“فاكهة مهملة”… تقوي عظام الأطفال وتزيد التركيز والذكاء خلال أيام قليلة… الأطباء ينصحون بها بشدة !!

في زحمة الفواكه التي نعرفها ونستهلكها بشكل يومي، هناك فاكهة واحدة غالبًا ما تمر دون أن ننتبه لقيمتها الغذائية الهائلة، رغم أنها تحتوي على عناصر غذائية مذهلة قادرة على دعم صحة الأطفال بشكل خاص. إنها فاكهة الكيوي، تلك الثمرة الخضراء ذات البذور السوداء الصغيرة، والتي تحمل في داخلها أسرارًا غذائية مدهشة قد تغير مستقبل صحة طفلك بالكامل.
الكيوي ليست فقط لذيذة ومنعشة، بل تُعد من أكثر الفواكه الغنية بالعناصر التي يحتاجها دماغ الطفل وعظامه للنمو القوي والسليم. تحتوي الكيوي على تركيز عالٍ من فيتامين C يتجاوز حتى الموجود في البرتقال، وهذا الفيتامين لا يرفع المناعة فقط، بل يُعتبر أيضًا محفّزًا مباشرًا لإنتاج الكولاجين الضروري لبناء العظام والمفاصل.
لكن السر الأكبر في الكيوي يكمن في احتوائه على فيتامين K، وهو فيتامين نادر الوجود في كثير من الفواكه، وهو مسؤول عن تعزيز كثافة العظام وتقويتها. هذا ما يجعل الكيوي خيارًا مثاليًا للأطفال في سنّ النمو، خاصة في المراحل المبكرة التي تتكوّن فيها البنية الأساسية للهيكل العظمي.
ولا يتوقف الأمر عند العظام فقط، بل يمتد إلى تعزيز وظائف الدماغ والتركيز والقدرات الذهنية. فالكيوي يحتوي على كميات مذهلة من مضادات الأكسدة، وخاصة مادة “اللوتين” التي تحسّن الأداء العصبي وتحفّز التركيز والانتباه. وقد أظهرت دراسات حديثة أن تناول الكيوي بانتظام يساعد الأطفال في تحسين الأداء الدراسي، ويقلل من حالات شرود الذهن وفرط الحركة الناتج عن نقص بعض العناصر الحيوية في الدماغ.
وفي دراسة أجريت على عدد من الأطفال بين سن 6 إلى 12 عامًا، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تناولت الكيوي يوميًا لمدة 3 أسابيع، والثانية لم تضف أي تغيير على نظامها الغذائي. بعد انتهاء الفترة، لاحظ الباحثون أن المجموعة الأولى أظهرت تطورًا ملحوظًا في اختبارات التركيز، والتفاعل، والقدرة على حل المشكلات، إلى جانب تحسن في جودة النوم والمزاج العام.
والأمر الأهم أن الكيوي فاكهة آمنة جدًا ولا تسبب الحساسية لمعظم الأطفال، بشرط تقديمها بكميات معتدلة. يمكن تقطيعها إلى شرائح، أو مزجها مع الزبادي، أو حتى إضافتها إلى ساندويتشات الفطور، مما يجعلها خيارًا مرنًا وسهل الدمج ضمن النظام الغذائي اليومي للطفل.
وينصح الأطباء بإعطاء الأطفال نصف ثمرة كيوي يوميًا في البداية، ثم رفع الكمية تدريجيًا إلى ثمرة كاملة، خاصة في فترات العودة إلى المدارس أو خلال فترات الامتحانات، حيث تكون الحاجة للتركيز والطاقة العقلية في أوجها.
وفي عالم تزداد فيه المخاوف من ضعف التركيز ومشاكل العظام لدى الأطفال بسبب التغذية غير المتوازنة، تأتي فاكهة الكيوي كحل طبيعي وقوي جدًا، يُغني عن المكملات الكيميائية ويمنح الجسم ما يحتاجه من الداخل بطريقة بسيطة وطبيعية وآمنة تمامًا.
لا تستهين بهذه الفاكهة الصغيرة.. فقد تكون السر الحقيقي وراء طفل أكثر ذكاءً وأقوى عظامًا، وأفضل مزاجًا.