“هل تتناول هذا الشراب صباحاً”… قد يكون سبباً خفياً في ارتفاع السكر وتدمير البنكرياس !!

في كل صباح، يبدأ الكثير من الناس يومهم بما يظنونه خيارًا صحيًا أو منعشًا، معتقدين أن هذه العادة البسيطة ستمنحهم طاقة ونشاطًا، وربما تساعدهم على الهضم أو تحسين التركيز. لكن، ما لا يعرفه البعض هو أن هناك شرابًا شائعًا – نتناوله غالبًا دون وعي كامل بمحتواه – قد يكون أحد الأسباب الخفية لارتفاع مستويات السكر في الدم، وإرهاق البنكرياس، وبالتالي تمهيد الطريق نحو السكري ومشاكل صحية معقدة.
فما هو هذا الشراب؟ وكيف يُمكن لعادتنا الصباحية “البريئة” أن تتحول إلى خطر صامت يُهدد صحتنا دون أن نشعر:
الشراب المتهم: العصير المعلب أو المحلى.
سواء كان عصير برتقال، تفاح، مانجو، أو حتى عصائر “خضراء”، فإن العديد من هذه المشروبات وخصوصاً تلك التي تُباع في العبوات الجاهزة أو تُحضر بإضافة السكر تحتوي على كميات مذهلة من السكريات البسيطة التي تُمتص بسرعة في مجرى الدم، ما يؤدي إلى رفع مستوى الجلوكوز بشكل مفاجئ. وفي محاولة البنكرياس للاستجابة، يفرز كميات كبيرة من الإنسولين. تكرار هذا السيناريو يومًا بعد يوم يُجهد البنكرياس بشكل خطير.
لماذا يُعدّ هذا خطيرًا:
البنكرياس هو الغدة المسؤولة عن إفراز الإنسولين، الهرمون الذي ينقل السكر من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة. عندما نستهلك كميات كبيرة من السكريات السائلة مثل تلك الموجودة في العصائر فإننا نُجبر البنكرياس على العمل أكثر من اللازم.
ومع الوقت، يبدأ هذا العضو الحيوي بفقدان قدرته على إنتاج الإنسولين بالكفاءة المطلوبة، مما يُمهّد الطريق لحدوث مقاومة الإنسولين، وهي المرحلة التي يسبق فيها الجسم الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
لماذا العصائر تحديدًا أكثر ضررًا من السكر في الأطعمة:
السكر الموجود في العصائر يُمتص بشكل أسرع من السكر الموجود في الأطعمة الصلبة، والسبب ببساطة هو غياب الألياف. فالفاكهة الكاملة تحتوي على ألياف تُبطئ امتصاص السكر في الدم، وتُشعرنا بالشبع، أما العصير فيزال منه معظم الألياف، فيتحول إلى “سكر سائل” يصل إلى الدم في دقائق.
وبحسب دراسة نُشرت في “British Medical Journal”، فإن الأشخاص الذين يتناولون كوبًا من العصير الصناعي أو المحلى يوميًا، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 21% مقارنةً بمن يتجنبونه.
علامات مبكرة تشير إلى أن البنكرياس يتأذى بصمت:
الشعور بالخمول والتعب بعد الوجبات أو بعد تناول العصائر.
زيادة الوزن، خاصة في منطقة البطن.
الرغبة المتكررة في تناول السكريات.
التعرق المفاجئ أو الارتجاف عند تأخر الطعام.
زيادة العطش والتبوّل علامات مبكرة لاضطراب سكر الدم.
ما البدائل الصحية.
لا أحد يقول لك “لا تشرب شيئًا في الصباح”، لكن الفكرة هي في اختيار ما يُفيد جسمك بدلًا من أن يُرهقه. إليك بعض البدائل الصحية:
الماء الدافئ مع قطرات ليمون: يُحفز الجهاز الهضمي بلطف.
شاي الزنجبيل أو القرفة: يُساعد على تنظيم السكر في الدم، ويمنح الجسم دفعة من النشاط الطبيعي.
سموثي من فواكه كاملة مع بذور الكتان أو الشيا: غني بالألياف ويُبطئ امتصاص السكر.
القهوة السوداء دون سكر: مفيدة في تحسين التركيز دون التسبب في ارتفاع مفاجئ للسكر.
تحذير هام من الأطباء:
يقول د. كريستوفر هاريس، أخصائي الغدد الصماء في مركز “مايو كلينك”:
السكر السائل كما في العصائر الجاهزة والمشروبات السكرية هو أسوأ نوع من السكريات للجسم، لأنه لا يُشعر بالشبع، ويُدخل الجسم في دوامة جوع مستمر وتقلّبات في الطاقة، وهذا بالضبط ما يُنهك البنكرياس ويُمهّد للإصابة بالسكري.
ربما تعتقد أن كوب العصير صباحًا هو عادة “لطيفة”، لكنه في الواقع قد يكون العدو الصامت الذي يُهدد صحة جهازك الهضمي والبنكرياس. التغيير يبدأ بوعي بسيط. لا تنتظر حتى تُصاب بخلل في سكر الدم أو أعراض السكري لتتحرك.