منوعات عامة

“تحذير من مختصي الأعصاب”… عادة شائعة عند استخدام الهاتف تُؤثر مباشرة على خلايا الدماغ… توقف عنها فورًا قبل فوات الأوان !!

في ظل التطور التقني المتسارع والاعتماد اليومي المتزايد على الهواتف الذكية، بدأ العلماء ومختصو الأعصاب حول العالم بدق ناقوس الخطر بشأن بعض العادات الرقمية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من روتين الناس اليومي. واحدة من أخطر هذه العادات والتي أثبتت الدراسات العلمية تأثيرها المباشر على صحة الدماغ، هي عادة التحديق الطويل والمستمر في شاشة الهاتف المحمول خاصة قبل النوم مباشرة وفي ساعات متأخرة من الليل.

يقول عدد من أطباء الأعصاب إن تعرض الدماغ بشكل متواصل للضوء الأزرق الصادر من شاشات الهواتف قد يؤدي مع الوقت إلى اضطرابات في النوم وتراجع في نشاط خلايا الدماغ، بل وربما إلى تدهور ملحوظ في القدرة على التركيز والتذكر. ويرى الخبراء أن المشكلة لا تكمن فقط في الضوء بحد ذاته، بل في الطريقة التي يتم بها استخدام الهاتف لفترات طويلة دون انقطاع، مما يؤدي إلى إرهاق الدماغ وتراجع أدائه اليومي.

ومن أكثر السلوكيات شيوعًا والتي حذر منها الأطباء بشكل خاص هي عادة التصفح العشوائي أو ما يُعرف بالتمرير اللانهائي في تطبيقات التواصل الاجتماعي. هذا النوع من الاستخدام يتسبب في حالة من التحفيز المستمر لخلايا الدماغ دون فائدة حقيقية، ويؤدي إلى ما يشبه “الإجهاد العقلي المزمن”. المستخدم يظن أنه يسترخي أثناء التصفح، لكن الحقيقة أن دماغه في تلك اللحظات يكون في حالة نشاط مفرط وغير منضبط.

ولعل الأخطر من ذلك هو ما أكده بعض الباحثين في مجال علم الأعصاب السلوكي بأن الإدمان على الهاتف يغير فعليًا من كيمياء الدماغ، وقد يؤدي إلى ارتفاع مستويات القلق والاكتئاب عند بعض المستخدمين، خصوصًا فئة المراهقين والشباب. هذا التغيير الكيميائي يحدث بسبب الإفراط في تلقي التحفيز السريع من الإشعارات والمحتوى المرئي والمسموع، مما يجعل الدماغ يعتاد على مستويات غير طبيعية من التنبيه، وبالتالي يفقد قدرته تدريجيًا على الاستجابة للمحفزات الطبيعية مثل القراءة أو التواصل الواقعي مع الآخرين.

أطباء الأعصاب ينصحون بشكل واضح بضرورة تقنين استخدام الهاتف، خاصة في ساعات الليل، وتجنب استخدامه تمامًا قبل النوم بمدة لا تقل عن ٦٠ دقيقة. كما يُنصح باستخدام “الوضع الليلي” أو ما يعرف بالـ Night Shift أو تقليل الإضاءة الزرقاء، بالإضافة إلى أخذ فترات راحة منتظمة خلال النهار لإراحة الدماغ والعينين من الإجهاد الرقمي.

كما شدد الأطباء على أهمية العودة إلى بعض الأنشطة العقلية الطبيعية مثل القراءة الورقية والمشي والتأمل، لما لها من أثر إيجابي في تنشيط خلايا الدماغ بطريقة صحية وآمنة. وأكدوا أن حماية الدماغ تبدأ من الوعي بالسلوكيات اليومية التي قد تبدو بسيطة ولكنها على المدى الطويل قد تؤدي إلى نتائج صحية كارثية.

وفي الختام، فإن استمرار تجاهل هذه التحذيرات قد يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة بأمراض عصبية معقدة مثل التدهور المعرفي المبكر والزهايمر في سن مبكرة. ولذلك فإن الخطوة الأهم الآن هي التوقف عن هذه العادات السلبية فورًا والبدء في تبني نمط حياة رقمي أكثر توازنًا ووعيًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!