منوعات عامة

“تحذير صادم من أطباء العيون”… هذه العادة اليومية تدمر شبكية العين وتضعف البصر تدريجيًا دون أن تشعر… توقف عنها فورًا !!

في زمن تسارعت فيه وتيرة الحياة الرقمية بشكل غير مسبوق، أصبح من المألوف أن نُمسك هواتفنا أو نجلس أمام الشاشات لساعات طويلة يوميًا دون تفكير في العواقب الصحية التي قد تترتب على ذلك. لكن ما كشفه عدد من كبار أطباء العيون مؤخراً كان بمثابة جرس إنذار صاعق لملايين الناس حول العالم، خاصة أولئك الذين لا يفارقون شاشات هواتفهم أو أجهزتهم اللوحية حتى عند الاستيقاظ أو قبل النوم مباشرة.

العادة اليومية التي حذر منها الأطباء بشكل صارخ، هي النظر المستمر إلى الشاشات لفترات طويلة دون فترات راحة كافية، خاصة في الإضاءة المنخفضة أو المظلمة. هذه العادة تبدو بريئة للوهلة الأولى، لكنها في الواقع تتسبب في تدمير بطيء ومتواصل لشبكية العين، وتؤدي مع مرور الوقت إلى ضعف تدريجي في البصر قد لا يُلاحظ في بدايته، لكنه يصبح واضحاً ومؤلماً بعد فوات الأوان.

الخبراء أشاروا إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، سواء كانت هواتف ذكية أو أجهزة كمبيوتر أو حتى شاشات التلفاز، له تأثير مباشر على خلايا الشبكية المسؤولة عن الرؤية الواضحة. ومع التعرض المستمر له دون وقاية أو تقنين، تبدأ هذه الخلايا بالتآكل ببطء. في البداية يشعر الشخص بجفاف بسيط أو إرهاق في العين، لكن مع الاستمرار تتفاقم الحالة وتبدأ أعراض مثل الضبابية في الرؤية، صعوبة التركيز، الشعور بوخز خفيف خلف العين، وحتى صداع مزمن.

الصدمة الحقيقية هي أن هذا التدهور يحدث تدريجياً ودون أي ألم حقيقي واضح، ما يجعل الكثيرين لا ينتبهون له إلا بعد أن تصبح الرؤية متأثرة بشكل كبير. ووفقًا لدراسات حديثة نشرتها عدة جامعات طبية مرموقة، فإن أكثر من 60 بالمئة من مستخدمي الهواتف الذكية بشكل يومي يعانون من أعراض ضعف الشبكية دون علمهم، خاصة بين فئة الشباب والبالغين الذين يستخدمون أجهزتهم لفترات طويلة في الظلام.

ما يجب الانتباه له أكثر هو أن هذه العادة لا تؤثر فقط على العينين بل تتسبب كذلك في خلل بإفراز هرمون الميلاتونين، ما يؤدي إلى اضطرابات النوم، وهذا بدوره يفاقم مشاكل العين والبصر بشكل غير مباشر.

وقد أكد الدكتور “أندرو برونسون” أحد كبار أطباء العيون في نيويورك، أن “الضوء الأزرق غير المرئي هو القاتل الصامت لشبكية العين في العصر الحديث، ونحن نرى اليوم حالات ضمور الشبكية المبكر لدى شباب في العشرينات لم تكن تُسجل إلا لدى كبار السن قبل عشرين سنة”.

الخطير في الأمر أن العديد من الأشخاص لا يربطون بين الاستخدام المطول للشاشات وبين تدهور بصرهم، بل يظنون أن المشكلة تتعلق بالإجهاد فقط أو يحتاجون فقط إلى نظارة جديدة. لكن الحقيقة المؤلمة هي أن الأذى الذي تسببه هذه العادة لا يمكن عكسه بسهولة، وفي بعض الحالات يكون دائمًا ويقود إلى حالات معقدة مثل التنكس البقعي أو ضعف النظر الليلي أو الحساسية العالية للضوء.

كيف تحمي عينيك؟

الخبراء أوصوا باتباع مجموعة من الخطوات البسيطة ولكن الفعالة لحماية العيون من هذا التدمير البطيء:

1. اتباع قاعدة 20-20-20: وهي تعني أنه كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، خذ استراحة لمدة 20 ثانية وانظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا (حوالي 6 أمتار).

2. تقليل سطوع الشاشة ليلاً أو تفعيل الوضع الليلي أو المرشح الأزرق.

3. استخدام نظارات الحماية من الضوء الأزرق، خاصة لمن يقضون أكثر من 4 ساعات يوميًا أمام الشاشات.

4. إراحة العينين قبل النوم بساعة من خلال إطفاء كل الشاشات.

5. الفحص الدوري للعينين، خصوصًا لمن يشعرون بأي تغير في الرؤية مهما كان بسيطًا.

في النهاية، قد تبدو هذه العادة اليومية وكأنها جزء لا يتجزأ من أسلوب حياتنا، لكن تجاهل تحذيرات الأطباء يمكن أن يكون ثمنه غالياً جداً. العيون هي نافذتنا إلى العالم، وفقدان البصر لا يعوّض. توقف عن هذه العادة قبل أن تندم، فالحياة بدون رؤية سليمة ليست حياة كما ينبغي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!