منوعات عامة

التدخين السلبي قد يكون أخطر من التدخين المباشر ويزيد خطر السرطان حتى لو لم تدخن

عندما نتحدث عن التدخين، يذهب التفكير مباشرة إلى المدخن الذي يُدخل السموم إلى جسده بإرادته. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن الأشخاص الذين يجلسون بجانب المدخن قد يكونون في خطر أكبر مما يتصورون. هذا ما يسمى بـ”التدخين السلبي”، وهو استنشاق الدخان المنبعث من سيجارة أو نرجيلة أو سيجار، سواء كان دخان الزفير من فم المدخن أو الدخان المتصاعد من طرف السيجارة المشتعلة.

الأطباء يحذرون اليوم بصوت عالٍ: التدخين السلبي أخطر مما تتخيل، وقد يقود للإصابة بالسرطان وأمراض القلب حتى لو لم تدخن سيجارة واحدة في حياتك.

ما هو التدخين السلبي؟

التدخين المباشر: هو ما يستنشقه المدخن من السيجارة.

التدخين غير المباشر (السلبي): هو استنشاق الشخص السليم للدخان المتصاعد من السيجارة أو الزفير الخارج من المدخن.

المفاجأة أن الدخان الجانبي المتصاعد من السيجارة يحتوي على تركيزات أعلى من بعض المواد السامة مقارنة بالدخان الذي يستنشقه المدخن نفسه.

لماذا التدخين السلبي أخطر أحيانًا من المباشر؟

1. تركيز السموم: الدخان الجانبي يحتوي على نسب مرتفعة من أول أكسيد الكربون، الأمونيا، والسيانيد.

2. غياب الفلتر: المدخن يستنشق الدخان بعد مروره عبر الفلتر، بينما المحيطون به يستنشقون الدخان الخام مباشرة.

3. التعرض الطويل: أفراد العائلة، وخاصة الأطفال، يتعرضون لساعات طويلة لهذا الدخان في البيت دون أي حماية.

الأمراض المرتبطة بالتدخين السلبي

السرطان: خصوصًا سرطان الرئة، البنكرياس، والمثانة.

أمراض القلب: تصلب الشرايين، ارتفاع ضغط الدم، والجلطات.

أمراض الجهاز التنفسي: الربو، الالتهابات المتكررة، وانسداد الشعب الهوائية المزمن.

أمراض الأطفال: التهابات الأذن الوسطى، بطء النمو الرئوي، وزيادة احتمالية الموت المفاجئ للرضع.

ماذا تقول الدراسات؟

وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية (WHO)، يتسبب التدخين السلبي في وفاة أكثر من 1.3 مليون شخص سنويًا حول العالم.

دراسة في Journal of the American Medical Association أكدت أن الأشخاص غير المدخنين الذين يعيشون مع مدخن ترتفع لديهم خطورة الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 30%.

أبحاث أخرى وجدت أن التعرض للتدخين السلبي يزيد من خطر أمراض القلب بنسبة 25%.

التدخين السلبي في البيوت العربية

للأسف، في العالم العربي، يعتبر التدخين في المنزل أو أمام الأطفال عادة شائعة. كثير من الآباء يعتقدون أن فتح النافذة أو الجلوس في غرفة أخرى يكفي لتقليل الخطر، لكن الحقيقة أن جزيئات الدخان الدقيقة تبقى عالقة في الهواء والسجاد والأثاث لساعات طويلة، وهو ما يسمى بـ”التدخين من الدرجة الثالثة”.

من هم الأكثر عرضة للتأثر؟

الأطفال: لأن جهازهم التنفسي لم يكتمل بعد.

النساء الحوامل: التدخين السلبي قد يسبب انخفاض وزن المولود أو الولادة المبكرة.

كبار السن: ضعف جهاز المناعة يجعلهم أكثر حساسية.

مرضى القلب والربو: التدخين السلبي يفاقم حالتهم بسرعة.

كيف تحمي نفسك وعائلتك؟

1. المنع التام للتدخين في المنزل: حتى في الشرفة أو المطبخ.

2. عدم السماح بالتدخين في السيارة، حتى مع فتح النوافذ.

3. اختيار أماكن عامة خالية من التدخين.

4. التوعية المستمرة: الحديث مع أفراد الأسرة عن أضرار التدخين السلبي.

5. دعم من يريد الإقلاع: تشجيع المدخنين في العائلة على العلاج.

التدخين السلبي ليس مجرد إزعاج من رائحة الدخان، بل هو خطر قاتل صامت يتسلل إلى أجساد غير المدخنين دون أن يشعروا. قد يظن البعض أنهم في مأمن طالما لم يشعلوا سيجارة، لكن العلم يقول غير ذلك: مجرد الجلوس قرب المدخن يضعك في دائرة الخطر.

ولأن الصحة أغلى ما نملك، فإن الحل يبدأ من كل بيت: بيئة خالية من التدخين هي الخطوة الأولى نحو مجتمع أكثر صحة وحياة أطول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!