“أطباء الأذن يقرعون ناقوس الخطر”… عادة يفعلها الملايين يوميًا تؤدي تدريجيًا إلى ضعف السمع وفقدانه بالكامل… تجنبها فوراً !!

في تقرير طبي جديد أثار قلق الأوساط الصحية، حذر عدد من أطباء الأذن والأنف والحنجرة من عادة شائعة يقوم بها الملايين حول العالم بشكل يومي دون وعي تام بمخاطرها الصحية على المدى البعيد. ووفقًا لهؤلاء الأطباء، فإن هذه العادة قد تكون سببًا رئيسيًا في فقدان السمع بشكل تدريجي وقد يصل الأمر إلى فقدانه الكامل في بعض الحالات، خاصة مع التقدم في السن أو استمرار هذه العادة دون توقف.
العادة التي يتحدث عنها الأطباء هي استخدام أعواد القطن أو الأدوات الحادة في تنظيف الأذن. ورغم أن الكثير من الناس يعتقدون أن تنظيف الأذن بهذا الشكل أمر ضروري للحفاظ على النظافة الشخصية، إلا أن الأبحاث الطبية أثبتت أن هذه العادة تضر أكثر مما تنفع، بل إنها قد تكون من بين أبرز مسببات تراجع السمع وفقدانه على المدى الطويل.
يشرح الدكتور عادل محمود، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، أن الأذن البشرية قادرة بشكل طبيعي على تنظيف نفسها من خلال إفراز مادة الشمع التي تقوم بالتقاط الأتربة والبكتيريا وإخراجها تدريجيًا نحو الخارج. ويضيف أن التدخل اليدوي باستخدام أدوات غير مخصصة أو أعواد القطن يؤدي غالبًا إلى دفع الشمع إلى الداخل بدلاً من إخراجه، مما يتسبب في انسداد القناة السمعية وتهيّج الجلد الداخلي وربما خدشه، مما يفتح المجال لدخول البكتيريا وحدوث التهابات قد تكون مزمنة في بعض الحالات.
الأخطر من ذلك أن هذا السلوك المتكرر قد يؤدي إلى تلف الشعيرات الدقيقة الحساسة في الأذن الداخلية، والتي تعتبر مسؤولة عن استقبال الذبذبات الصوتية ونقلها إلى الدماغ. وتلف هذه الشعيرات يعني تراجع القدرة على السمع تدريجيًا، ولا توجد وسيلة طبيعية لإصلاح هذا التلف بمجرد حدوثه، مما يجعل الوقاية هي الخيار الأذكى.
ويشير خبراء السمع إلى أن الضوضاء العالية في سماعات الأذن بالإضافة إلى التنظيف المفرط أو الخاطئ يتصدران أسباب مشاكل السمع لدى الفئات العمرية الشابة، بينما تتفاقم المشاكل لدى كبار السن نتيجة تراكم الضرر على مر السنين.
ولتجنب هذه العواقب الخطيرة، ينصح الأطباء باتباع تعليمات السلامة التالية:
1. عدم إدخال أي جسم صلب أو أداة داخل الأذن مهما كان حجمه أو نعومته.
2. الاكتفاء بتنظيف الأذن من الخارج باستخدام منشفة رطبة أو منديل ورقي ناعم.
3. مراجعة طبيب مختص في حال الشعور بانسداد في الأذن أو تراكم الشمع بدلًا من محاولة تنظيفه منزليًا.
4. تجنب التعرض المستمر للضوضاء العالية، خاصة باستخدام سماعات الأذن لفترات طويلة.
5. إجراء فحوصات دورية للسمع خاصة لمن يعملون في بيئات صاخبة أو يعانون من مشاكل مزمنة في الأذن.
ويؤكد الأطباء أن نشر الوعي حول خطورة هذه العادة قد ينقذ ملايين الأشخاص من فقدان حاسة السمع في وقت مبكر، خاصة أن كثيرين لا يدركون أن الضرر الذي يصيب الأذن لا يُشعر به فورًا، بل يتراكم ببطء ليظهر في مراحل متقدمة عندما يصعب علاجه.
وفي الختام، فإن الأذن عضو دقيق وحساس يستحق العناية دون مبالغة أو تدخل خاطئ. وتغيير عادة صغيرة مثل الامتناع عن استخدام أعواد القطن قد يحدث فرقًا كبيرًا في مستقبل حاسة السمع لديك أو لدى أطفالك.