“لا تشرب القهوة في هذا التوقيت أبداً”… دراسة حديثة تكشف ارتباطاً مرعباً بين الكافيين في هذا الوقت وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والدماغ !!

في عالم تزداد فيه وتيرة الحياة اليومية ويعاني فيه الناس من ضغوط العمل والمهام المتلاحقة، أصبحت القهوة الرفيق الأول للكثيرين. ملايين البشر حول العالم يعتمدون على فنجان القهوة الصباحي كبداية لا غنى عنها ليومهم، بينما يفضل البعض شربها بعد الظهر أو في المساء لأسباب مختلفة. لكن ما لا يعلمه كثيرون هو أن توقيت شرب القهوة قد يكون العامل الفاصل بين فائدة صحية كبيرة وخطر حقيقي يهدد القلب والدماغ.
وفقاً لدراسة طبية حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة أمريكية مرموقة ونُشرت في مجلة طبية متخصصة، فقد تم التوصل إلى نتائج صادمة حول تأثير الكافيين عند تناوله في أوقات معينة من اليوم، وخاصة في المساء أو قبل النوم بساعات قليلة.
الدراسة التي شملت أكثر من عشرة آلاف شخص من مختلف الأعمار خلصت إلى أن شرب القهوة بعد الساعة السادسة مساء يرتبط بزيادة احتمال التعرض لمشكلات في القلب مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب، إضافة إلى تأثيرات سلبية على وظائف الدماغ كالنسيان، التوتر الذهني، وضعف التركيز.
وأشارت الدراسة إلى أن الجسم يحتاج إلى وقت طويل لتحلل الكافيين، وقد يستغرق الأمر ما بين ٦ إلى ٨ ساعات للتخلص من نصف كمية الكافيين التي تدخل الجسم، مما يعني أن تناول كوب من القهوة في المساء قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول أثناء النوم، ويؤثر بشكل مباشر على جودة النوم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما تبين أن بعض الأشخاص الذين يعانون من تحسس خفيف تجاه الكافيين قد يواجهون مضاعفات فورية، منها سرعة ضربات القلب، الأرق الحاد، القلق المستمر، وأحيانًا نوبات تشنجية خفيفة دون إدراكهم أن السبب قد يكون ببساطة توقيت تناولهم للقهوة.
الخبراء يحذرون من الاستهانة بهذا الأمر، ويشددون على ضرورة الانتباه لتوقيت استهلاك القهوة بشكل خاص والمشروبات المنبهة بشكل عام. حيث أوصى الأطباء بأن يكون آخر وقت لتناول القهوة هو قبل الساعة الثانية ظهرًا، وذلك لضمان عدم تأثيرها على الجهاز العصبي أو القلب خلال الليل.
من جهة أخرى، أكدت الدراسة أن شرب القهوة في الصباح الباكر أو بعد تناول الإفطار بساعتين قد يكون مفيدًا جدًا، حيث يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحسين مستوى التركيز والأداء العقلي دون أن يسبب ضررًا للجسم. كما يُفضّل استهلاك القهوة الطبيعية غير المحلاة وتجنب الأنواع التجارية المحمّلة بالسكر أو المواد الصناعية.
وفيما يحاول البعض التخفيف من التوتر أو مقاومة الإرهاق في المساء عبر فنجان قهوة، فإنهم في الحقيقة قد يدفعون ثمن هذه العادة لاحقًا من صحتهم العامة. وهنا تظهر أهمية الوعي الصحي والإطلاع على الأبحاث العلمية الحديثة التي تسلط الضوء على هذه الجوانب غير المعروفة.
أحد المشاركين في الدراسة، وهو رجل في الأربعينات من عمره، قال إنه كان يعاني من خفقان القلب والقلق المستمر لسنوات، ولم يكن يعرف السبب حتى نصحه طبيب بتقليل القهوة خصوصًا في المساء. بعد أسابيع من التوقف عن تناولها بعد العصر، لاحظ تحسنًا ملحوظًا في نومه وحالته النفسية.
في النهاية، لا يدور الحديث هنا عن التوقف الكامل عن شرب القهوة، بل عن الوعي بالتوقيت المناسب. فالقهوة ليست عدوًا، لكنها قد تصبح كذلك إذا استُهلكت في غير وقتها. لذا، فإن النصيحة الذهبية التي تخرج بها من هذه الدراسة هي:
“لا تشرب القهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وإذا كنت من أصحاب النوم الخفيف أو تعاني من مشكلات في القلب، فاجعل آخر كوب قهوة لك بعد الظهر فقط، وستلاحظ الفرق الكبير بنفسك”.