“هذه التوابل تقتل السرطان بصمت”… دراسة حديثة تكشف أن مكونًا في مطبخك يوقف نمو الخلايا الخبيثة خلال أسبوع !!

في مفاجأة علمية تُعيد ترتيب أولوياتنا داخل المطبخ، كشفت دراسة حديثة نُشرت في “Journal of Cancer Prevention Research” أن إحدى التوابل الشائعة في كل منزل تمتلك قدرة مذهلة على وقف نمو الخلايا السرطانية خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع، ما يجعلها أملًا جديدًا في عالم محاربة هذا المرض الصامت.
الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة تكساس الأمريكية، توصّلت إلى أن الكركم – أو بالأحرى المادة الفعالة فيه والمعروفة باسم الكركمين – قادرة على استهداف الخلايا الخبيثة ومنعها من الانقسام والانتشار، دون أن تُسبب أضرارًا للخلايا السليمة.
الكركم.. أكثر من مجرد بهار
لأعوام طويلة، كان الكركم يُستخدم كمكوّن رئيسي في المطبخ الهندي والآسيوي، سواء لإضفاء اللون والنكهة أو لفوائده الصحية التي توارثها الناس جيلًا بعد جيل. لكن المفاجأة جاءت عندما أُخضع هذا المكوّن لتحليل علمي معمّق، لتظهر خصائصه المذهلة كمضاد طبيعي للالتهاب والأكسدة، بل ومثبط لنمو الأورام السرطانية.
آلية العمل.. كيف يوقف الكركم السرطان؟
أظهرت الدراسة أن مركّب الكركمين قادر على التداخل مع مسارات الإشارات التي تُحفز انقسام الخلايا السرطانية. كما يمنع الكركمين تكوّن أوعية دموية جديدة تغذّي الورم، مما يؤدي إلى “خنقه” حرفيًا ومنعه من النمو. هذا التأثير تم رصده بوضوح خلال أسبوع من استخدام مستخلص الكركم على نماذج حيوانية مصابة بسرطان القولون والثدي والبروستاتا.
ليس وحده.. لكن الأفضل
يُذكر أن هناك العديد من الأطعمة التي تحتوي على مركبات مضادة للسرطان، مثل الثوم والبروكلي والرمان، لكن الكركم تفوّق عليها جميعًا من حيث سرعة التأثير وشموليته على أنواع متعددة من الأورام.
وما يزيد من أهمية هذا الاكتشاف هو أن الكركمين يُظهر فعالية كبيرة حتى في حالات السرطان المقاوم للعلاج الكيميائي، وهي الحالات التي كانت تعتبر مستعصية حتى وقت قريب.
كيف تستخدم الكركم للحصول على فوائده؟
ينصح الأطباء بدمج الكركم في النظام الغذائي اليومي، مع مراعاة أمرين أساسيين:
1. تناوله مع الفلفل الأسود: يساعد مركب “بيبيرين” الموجود في الفلفل الأسود على زيادة امتصاص الكركمين في الجسم بنسبة قد تصل إلى 2000٪.
2. استخدامه مع الدهون الصحية: مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند، لأن الكركمين يذوب في الدهون مما يُعزز امتصاصه.
يمكنك استخدام الكركم في الحساء، اليخنات، مع الأرز، أو حتى كمشروب ساخن مع الحليب والعسل (المعروف بـ “الحليب الذهبي”).
هل هو بديل للعلاج التقليدي؟
رغم أن النتائج مبشّرة جدًا، يؤكد الأطباء أن الكركم ليس بديلاً للعلاج الكيميائي أو الجراحي، بل يُعد مكملًا داعمًا يمكن أن يرفع من فعالية العلاج ويُقلل من آثاره الجانبية، خصوصًا في حالات العلاج الطويل أو الأورام المزمنة.
شهادات من الواقع
في الهند، حيث يُستهلك الكركم بشكل يومي تقريبًا، لوحظت نسب إصابة أقل ببعض أنواع السرطان مقارنة بالدول الغربية، وهو ما دفع العلماء لمزيد من البحث.
وتقول د. ناتالي روبرتس، أخصائية التغذية العلاجية في بريطانيا:
“إن دمج الكركم في نمط الحياة الغذائي يُمثل أحد أساليب الوقاية الذكية، ولا عجب أن يُطلق عليه البعض لقب الذهب الصحي.”
رسالة للقراء
إن وجود علاج طبيعي كهذا بين أيدينا يجعلنا نتأمل في قيمة الغذاء الذي نتناوله كل يوم. المطبخ ليس فقط مكانًا للطبخ، بل مختبر طبيعي قد يخفي بداخله مفاتيح الوقاية من أخطر الأمراض. وكلما بدأنا مبكرًا في تبني عادات غذائية صحية، زادت فرصنا في الحماية والشفاء.