“تحذير خطير من أطباء القلب”… عادة شائعة بعد الأكل مباشرة تُضاعف خطر الجلطات وتدمر عضلة القلب… أوقفها فورًا قبل فوات الأوان !!

في ظل الارتفاع المتزايد في معدلات الإصابة بأمراض القلب في مختلف أنحاء العالم، بدأ الأطباء وخبراء التغذية يدقون ناقوس الخطر بشأن مجموعة من العادات اليومية التي قد تبدو عادية أو غير ضارة، لكنها في الحقيقة تؤثر بشكل مباشر وسلبي على صحة القلب والشرايين. ومن بين هذه العادات، عادة يمارسها الملايين يوميًا بعد تناول الطعام مباشرة دون إدراك لمخاطرها، وقد ثبت علميًا أنها تُضاعف من خطر الإصابة بالجلطات وتُضعف عضلة القلب مع مرور الوقت.
تتمثل هذه العادة في النوم أو الاستلقاء مباشرة بعد تناول وجبة الطعام، وهي سلوك شائع جدًا خاصة بعد الوجبات الثقيلة أو في فترات المساء. ووفقًا لعدة دراسات طبية، فإن النوم بعد الأكل يُحدث اضطرابًا في عملية الهضم، ويؤدي إلى ارتجاع أحماض المعدة نحو المريء، كما يُساهم في تراكم الدهون الثلاثية في الدم، وهي من العوامل الأساسية المسببة لأمراض القلب وتصلب الشرايين.
ويوضح الدكتور سامي الخطيب، اختصاصي أمراض القلب في جامعة بيروت الطبية، أن الجسم يحتاج إلى تدفق دموي كافٍ أثناء الهضم، وإذا استلقى الإنسان بعد الأكل فإن ذلك يبطئ الدورة الدموية في الجهاز الهضمي ويزيد من الضغط على القلب. كما أن الأطعمة الغنية بالدهون أو السكريات التي تُستهلك بكثرة في بعض الأنظمة الغذائية تزيد الطين بلة عندما يتبعها نوم مباشر.
وليس هذا فقط، فوفقًا لدراسة أجريت في اليابان على أكثر من ١٣ ألف شخص، وُجد أن الذين اعتادوا النوم بعد الأكل مباشرة كانوا أكثر عرضة بنسبة تفوق ٤٠٪ للإصابة بجلطات القلب أو الدماغ مقارنة بأولئك الذين يؤجلون النوم لما لا يقل عن ساعتين بعد الأكل. وذكرت الدراسة أن الجسم خلال النوم يمر بمرحلة خمول تقل فيها كفاءة الدورة الدموية والتنفس ونشاط الجهاز العصبي، ما يجعل من الصعب على القلب التعامل بكفاءة مع الدهون والكوليسترول والسكريات المتراكمة بعد الوجبة.
اللافت أن البعض يربط النوم بعد الأكل بالراحة وتحسين الهضم، لكن ما يحدث فعليًا هو العكس تمامًا. حيث يتحول الجسم إلى وضعية أفقية تمنع الجاذبية من أداء دورها في تحريك الطعام عبر الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى تراكم الغازات وعسر الهضم والانتفاخ. هذه التأثيرات تُحدث ضغطًا إضافيًا على القلب في وقت يكون فيه بحاجة إلى التركيز على تنظيم وظائفه الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن النوم بعد الأكل قد يؤدي إلى اضطرابات في مستويات السكر في الدم، خاصة لدى مرضى السكري أو من هم عرضة للإصابة به. وقد أظهرت دراسات حديثة أن تأجيل النوم لما لا يقل عن ساعتين بعد الأكل يساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين ويقلل من خطر ارتفاع الضغط والسكر والكوليسترول، وهي ثلاثية خطيرة جدًا تضر القلب على المدى الطويل.
ويُحذر أطباء القلب من أن هذه العادة لا تؤثر فقط على الأفراد المصابين بأمراض مزمنة، بل يمكن أن تسبب مشاكل خطيرة حتى للأشخاص الأصحاء إذا ما استمرت لسنوات، خاصة مع التقدم في العمر. ولذلك فإن أهم خطوة للوقاية من أمراض القلب هي في تعديل نمط الحياة اليومي، ومن أبرز التوصيات الطبية في هذا الجانب:
1. تجنب الاستلقاء أو النوم مباشرة بعد الأكل، وبدلًا من ذلك يُنصح بالمشي الخفيف لمدة 15 إلى 20 دقيقة بعد الوجبة لتحفيز الدورة الدموية وتحسين الهضم.
2. الانتظار على الأقل ساعتين قبل النوم، خاصة بعد تناول وجبة دسمة أو غنية بالدهون.
3. تجنب الوجبات الثقيلة في فترات الليل، والتركيز على أطعمة خفيفة وسهلة الهضم مثل الخضروات والبروتينات الخالية من الدهون.
4. شرب الماء بكمية معتدلة بعد الأكل يساعد في عملية الهضم، لكن دون إفراط.
5. الابتعاد عن المشروبات الغازية بعد الطعام، كونها تساهم في زيادة الانتفاخ والضغط على القلب والمعدة.
ويشير الخبراء إلى أن الوقاية من أمراض القلب لا تقتصر على الأدوية أو زيارات الطبيب، بل تبدأ من العادات اليومية التي يلتزم بها الإنسان. وكل عادة صحية أو ضارة لها تأثير تراكمي على الجسم، وقد تكون الفارق بين حياة طبيعية وحياة مليئة بالمعاناة الطبية.
التغيير في السلوك الغذائي ونمط الحياة ليس أمرًا سهلًا في البداية، لكنه استثمار حقيقي في الصحة وطول العمر. وتجنب النوم بعد الأكل ليس مجرد نصيحة عابرة، بل هو إجراء وقائي بالغ الأهمية قد ينقذ حياتك أو حياة من تحب.