أقتراحات عامة

“مشروب شائع يُذيب الكالسيوم من العظام بصمت”… الكثيرون يظنون أنه مفيد… لكنه السبب في هشاشة العظام بعد سن الأربعين !!

بينما يركض كثيرون نحو ما يسمونه بالمشروبات المنعشة أو الصحية، يختبئ خلفها خطر لا يلاحظه إلا بعد فوات الأوان. إنه ليس دواءً ولا مادة صناعية معقدة، بل مشروب بسيط يستهلكه الملايين يومياً، وفي كثير من الأحيان، دون وعي بعواقبه الكارثية على الصحة.

المفاجأة أن هذا المشروب هو الصودا الغازية، حتى لو كانت “دايت” أو بدون سكر. فكل رشفة منه تسرق من جسمك شيئاً لا يُقدّر بثمن: الكالسيوم. هذا العنصر الحيوي للعظام والأسنان والنمو السليم، يُنهب بصمت مع كل علبة تشربها.

أثبتت دراسات طبية عديدة أن المشروبات الغازية، سواء كانت محلاة بالسكر أو بالمحليات الصناعية، تحتوي على حمض الفوسفوريك، وهو حمض يسبب خللاً في توازن الكالسيوم والفوسفور في الجسم. وعندما يحدث هذا الخلل، يضطر الجسم لتعويض الفجوة عن طريق سحب الكالسيوم من العظام، مما يؤدي مع الوقت إلى ضعفها وتعرضها للهشاشة.

النتيجة؟ هشاشة عظام مبكرة تبدأ بعد سن الأربعين، وأحياناً قبل ذلك، خاصة لدى النساء. يشعر البعض في البداية بألم في المفاصل، أو ضعف في الأسنان، أو تعب مزمن دون سبب واضح، ثم تبدأ الانهيارات الصامتة، كسر مفاجئ في عظمة الحوض، انحناء في الظهر، أو حتى سقوط يؤدي إلى كارثة لا تُصلح.

المشكلة الأكبر أن البعض يظن أن شرب الصودا “الدايت” هو الحل الآمن، بينما الحقيقة أنها تحمل أضراراً مماثلة، بل أحياناً أسوأ، لأنها تحتوي على محليات صناعية تُربك الهرمونات، وتؤثر على امتصاص المعادن، دون أن يدركها الجسم بنفس آلية السكر العادي.

يظن الناس أن العلبة الباردة في يوم حار مجرد “متعة بسيطة”، لكنها في الحقيقة قد تكون بداية “الموت البطيء” لعظامهم.

وينبه الأطباء إلى أن الخطر لا يكمن فقط في كمية المشروب بل في الاستمرارية، فالضرر لا يحدث من مرة واحدة، بل من التراكم اليومي الذي يبدو بريئاً في البداية. وعندما تظهر النتائج، يكون الوقت قد تأخر كثيراً.

وينصح الخبراء بضرورة استبدال هذه المشروبات بالماء، أو العصائر الطبيعية غير المحلاة، أو حتى شاي الأعشاب الدافئ، خاصة مع التقدم في العمر. كما ينصحون بتناول أطعمة غنية بالكالسيوم مثل السبانخ والبروكلي ومنتجات الألبان والأسماك الصغيرة التي تؤكل بعظامها.

ليس من الضروري أن تتوقف الحياة لتكون صحية، لكن من الضروري أن نفهم أن بعض العادات اليومية الصغيرة، مثل مشروب غازي، قد تكون السبب في ألم كبير، وتكلفة صحية فادحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!