في كوب الشاي: هل هذا فعلاً مجرد تحلية.. أم أننا نضيف وقوداً إضافياً لخطر قد يكون كامناً داخل أجسادنا؟