ضرب زلزال قوي مساء الأحد إحدى المناطق الريفية في الولايات المتحدة، مثيرًا دهشة السكان وقلقهم، خصوصًا بعد أن سجل المركز الأوروبي لرصد الزلازل قوة بلغت 6.5 درجات قبل أن يُعدل الرقم إلى 5.2 درجات لاحقًا، ما أثار موجة تساؤلات حول طبيعة هذه الظاهرة وأسباب تغير القياسات.
الهزة الأرضية وقعت عند الساعة 7:47 مساءً بالتوقيت المحلي، وكان مركزها على عمق 10 كيلومترات فقط، وهو ما جعلها محسوسة بوضوح رغم كونها في منطقة غير كثيفة السكان. وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن الزلزال وقع جنوب بلدة صغيرة تقع عند الحدود بين ولايتين أميركيتين، وشعر به عدد من السكان دون تسجيل إصابات أو أضرار مادية.
ما الذي يجعل هذا الزلزال مختلفًا؟
اللافت في هذا الزلزال هو التباين بين القياسات الأولية والنهائية لقوته، حيث تم تصنيفه أولًا كزلزال قوي قد يتسبب بأضرار، ثم خُفّض لاحقًا إلى درجة أقل خطورة. هذه التغييرات تحدث بسبب الفروقات الزمنية بين التسجيل الأولي بواسطة المستشعرات التلقائية والتحليل اليدوي الدقيق من قبل الجيولوجيين.
ارتباط محتمل بنشاط زلزالي أكبر؟
الحدث الأخير لم يكن معزولًا؛ فقد سبقه زلزال مشابه ضرب منطقة أخرى في الغرب الأميركي قبل أقل من ثلاثة أسابيع، وأشار خبراء إلى أنه قد يكون مرتبطًا بأحد فروع نظام صدع “سان أندرياس” المعروف بنشاطه الزلزالي الخطير. هذه السلسلة من الهزات قد تدل على أن المنطقة تمر بفترة توتر جيولوجي متصاعد.
هل هناك خطر قادم؟
رغم أن الزلازل بهذا الحجم لا تُعد كارثية في العادة، فإن قربها من سطح الأرض يزيد من احتمال تأثيرها. ويشير علماء الجيوفيزياء إلى أن وقوع زلزالين متقاربين من حيث التوقيت والموقع الجغرافي قد يعني وجود “إعادة توزيع للضغط” في طبقات القشرة الأرضية، مما قد يؤدي إلى نشاط زلزالي إضافي في الفترة المقبلة.
كيف يستعد السكان؟
مديرة الطوارئ في المنطقة أكدت أنه لم تُسجل أية أضرار، لكنها دعت السكان لأخذ الحيطة وتحديث خطط الطوارئ المنزلية، مشددة على أهمية الوعي والاستعداد خصوصًا في المناطق القريبة من الصدوع الجيولوجية.
الزلازل التي تقع على أعماق سطحية (أقل من 15 كم) قد يشعر بها السكان بقوة حتى لو لم تتسبب في دمار. التعديلات على قياسات الزلازل أمر شائع ويعتمد على تحديث البيانات. النشاط الزلزالي المتكرر في منطقة معينة يجب أن يُؤخذ على محمل الجد، حتى إن لم تكن العواقب فورية.
