منوعات عامة

“تحذير صادم من أطباء الأنفاس”… النوم في غرفة باردة جدًا بسبب المكيف أو المروحة خلال الصيف قد يؤدي إلى مضاعفات في الرئتين… إليك الطريقة الصحيحة لتجنب الخطر !!

في الوقت الذي يسعى فيه الناس للتغلب على موجات الحر الشديدة خلال فصل الصيف باستخدام المكيفات والمراوح الكهربائية، يغفل الكثيرون عن المخاطر الصحية الكامنة وراء النوم في غرف شديدة البرودة لساعات طويلة. فقد حذّر عدد من أطباء الأمراض التنفسية والباطنية من أن النوم ليلاً في بيئة باردة جداً ناتجة عن أجهزة التبريد قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة الرئتين والجهاز التنفسي بشكل عام، خاصة لدى كبار السن ومرضى الربو أو الحساسية الصدرية.

وأوضح الدكتور أحمد السالم، اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي، أن التعرض المباشر والمطول لهواء المكيف أو المروحة خلال النوم قد يسبب انقباضاً في الشعب الهوائية والتهاباً في الأغشية المخاطية المبطنة للرئتين، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل السعال الجاف، ضيق التنفس، آلام في الصدر، وحتى الإصابة بالتهاب رئوي حاد في بعض الحالات. وأضاف أن هذه الأعراض قد لا تظهر فوراً، وإنما تتفاقم مع تكرار التعرض اليومي للهواء البارد لساعات أثناء النوم دون اتخاذ احتياطات وقائية.

وأشار السالم إلى أن إحدى المشكلات الخطيرة التي قد تنجم عن النوم في أجواء باردة جداً هي ما يُعرف بـ “التشنج القصبي الليلي”، وهي حالة تحدث نتيجة انخفاض درجة حرارة المجاري التنفسية أثناء النوم، مما يؤدي إلى تهيجها وتقلصها وبالتالي الشعور بضيق التنفس أو نوبات الربو المفاجئة.

بدورها، شددت الدكتورة منى الجهني، أخصائية أمراض الأنف والحنجرة، على أن الأشخاص الذين يعانون من التهابات مزمنة في الجيوب الأنفية أو مشاكل في الجهاز التنفسي العلوي هم الأكثر عرضة للتأثر سلباً بالنوم في غرف باردة جداً، حيث يؤدي الهواء البارد إلى جفاف الأغشية المخاطية وتعطيل دورها في مقاومة البكتيريا والفيروسات، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى.

ومن ناحية أخرى، فإن الاعتماد الكامل على المراوح طوال الليل دون وجود رطوبة مناسبة في الغرفة يمكن أن يؤدي إلى جفاف الحلق والأنف والعينين، بالإضافة إلى تشنجات عضلية وآلام في الرقبة والظهر بسبب تيارات الهواء المستمرة، خاصة إذا كانت المروحة موجهة مباشرة نحو الجسم.

كيف تتجنب هذه المخاطر؟

لحسن الحظ، يمكن تقليل هذه الآثار السلبية بشكل كبير من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة والفعالة، مثل:

1. ضبط المكيف على درجة حرارة معتدلة لا تقل عن ٢٤ درجة مئوية، وتجنب جعل الغرفة شديدة البرودة.

2. توجيه هواء المكيف أو المروحة بعيدًا عن الجسم أثناء النوم، بحيث لا يصطدم الهواء مباشرة بالوجه أو الصدر أو الظهر.

3. إغلاق المكيف بعد النوم بساعة أو ساعتين فقط باستخدام المؤقت الذكي، وتوفير تهوية طبيعية معتدلة بدلًا من التبريد المستمر.

4. استخدام بطانية خفيفة لتغطية الجسم حتى في حال الشعور بالحر، لحماية العضلات والجهاز التنفسي من تقلبات درجة الحرارة.

5. الحفاظ على رطوبة الغرفة باستخدام جهاز ترطيب الهواء أو وضع إناء من الماء بالقرب من المكيف أو المروحة.

6. الابتعاد عن النوم بجوار النوافذ المفتوحة في ساعات الليل الباردة، خاصة في المناطق المرتفعة أو القريبة من الشواطئ.

7. استشارة الطبيب فور ظهور أي أعراض غير معتادة في الجهاز التنفسي بعد فترات النوم الطويلة في جو بارد.

وفي الختام، فإن الراحة في فصل الصيف لا تعني تجاهل التحذيرات الصحية المتعلقة باستخدام وسائل التبريد، بل ينبغي التعامل مع هذه الوسائل بحذر ووعي لضمان الاستفادة منها دون تعريض الجسم لمضاعفات صحية قد تكون خطيرة. الراحة وجودة النوم مهمتان، لكن الصحة العامة وسلامة الجهاز التنفسي يجب أن تبقيا دائمًا في المقام الأول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!