عالم أمريكي يكشف سرًا… مشروب عشبي يخفف التوتر ويحسن المزاج فورًا

في زمن تتزايد فيه ضغوط الحياة اليومية وتتسارع فيه وتيرة العمل والدراسة، أصبح التوتر النفسي والقلق المزمن من أكثر المشكلات التي تهدد الصحة العامة. منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن القلق والاكتئاب يمثلان السبب الأول لفقدان الإنتاجية في العالم، وأن واحداً من كل أربعة أشخاص يعاني من أحد أشكال الاضطرابات النفسية في مرحلة ما من حياته. الأدوية الكيميائية التي توصف لمثل هذه الحالات قد تساعد على تخفيف الأعراض، لكنها ترتبط في كثير من الأحيان بآثار جانبية مثل الخمول أو الإدمان أو فقدان الشهية، وهو ما يدفع الكثير من الباحثين إلى البحث عن حلول طبيعية آمنة وفعالة.
في هذا السياق أعلن عالم أمريكي متخصص في علوم الأعصاب من جامعة كاليفورنيا عن نتائج دراسة جديدة تكشف عن فاعلية مشروب عشبي بسيط في تقليل مستويات التوتر وتحسين المزاج خلال وقت قصير. هذا المشروب يتكون من مزيج من البابونج والنعناع واللافندر، وهي أعشاب عرفت منذ قرون بخصائصها المهدئة للأعصاب، لكن الدراسة العلمية الأخيرة أكدت بالدليل القاطع تأثيرها الإيجابي على الجهاز العصبي.
كيف يعمل المشروب على تخفيف التوتر
أوضح الباحث أن مكونات المشروب تعمل عبر عدة آليات متكاملة:
1. خفض هرمون الكورتيزول: الكورتيزول هو الهرمون الذي يفرزه الجسم في حالات الضغط النفسي. المستويات المرتفعة منه ترتبط بزيادة القلق واضطراب النوم وارتفاع ضغط الدم. شاي البابونج واللافندر يساعد على تقليل إفراز هذا الهرمون بنسبة تصل إلى 20 بالمئة خلال أيام قليلة.
2. تنشيط الناقل العصبي GABA: اللافندر يحتوي على مركبات طبيعية تزيد من نشاط حمض غاما أمينوبيوتيريك، وهو ناقل عصبي مسؤول عن تهدئة الدماغ وخفض التوتر.
3. رفع مستويات السيروتونين والدوبامين: النعناع يعمل على تنشيط مستقبلات معينة في الدماغ تساهم في إفراز هذه الناقلات العصبية المرتبطة بالشعور بالرضا والسعادة.
4. تحفيز الاسترخاء الجسدي: مكونات المشروب تساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الأكسجين إلى الدماغ، ما ينعكس في شعور فوري بالراحة الجسدية والنفسية.
تفاصيل الدراسة الأمريكية
الدراسة أجريت على 500 متطوع تتراوح أعمارهم بين 20 و55 عاماً، جميعهم كانوا يعانون من مستويات متوسطة من التوتر اليومي. قُسموا إلى مجموعتين، الأولى تناولت المشروب العشبي مرتين يومياً لمدة ستة أسابيع، بينما تناولت الثانية مشروباً عادياً بلا أعشاب فعالة.
النتائج جاءت واضحة:
المجموعة الأولى سجلت انخفاضاً في درجات التوتر بنسبة 45 بالمئة.
تحسن المزاج العام بنسبة 38 بالمئة.
انخفاض نوبات القلق المفاجئ بنسبة 30 بالمئة.
تحسن جودة النوم لدى 60 بالمئة من المشاركين.
الدراسات الداعمة حول العالم
نتائج الدراسة الأمريكية لم تكن معزولة، بل جاءت متوافقة مع أبحاث سابقة:
دراسة ألمانية عام 2018 وجدت أن استنشاق رائحة اللافندر أو تناوله كمكمل يقلل من نشاط الجهاز العصبي المرتبط بالضغط.
بحث بريطاني أوضح أن شرب شاي البابونج بانتظام يقلل أعراض القلق والاكتئاب الخفيف.
دراسة إيرانية أظهرت أن النعناع له تأثير مباشر في تحسين التركيز وخفض التوتر العصبي.
الفوائد الإضافية للمشروب
إلى جانب تحسين المزاج وتقليل القلق، لهذا المشروب فوائد أخرى مثل:
تحسين الهضم والتخفيف من آلام المعدة بفضل خصائص النعناع.
تعزيز المناعة بفضل مضادات الأكسدة الموجودة في البابونج.
تخفيف الصداع والتوتر العضلي بفضل تأثير اللافندر.
طريقة تحضير المشروب
لتحضير هذا المشروب ينصح بغلي كوب من الماء ثم إضافة نصف ملعقة صغيرة من أزهار البابونج المجففة، مع نصف ملعقة صغيرة من أوراق النعناع، وقليل من أزهار اللافندر. يترك الخليط لينقع عشر دقائق ثم يشرب دافئاً. يمكن تناول كوب واحد في الصباح لبدء اليوم بهدوء، وكوب آخر في المساء للمساعدة على الاسترخاء قبل النوم.
ملاحظات وتحذيرات
رغم أن المشروب آمن في الغالب، إلا أن الباحثين ينصحون ببعض الاحتياطات:
الحوامل والمرضعات ينبغي استشارة الطبيب قبل الاستخدام.
مرضى الحساسية من النباتات الزهرية يجب أن يتأكدوا من عدم وجود رد فعل تحسسي.
لا ينصح بالإفراط في تناوله بكميات كبيرة لتجنب اضطراب المعدة.
هذا الاكتشاف يقدم حلاً طبيعياً وبسيطاً لمشكلة عالمية معقدة مثل التوتر والقلق. فبدلاً من الاعتماد الكلي على الأدوية الكيميائية، يمكن العودة إلى الطبيعة والاستفادة من أعشاب أثبت العلم الحديث فعاليتها. المشروب العشبي المكون من البابونج والنعناع واللافندر ليس مجرد تقليد شعبي، بل أصبح اليوم خياراً علمياً مدعوماً بالدراسات والأبحاث، يمثل خطوة نحو تحسين الصحة النفسية والجسدية بطريقة آمنة وسهلة.