“تحذير عاجل من خبراء التغذية”… هذا المشروب المشهور يرفع خطر الإصابة بالسرطان إذا تم تناوله بعد الأكل مباشرة… أوقفه فورًا !!

في ظل تزايد الأمراض المزمنة وارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في مختلف أنحاء العالم، بات من الضروري إعادة النظر في عاداتنا الغذائية اليومية التي نمارسها دون وعي، والتي قد تبدو عادية للوهلة الأولى لكنها تحمل في طياتها أخطارًا جسيمة على الصحة. ومن بين هذه العادات ما كشف عنه عدد من خبراء التغذية مؤخرًا في تقارير طبية ودراسات علمية جديدة حذرت من تناول أحد أكثر المشروبات شهرةً وانتشارًا بين الناس، خاصة بعد تناول الطعام مباشرة.
المقصود هنا ليس مشروبًا نادرًا أو معقدًا، بل هو ببساطة الشاي، وخاصة الشاي الأسود، الذي يستهلكه ملايين الأشخاص يوميًا بعد الوجبات ظنًا منهم أنه يساعد على الهضم ويُنعش الجسم، بينما الحقيقة العلمية تؤكد عكس ذلك تمامًا، وتكشف عن تأثيرات خطيرة قد تصل إلى حد زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان إذا تم تناوله في توقيت خاطئ.
بحسب الدراسات التي نُشرت في مجلات علمية مرموقة، فإن تناول الشاي بعد الأكل مباشرة يؤدي إلى تقليل امتصاص الجسم للحديد بنسبة قد تصل إلى أكثر من ٦٠٪، خاصة الحديد النباتي الموجود في الخضروات والبقوليات. هذا النقص المزمن في الحديد قد لا يشعر به الإنسان في البداية، لكنه مع الوقت يتسبب في الإصابة بفقر الدم ومشكلات خطيرة في المناعة وتلف في الخلايا، وقد يكون بوابة لأمراض مزمنة وخطيرة مثل سرطانات الجهاز الهضمي.
ولعل ما يجهله الكثيرون هو أن مادة “التانين” الموجودة في الشاي بكثافة، تتفاعل مع العناصر الغذائية وتكون مركبات غير قابلة للامتصاص، مما يحرم الجسم من استفادته من الفيتامينات والمعادن، ويؤدي تدريجيًا إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي وزيادة الضغط على الكبد والكلى، وبالتالي رفع فرص الالتهابات المزمنة التي تعد مقدمة محتملة لتكوّن الخلايا السرطانية.
ولم تتوقف التحذيرات عند هذا الحد، بل أشار بعض الباحثين إلى أن الشاي الساخن جدًا يمكن أن يؤدي إلى تهيج بطانة المريء والمعدة، خاصة إذا تم تناوله بعد الوجبات الثقيلة، وهو ما قد يؤدي مع التكرار إلى التهابات مزمنة وتقرحات تزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء والمعدة، وهي أنواع سرطانية خطيرة ذات معدلات شفاء منخفضة نسبيًا.
ويُجمع الأطباء وخبراء التغذية على أنه من الأفضل تجنّب شرب الشاي فور الانتهاء من الطعام، ويُنصح بترك فاصل زمني لا يقل عن ٤٥ دقيقة إلى ساعة، للسماح للجسم بامتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد، ولتفادي الآثار الجانبية طويلة المدى التي قد يتسبب بها هذا المشروب الشائع.
كما يُنصح باستبدال الشاي بالماء الفاتر أو شاي الأعشاب الطبيعي الخالي من الكافيين بعد الوجبات، خاصة شاي النعناع أو الزنجبيل أو البابونج، التي ثبت أنها تساعد في الهضم دون أن تؤثر سلبًا على امتصاص الحديد أو تُشكّل خطرًا على الصحة.
وفي الختام، فإن الوعي الغذائي اليوم لم يعد ترفًا بل ضرورة ملحة، حيث إن أبسط العادات التي قد نمارسها بشكل يومي يمكن أن تكون مفتاحًا لصحة أفضل أو بالعكس بداية طريق نحو أمراض خطيرة يصعب علاجها. لذلك، من الضروري أن نتوقف قليلًا لنراجع عاداتنا ونسأل: هل ما نفعله بالفعل صحي وآمن، أم أننا نعيش وسط مجموعة من الأخطاء المتراكمة التي قد تُكلفنا حياتنا لاحقًا؟