منوعات عامة

هل شرب الماء البارد يُشكل خطرًا على القلب؟! الحقيقة الكاملة كما لم تُعرض من قبل – آراء خبراء، أبحاث علمية، وتجارب شخصية تكشف المستور!

في يوم صيفي حار، تلجأ يدك دون تفكير إلى زجاجة ماء مثلجة. تشربها بنهم. تشعر بالانتعاش الفوري ينساب في جسدك، لكن فجأة، تشعر بوخزة غريبة في صدرك… هل كانت مجرد تقلص عضلي؟ أم… قلبك يحاول أن يقول شيئًا؟!

الأسطورة تقول إن شرب الماء البارد قد يتسبب في “توقف القلب” أو “أزمة قلبية مفاجئة”. وبينما يظن البعض أن هذا مجرد تهويل، هناك من عاشوا مواقف لم يستطيعوا نسيانها بعد شرب كوب بارد في لحظة خاطئة.

فهل فعلاً كوب ماء بارد قد يتحول إلى “قاتل صامت”؟ وهل هناك علاقة حقيقية بين الماء البارد وصحة القلب؟!

عندما يدخل الماء البارد فجأة إلى جسم دافئ – خاصة بعد مجهود، أو في بيئة حارة – تحدث سلسلة من التفاعلات الفسيولوجية:

انقباض مفاجئ في الأوعية الدموية.

تنبيه العصب المبهم (Vagus Nerve) الذي يؤثر مباشرة على إيقاع القلب.

انخفاض طفيف أو حاد في درجة حرارة المعدة والمريء مما يؤدي إلى تقلصات أو شعور مفاجئ بعدم الراحة.

تغير مفاجئ في ضغط الدم.

كل هذه الأمور تحدث خلال ثوانٍ معدودة. لكنها قد تكون مؤثرة، بل خطيرة، عند بعض الأشخاص.

في حوار حصري مع الدكتور رائد العليمي، أستاذ أمراض القلب بجامعة القاهرة، أوضح لنا:

“شرب الماء البارد بحد ذاته ليس خطرًا، ولكن في ظروف معينة، خاصة لدى من يعانون من مشاكل قلبية أو كهرباء قلبية غير منتظمة، يمكن أن يشكل ضغطًا مفاجئًا على النظام العصبي الذاتي، مما يؤدي إلى تباطؤ في نبض القلب، وقد يصل الأمر – في حالات نادرة – إلى الإغماء أو الشعور بعدم انتظام في ضرباته.

“هناك حالة معروفة طبيًا تُسمى ‘الإغماء الوعائي المبهمي’، وقد تُحفَّز أحيانًا بشرب الماء شديد البرودة، خصوصًا إذا كان الجسم في حالة مجهدة أو مضطربة.”

دراسة نُشرت في مجلة The American Journal of Physiology:

أجريت الدراسة على مجموعة من الرياضيين الذين تناولوا ماء بدرجات حرارة متفاوتة بعد التمارين.

أظهرت النتائج أن الماء البارد جداً أدى إلى تغيرات فورية في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ولكن فقط بشكل مؤقت، وعاد الجسم لطبيعته خلال دقائق.

2. بحث في جامعة طوكيو الطبية:

أكد الباحثون أن الماء البارد يُحدث تقلصًا فوريًا في الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي.

لدى بعض المرضى، خصوصًا من يعانون من مشاكل في القلب، قد يؤدي هذا الانقباض إلى ضغط إضافي على عضلة القلب.

إذًا متى يكون شرب الماء البارد خطرًا فعلاً؟

الحالة مستوى الخطورة التفسير

بعد مجهود بدني شاق مرتفع بسبب سرعة الدورة الدموية والتغير المفاجئ في حرارة الجسم

أثناء الإصابة بحمى أو ضربة شمس عالٍ يمكن أن يؤدي إلى صدمة حرارية داخلية

لدى مرضى القلب (تضيق شرايين، كهرباء غير منتظمة) خطر محتمل قد يسبب تغيرات في نظم القلب

شرب كميات كبيرة جداً دفعة واحدة متوسط يؤدي إلى انتفاخ المعدة وتهيج العصب المبهم

على معدة فارغة عند الاستيقاظ منخفض لكن قد يسبب انقباضاً في الأوعية

سهى – موظفة في الثلاثينات:

“كنت في النادي، وبعد التمرين شربت ماء مثلج بسرعة، فجأة شعرت بدوخة وضيق في التنفس! خفت جداً، ومن وقتها لا أشرب إلا ماء فاتر.”

أبو سامي – مريض قلب:

“الدكتور نصحني أبعد عن أي شيء بارد جداً. قال لي الجسم بيتفاجأ من البرد، والقلب ممكن يتأثر… خصوصاً لما أكون متوتر أو متعب.”

عبدالله – رياضي محترف:

“أنا أشرب ماء بارد بعد التمارين دائماً، بس بشربه على مهل. ما عمري حسيت بشيء، يمكن لأنه جسمي متعوّد.”

نصائح الأطباء: كيف تشرب الماء بأمان في الحر الشديد؟

لا تشرب الماء شديد البرودة مباشرة بعد التمرين، ابدأ برشفة ماء معتدل الحرارة.

إذا كنت مريض قلب أو ضغط، استشر طبيبك حول أفضل طريقة لترطيب جسمك.

عند الشعور بالدوار أو ألم في الصدر بعد شرب ماء بارد، لا تتجاهل الأعراض واطلب المساعدة فورًا.

اشرب الماء على مراحل، لا تبتلعه بسرعة.

في الأيام الحارة، الأفضل شرب ماء بدرجة حرارة الغرفة أو مبرد قليلاً فقط.

هل تعلم؟ الجسم يفضل امتصاص الماء الفاتر بشكل أسرع من البارد جدًا، مما يجعله الخيار الأفضل للترطيب الفعال في حالات الجفاف أو الحرارة.

لا يوجد دليل علمي قاطع على أن شرب الماء البارد يسبب “نوبة قلبية مباشرة”، ولكن الخطر يكمن في “الطريقة” و”الظرف”. فمَن يعانون من مشاكل صحية، أو يتناولون كميات كبيرة من الماء المثلج بسرعة، أو بعد مجهود بدني، قد يتعرضون لرد فعل غير متوقع من أجسامهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!