منوعات عامة

“دراسة صادمة تهز مواقع التواصل”… بخاخات تعطير الجو تُدمر الرئتين وتتسلل إلى الدم وتُسبب أمراضاً قاتلة !!

في تطور علمي خطير أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت دراسة طبية حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة هارفارد أن بخاخات تعطير الجو التي نستخدمها بشكل يومي داخل المنازل والمكاتب قد تشكّل خطراً حقيقياً على الصحة العامة، يتجاوز كل التوقعات.

وفقاً لما ورد في نتائج الدراسة، فإن هذه البخاخات تحتوي على مركّبات عضوية متطايرة تُعرف باسم VOCs، وهي مواد كيميائية تُطلق في الهواء عند استخدام معطرات الجو. ومع مرور الوقت، يمكن لهذه المركبات أن تتسلل إلى الجهاز التنفسي وتستقر في الرئتين، بل وتنتقل إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الضارة في الجسم.

وأكد الباحثون أن استنشاق هذه المركبات بشكل متكرر قد يؤدي إلى تهيج حاد في الجهاز التنفسي، والتهاب مزمن في الشعب الهوائية، وارتفاع في معدلات الإصابة بأمراض خطيرة مثل الربو والتهاب القصبات المزمن وسرطان الرئة، بالإضافة إلى أنها تؤثر على جهاز المناعة بشكل مباشر، مما يجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة العدوى.

ومن أكثر النتائج إثارة للقلق التي توصلت إليها الدراسة أن بعض أنواع المعطرات تحتوي على مركّبات تُشتبه في كونها مسببة للسرطان، مثل الفورمالديهايد والفثالات، وهي مواد قد لا تُذكر في قائمة المكونات على العبوة، مما يزيد من خطورتها بسبب عدم وعي المستهلكين بها.

وتشير البيانات إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون معطرات الجو بشكل يومي، خاصة في الأماكن المغلقة التي تفتقر إلى التهوية الجيدة، يتعرضون لمستويات عالية من هذه السموم، والتي يمكن أن تتراكم تدريجياً في الجسم وتؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة.

وحذّر الأطباء من الاستهتار بهذا الخطر، داعين إلى ضرورة تقليل استخدام معطرات الجو الكيميائية، خاصة في وجود الأطفال وكبار السن والمرضى المصابين بأمراض صدرية. وأوصى الخبراء باللجوء إلى البدائل الطبيعية لتعطير الهواء مثل الزيوت العطرية الطبيعية، والتهوية الجيدة، واستخدام النباتات المنزلية التي تساهم في تنقية الهواء بشكل آمن وصحي.

من جهة أخرى، أكد الأطباء أن أعراض التعرّض المزمن لبخاخات التعطير لا تظهر في معظم الحالات بشكل فوري، وإنما تتراكم آثارها ببطء مع الوقت، وهو ما يصفونه بـ”الكارثة الصامتة”، حيث لا يدرك الفرد مدى خطورتها إلا بعد ظهور مضاعفات صحية يصعب علاجها.

وفي ظل انتشار هذه المنتجات بشكل واسع في الأسواق وتزايد الإعلانات المروّجة لفوائدها الجمالية، أصبح من الضروري رفع الوعي الصحي لدى الأفراد وتحذيرهم من الاستخدام المفرط لمثل هذه المواد، والتأكد من مكونات المنتجات قبل شرائها.

كما دعا الأطباء الهيئات الصحية إلى وضع لوائح أكثر صرامة للرقابة على محتويات بخاخات التعطير، وفرض إلزامية الإفصاح عن جميع المكوّنات المستخدمة على العبوة، لحماية المستهلك من الأضرار المحتملة.

في النهاية، تبقى الوقاية خيراً من العلاج. وإذا كان تعطير المنزل مهماً لراحة النفس، فإن الحفاظ على صحة العائلة يجب أن يكون أولوية قصوى. لذا، لا تكن ضحية للدعاية البراقة.. اقرأ المكونات، وامنح جسدك بيئةً صحية ونظيفة دون مواد كيميائية خفية تُهدده بصمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!