“سماعات الأذن تسرق ذاكرتك”… دراسة صادمة: الاستخدام اليومي المفرط يُدمر خلايا الدماغ ويسبب صداعًا لا يُحتمل… أوقفها قبل فوات الأوان !!

في عصر التكنولوجيا المتسارعة، أصبحت سماعات الأذن جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، نستخدمها في التنقل، والعمل، والتمارين الرياضية، وحتى قبل النوم. لكن خلف هذه العادة التي تبدو غير ضارة، تكشف الدراسات الحديثة عن مخاطر صحية خطيرة قد لا تخطر على البال.
فقد حذرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Frontiers in Neuroscience من أن الاستخدام المفرط لسماعات الأذن، خاصة عند مستويات صوت مرتفعة ولمدد طويلة، قد يؤثر بشكل مباشر على صحة الدماغ، ويُسرّع من تدهور الذاكرة ويُضعف التركيز لدى المستخدمين.
ما الذي يحدث داخل الدماغ؟
عند استخدام سماعات الأذن لفترات طويلة وبشكل متكرر، يتعرض الدماغ إلى مستويات غير طبيعية من التحفيز الصوتي. هذا التحفيز المفرط يؤدي إلى اضطراب في الإشارات العصبية، ويُجهد الخلايا العصبية المسؤولة عن التوازن والتركيز والمعالجة السمعية، بحسب ما أوضح البروفيسور “يانغ لي” من جامعة شنغهاي، والذي أشرف على الدراسة.
وتشير النتائج إلى أن هذا النوع من التحفيز قد يُسبب ما يُعرف بـ”الإجهاد السمعي العصبي”، وهو حالة تؤدي إلى صداع متكرر، وطنين الأذن، وتراجع القدرة على التركيز، وفي بعض الحالات إلى ضعف الذاكرة قصير المدى.
متى تصبح السماعات خطيرة؟
الأمر لا يتعلق بمجرد استخدام السماعات، بل يتعلق بـ مدة الاستخدام وشدة الصوت. فالاستخدام اليومي لأكثر من ٩٠ دقيقة متواصلة على مستوى صوت أعلى من ٨٥ ديسيبل (وهو مستوى صوت شائع في الكثير من الهواتف الذكية) قد يكون كافيًا لإحداث ضرر عصبي تراكمي.
والأكثر إثارة للقلق أن الأضرار لا تقتصر على الجهاز السمعي فحسب، بل تمتد إلى الجهاز العصبي المركزي بأكمله. فقد ربطت الدراسة بين استخدام السماعات المفرط وزيادة معدلات القلق، واضطرابات النوم، والشعور الدائم بالإرهاق الذهني.
إشارات تحذيرية يجب الانتباه لها:
صداع متكرر دون سبب واضح
طنين في الأذن خاصة عند الاستيقاظ
صعوبة في التركيز أو تشتت الانتباه
نسيان المواعيد أو التفاصيل الصغيرة
شعور بالدوخة أو فقدان التوازن عند الوقوف فجأة
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فقد يكون الوقت قد حان لمراجعة طريقة استخدامك لسماعات الأذن.
كيف تحمي نفسك؟
قلل مدة الاستماع اليومية إلى أقل من ساعة إن أمكن.
استخدم خاصية “التحكم في مستوى الصوت” في الهاتف ولا تتجاوز ٦٠٪ من الحد الأقصى.
اختر سماعات بتقنية عزل الضوضاء، لأنها تساعدك على الاستماع بصوت منخفض دون أن تضطر لرفعه بسبب الضجيج.
خذ فترات راحة منتظمة، ودع أذنيك تستريحان كل ٢٠-٣٠ دقيقة.
لا تستخدم السماعات قبل النوم، لأن الدماغ يحتاج إلى الهدوء لاستعادة نشاطه.
في النهاية، نحن لا نُدرك أحيانًا أن أدوات الراحة قد تتحول إلى أدوات ضرر إذا أسأنا استخدامها. السماعات ليست عدوًا، لكنها قد تصبح كذلك إذا تجاهلنا الإشارات التحذيرية.
حافظ على سمعك، وذاكرتك، وصحتك العامة.. فبعض العادات البسيطة اليوم قد تصنع الفرق الكبير غدًا.