“أطباء الأعصاب يحذرون”… هذه الوضعية عند استخدام الجوال تُسرع من الإصابة بعرق النسا !!

في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، باتت الوضعيات الخاطئة أثناء استخدامها تمثل خطراً متزايداً على صحتنا، ليس فقط من حيث الإجهاد البصري أو اضطرابات النوم، بل تطور الأمر ليشمل مشاكل خطيرة في الجهاز العصبي والعمود الفقري، أبرزها ما يعرف بـ”عرق النسا”، وهو أحد أكثر الآلام شيوعاً وإزعاجاً لدى فئة كبيرة من الناس في مختلف الأعمار.
أطباء الأعصاب حول العالم بدأوا يدقون ناقوس الخطر بشأن وضعية شائعة جداً أثناء استخدام الهواتف المحمولة، وهي الانحناء المفرط للرقبة والظهر، أو ما يُعرف علمياً بـ”Text Neck”، وهي الوضعية التي نميل فيها برؤوسنا إلى الأمام أثناء استخدام الهاتف لفترات طويلة. هذه الوضعية، التي قد تبدو بسيطة أو غير ضارة، تُسبب مع مرور الوقت ضغطاً زائداً على الفقرات القطنية في أسفل الظهر وعلى العصب الوركي، ما يؤدي إلى تفاقم احتمالات الإصابة بعرق النسا.
عرق النسا هو ألم شديد ينتج عن تهيج أو ضغط على العصب الوركي، وهو أطول عصب في جسم الإنسان ويمتد من أسفل الظهر مروراً بالأرداف وحتى أسفل الساقين. وعند تكرار الجلوس أو الوقوف بوضعيات خاطئة، وخاصة تلك المرتبطة باستخدام الهاتف، تزداد فرص الالتهاب والضغط على هذا العصب، ما يؤدي إلى شعور بالألم والخدر يمتد من الظهر إلى الرجلين.
الدراسات الحديثة تشير إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم المحمولة لأكثر من ٣ ساعات يومياً في وضعيات غير صحيحة معرضون بنسبة تصل إلى ٦٠٪ للإصابة بأعراض عرق النسا في المستقبل. المشكلة تكمن في أن هذه الأعراض لا تظهر فوراً، بل تتراكم تدريجياً مع مرور الوقت، مما يجعل المريض لا يربط بينها وبين استخدام الهاتف الخاطئ إلا بعد فوات الأوان.
المؤسف أن الكثير من الناس يتعاملون مع هذه الآلام كأمر عادي أو نتيجة للإرهاق، بينما في الحقيقة قد تكون مؤشراً مبكراً على مشكلة صحية أكثر تعقيداً إذا لم تُعالج في مراحلها الأولى. الأطباء ينصحون بمراقبة الوضعية أثناء استخدام الهاتف، وتجنب الانحناء المفرط للرأس، وتخصيص فترات راحة منتظمة لتحريك الجسم وتمديد عضلات الرقبة والظهر.
كما يوصي الخبراء باستخدام حامل للهاتف أثناء القراءة أو المشاهدة، ورفع الجهاز لمستوى النظر قدر الإمكان لتقليل الضغط على الرقبة والعمود الفقري. وفي حال الشعور بألم أو تنميل في الساقين أو أسفل الظهر، يُفضل استشارة طبيب مختص في الأعصاب أو العظام لتقييم الحالة بشكل دقيق وتقديم العلاج المناسب.
أن التكنولوجيا أصبحت ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن استخدامها الخاطئ قد يجعلنا ندفع ثمناً صحياً باهظاً. فمعرفة الوضعية السليمة أثناء استخدام الهاتف وتغيير العادات اليومية الخاطئة قد يكونان الخطوة الأولى نحو حماية أجسامنا من كارثة صامتة قد لا ندرك أبعادها إلا بعد فوات الأوان.