منوعات عامة

“السم الأبيض الجديد”… مكون شهير في كل مطبخ يرفع الكوليسترول بصمت ويؤدي إلى الجلطات الخطيرة… الأطباء يدقون ناقوس الخطر !!

في زمنٍ تزايدت فيه التحذيرات الصحية، وبينما تتجه الأنظار نحو السكر الأبيض كمصدر رئيسي للمشاكل المزمنة، ظهر في الأفق “سم أبيض جديد” يتسلل يوميًا إلى أطباقنا دون أن نلقي له بالًا. إنه الدقيق الأبيض، هذا المكوّن الشائع في كل بيت، الذي كشفت الدراسات الحديثة عن مخاطره الصحية الصادمة، والتي قد تكون أشد فتكًا من السكر نفسه.

يستخدم الدقيق الأبيض في تحضير معظم أنواع الخبز، والمعجنات، والحلويات، والوجبات السريعة، وهو مكوّن رئيسي في النظام الغذائي اليومي لملايين البشر حول العالم. لكن وراء هذا الاستخدام الواسع، تكمن كارثة صحية صامتة تهدد القلب، والشرايين، وحتى الدماغ.

كيف يتحول الدقيق الأبيض إلى “خطر صامت” في الجسم؟

عندما نستهلك الدقيق الأبيض، يتحوّل بسرعة في الجسم إلى جلوكوز، مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في نسبة السكر في الدم. هذا التغير المفاجئ يحفّز البنكرياس على إنتاج كميات كبيرة من الأنسولين، الأمر الذي يرهق الجسم مع مرور الوقت، ويؤدي إلى اختلال التوازن الأيضي، وهو ما يُعرف بمقاومة الأنسولين.

لكن الخطر لا يتوقف هنا، بل إن الاستهلاك المستمر للدقيق الأبيض يرتبط مباشرة بـ:

زيادة نسبة الكوليسترول الضار (LDL) في الدم.

انسداد الشرايين نتيجة تراكم الدهون الثلاثية.

تشكل الجلطات الدموية المفاجئة التي قد تؤدي إلى سكتات قلبية أو دماغية قاتلة.

دراسات علمية تدق ناقوس الخطر

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الدقيق الأبيض المكرر، كانوا أكثر عرضة بنسبة 47٪ للإصابة بأمراض القلب مقارنة بمن يعتمدون على الحبوب الكاملة.

كما أثبت بحث أجرته منظمة الصحة العالمية أن الدقيق الأبيض يفقد أكثر من 80٪ من عناصره الغذائية خلال عملية التكرير، ما يجعله فقيرًا بالقيمة، وغنيًا بالسعرات التي تُخزن في الجسم على هيئة دهون.

لماذا يُطلق عليه “السم الأبيض” الجديد؟

بعكس السموم السريعة التأثير، يعمل الدقيق الأبيض ببطء وهدوء، فهو لا يُشعرك بألم مباشر، ولا يُظهِر أعراضًا في البداية، لكنه يدمّر جسمك من الداخل على مدى سنوات. إنه أشبه بقاتل متخفي، يُضعف الأوعية الدموية، يرفع ضغط الدم، يزيد من نسبة الدهون الحشوية، ويُمهّد الطريق لأمراض قاتلة دون إنذار.

والأخطر من ذلك؟ أنه يدخل في معظم وجباتنا اليومية دون أن ندري، من الفطور إلى العشاء.

البدائل الصحية: كيف تحمي نفسك وأسرتك من هذا الخطر؟

الخبر السار هو أن هناك بدائل صحية يمكن اعتمادها بسهولة، دون حرمان من المذاق اللذيذ. إليك أبرزها:

1. الدقيق الكامل (القمح الكامل): غني بالألياف، ويُبطئ امتصاص السكر في الدم.

2. دقيق الشوفان: ممتاز لصحة القلب، ويُخفض الكوليسترول.

3. دقيق اللوز أو جوز الهند: مثالي لمرضى السكري ومتبعي الحميات الكيتونية.

4. دقيق الحمص أو العدس: بديل غني بالبروتين والمعادن.

التحول إلى هذه البدائل لا يعني التخلي عن المذاق، بل هو خطوة ذكية نحو نمط حياة أكثر وعيًا وصحة.

نصيحة الأطباء: لا تنتظر ظهور الأعراض

يحذّر الأطباء من الاعتماد المستمر على الأطعمة المصنوعة من الدقيق الأبيض، خصوصًا لأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي في أمراض القلب أو السكري.

ويقول الدكتور سامي المرواني، أخصائي القلب والأوعية الدموية:

“الناس ينتبهون للسكر، لكنهم يتجاهلون الدقيق الأبيض، رغم أنه المسؤول الأول عن ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول.. وقد يكون هو العامل الخفي وراء حالات الجلطات القلبية المفاجئة عند الشباب”.

رسالة إلى كل بيت:

قبل أن تخبز رغيفك القادم، أو تجهّز فطيرتك المفضلة، تذكّر أن هذا “المكوّن الأبيض الناعم” قد يكون ناعمًا في شكله فقط.. لكنه قاسٍ ومدمّر في أثره. غير عاداتك الغذائية، وابدأ من اليوم.. صحتك أهم من أي طعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!