أحداث مثيرة

السماء تتحول إلى لون أحمر داكن فجأة… هل هذا طبيعي؟!

في مساءٍ هادئ، وبينما كان الناس يودّعون يومهم ويتهيأون لليلٍ معتاد، حدث ما لم يكن في الحسبان… السماء انقلبت فجأة إلى لونٍ أحمر داكن، كأن الغسق اشتعل بالنار. لحظات من الصمت والخوف اجتاحت قلوب من شهدوا هذه الظاهرة الغريبة. وسائل التواصل امتلأت بالفيديوهات والتساؤلات: هل هذا نذير كارثة؟ هل هناك عاصفة شمسية؟ أم أن شيئًا خارقًا يحدث؟

في هذا التحقيق، نغوص في أعماق هذه الظاهرة، ونقدّم لك تفسيرًا علميًا شاملاً، وتحليلاً دقيقًا، ونصائح مهمة للتعامل معها إن حدثت مجددًا.

شهد سكان عدة مناطق في الشرق الأوسط، وآسيا، وأمريكا الجنوبية، في الأشهر الماضية، تحولات مفاجئة في لون السماء عند الغروب أو حتى في وقت متأخر من الليل. اللون الأحمر الداكن بدا غير معتاد، وأحيانًا مائل إلى البنفسجي، مع توهج غريب في الأفق.

بعضهم وصف المشهد بأنه “كأن السماء تحترق”، وآخرون ربطوه بنبوءات دينية أو أحداث كونية.

لماذا تتحول السماء إلى اللون الأحمر الداكن؟

السبب في ذلك يعود إلى ما يُعرف بـ**”تبعثر رايلي”** (Rayleigh Scattering)، وهي ظاهرة فيزيائية تتحكم في الألوان التي نراها في السماء، خصوصًا عند شروق الشمس وغروبها.

عندما تكون الشمس منخفضة على الأفق، يمر ضوءها عبر طبقة أكثر سُمكًا من الغلاف الجوي، فيتبعثر الضوء الأزرق بسبب جزيئات الهواء والغبار، ويصلنا الضوء الأحمر والأصفر فقط.

لكن حين تزداد الجسيمات في الجو – سواءً من رماد البراكين أو العواصف الرملية أو تلوث الهواء أو حتى انفجارات نووية تجريبية في الغلاف العلوي – فإنها تُضاعف من هذا التبعثر، فتظهر السماء بلون أحمر داكن مهيب.

عوامل أخرى تساهم في هذه الظاهرة:

1. العواصف الشمسية:

عندما تنفجر الشمس وتطلق كميات ضخمة من الجسيمات المشحونة نحو الأرض، قد تحدث ظواهر ضوئية غير معتادة، مثل الأضواء الشمالية (الشفق القطبي). في بعض الحالات النادرة، تمتد هذه الأضواء حتى مناطق لم تعتد رؤيتها، وتظهر بألوان حمراء.

2. الانبعاثات البركانية:

البراكين الكبرى مثل بركان “هونغا تونغا” في 2022 أطلقت كميات هائلة من الرماد إلى طبقات الجو العليا، مما غيّر ألوان السماء لأسابيع. اللون الأحمر الداكن قد يظهر نتيجة لانكسار الضوء عبر هذه الجسيمات الدقيقة.

3. التلوث الصناعي:

في المدن الكبرى، قد تتسبب الجزيئات الناتجة عن المصانع، والسيارات، وحرق الوقود، في تعزيز هذه الظاهرة. لا سيما في الليالي الرطبة، إذ ينعكس الضوء الصناعي من الجسيمات العالقة في الهواء.

رغم أن منظر السماء الحمراء قد يبدو مخيفًا، إلا أن معظم أسبابه طبيعية وغير ضارة بشكل مباشر. لكن في بعض الحالات، قد تكون مؤشرًا على تلوث خطير في الهواء أو نشاط بركاني أو إشعاعي يستحق الانتباه.

ينصح الخبراء بالآتي:

متابعة الأرصاد الجوية فور ظهور ألوان غير معتادة في السماء.

تجنّب التواجد في الهواء الطلق إن رافق الظاهرة شعور بالحكة أو رائحة غريبة.

عدم نشر الذعر أو الأخبار غير المؤكدة.

متى تكون السماء الحمراء نذير خطر فعلي؟

في حالات الانفجارات النووية (حتى إن كانت تجريبية في الفضاء).

في حال حدوث توهجات شمسية قوية جدًا تصاحبها اضطرابات في الاتصالات.

إذا ظهرت فجأة في منتصف الليل بدون سبب واضح أو تغيّر في الطقس.

حينها، يجب مراجعة تقارير وكالة الأرصاد، أو مراكز الفضاء مثل ناسا أو الوكالة الأوروبية للفضاء (ESA).

الجانب الإيجابي: جمال مدهش وفرصة نادرة

رغم المخاوف، إلا أن السماء الحمراء الداكنة تُعد مشهدًا طبيعيًا نادرًا وخلابًا، يذكّرنا بعظمة الكون وقوة الطبيعة. العديد من المصورين ينتظرون هذه اللحظات لتوثيقها بعدساتهم، وتصبح هذه الصور لاحقًا أيقونات لجمال الأرض.

تحوّل السماء إلى اللون الأحمر الداكن ليس بالضرورة حدثًا مرعبًا أو خارقًا، بل قد يكون نتيجة لتفاعلات طبيعية أو بشرية مع ضوء الشمس والغلاف الجوي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!