“خطأ شائع يقتل نومك”… لا تشرب هذا المشروب قبل النوم… اختصاصي نوم يكشف السبب المذهل وراء الأرق الليلي عند الملايين !!

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة ويُثقل فيه التوتر كاهل الإنسان، يبحث الملايين يوميًا عن “ليلة هادئة” ينعمون فيها بنوم عميق دون تقطع، دون كوابيس، ودون الاستيقاظ المفاجئ في منتصف الليل. ومع ذلك، لا يدرك كثيرون أن أحد الأسباب الخفية وراء معاناتهم مع الأرق لا يكمن في العمل أو ضغوط الحياة… بل في “مشروب يومي” بسيط نتناوله ببراءة قبيل النوم، دون أن نعلم أنه يقلب كيمياء الجسم رأسًا على عقب ويقضي على جودة النوم تمامًا.
الصدمة التي كشفها د. أحمد فواز، اختصاصي طب النوم والباحث في مركز علوم النوم بجامعة فيينا، تتمثل في أن “كوب الشاي” أو “القهوة” الذي يتناوله البعض بعد العشاء، حتى وإن كان منزوع الكافيين، قد يكون الجاني الرئيسي في تدمير روتين نومهم الليلي.
ليس الكافيين وحده هو المذنب
قد يعتقد البعض أن تجنب القهوة مساءً كافٍ لتفادي الأرق، إلا أن المفاجأة تكمن في مكونات أخرى موجودة حتى في الشاي الأخضر والمشروبات العشبية، مثل الثيوبرومين والثيوفيلين، وهما مادتان تعملان على تحفيز الجهاز العصبي المركزي، وتسريع نبضات القلب، ورفع درجة التنبه الذهني.
هذه المواد، بحسب دراسات نشرتها الجمعية الأوروبية لطب النوم، تستمر في التأثير على الدماغ لمدّة قد تصل إلى ٨ ساعات كاملة، ما يعني أن تناول كوب من الشاي في الساعة ٩ مساءً، قد يحرِمك النوم حتى الفجر، دون أن تدرك السبب الحقيقي.
“مشروب النوم القاتل”
ومن أبرز المشروبات المتهمة في هذه الظاهرة:
الشاي الأسود
المشروبات الغازية (حتى الدايت)
مشروبات الطاقة
حتى بعض الأعشاب مثل النعناع واليانسون، إذا تم خلطها بمواد منشطة دون الانتباه.
ويؤكد د. فواز أن الكثير من الأشخاص يلجؤون إلى الشاي ظنًا منهم أنه “مهدئ”، لكنه في الحقيقة يمنح شعورًا لحظيًا بالدفء فقط، بينما في داخله ينشط الجسم ويجعله في حالة تأهب بدلاً من الاستعداد للنوم.
النوم ليس رفاهية… إنه ضرورة لحياتك
قلة النوم أو اضطرابه لا تؤثر فقط على المزاج، بل ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل:
ارتفاع ضغط الدم
السكري النوع الثاني
السمنة المفرطة
تدهور الوظائف الإدراكية والذاكرة
ضعف المناعة
والأخطر من ذلك، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن الأرق المزمن يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب بنسبة تتجاوز ٤٥٪، ما يجعله أحد أخطر الاضطرابات الصامتة في القرن.
إذًا… ما هو البديل الآمن قبل النوم؟
ينصح الأطباء بتناول مشروبات طبيعية تُعرف بتأثيرها المهدئ، مثل:
شاي البابونج
مشروب دافئ من الحليب الطبيعي
مغلي القرفة أو الكركم بدون سكر مضاف
مشروب الموز بالقرفة (غني بالمغنيسيوم والتربتوفان)
كما يجب الامتناع تمامًا عن الشاشات الزرقاء قبل النوم، وتجنب النقاشات الحادة، وضبط حرارة الغرفة لتكون بين ١٨ و٢٠ درجة مئوية، وهي البيئة المثالية للنوم العميق.
إنه ذلك “الكوب الصغير” الذي تظن أنه بريء، بينما هو في الحقيقة “قاتل النوم الصامت”. راقب ما تشرب، وخفف منبهات المساء، وستلاحظ الفارق خلال أيام قليلة. قد تكون الليلة الهادئة التي تحلم بها، أقرب إليك مما تتخيل… فقط توقّف عن شرب ما لا تعرفه.
شارك المقال على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تُنقذ أحد أصدقائك من معاناة لا يعرف سببها