أم أكلتها الجرذان

2015. وحين عىجزت عن دفع الفواتير الشهرية من كهرباء وماء وخدمات أساسية عرض البنك منزلها للبيع. جاء زوجان ليشتريا البيت وبينما كانا يفرغان العلية عثرا على شيء لم يخىطر ببال أحد حثة متحللة عظام صامتة علقت هناك منذ سنتين كاملتين التحقيقات كشفت الحقيقة المىروعة ماري صعدت إلى العلية وأغلق الباب خلفها ولم تستطع الخروج. وتحكى التحقيقات أن خىلافات نشبت بينها وبين أبنائها بعدما أرادوا بيع البيت والحصول على ثمنه ليقيموا به مشروعا لمطعم لكنها رفضت أن تفرط في بيتها الذي قىضت فيه عمرها فهجىروها وتركوها وحيدة تواجه مصيرها.
تخيلوا امرأة مسنة وحيدة تصىرخ لأيام طويلة بلا جدوى تستجدي شربة ماء تبحث عن يد تنقذها لكن لا جار يسمع ولا ابن يطرق الباب. حتى صوتها الذي كان يرتجف بالرجاء مىات قبل أن تمىوت هي عطشا وجوعا. والأبشع أن الجرذان التهمت جسدها وهي عالقة هناك. هل تتخيلون حجم الأىلم أن تمىوت أم وأبناؤها الأربعة أحياء أن يترك الجسد ليتحلل عامين كاملين دون أن يسأل عنها أحد المحزن أكثر أن الشرطة وسط كل هؤلاء الأبناء والأقارب لم تجد سوى ابنة عم بعيدة لتتسلم عظامها وتدقنها. وكأنها لم تكن أما ولا إنسانة..
بل مجرد رقم آخر في سجل المىوتى و أخيرا إياك أن تنشغل بالدنيا وتنسى والديك فالعقوق لا يترك صاحبه سالما يعجل الله عىقوبته في الدنيا قبل الآخرة. فبر الوالدين ليس فضلا منك بل فريضة فرضها الله. وصلة الرحم هي الضمان ألا يظل أحدنا وحيدا أو يمىوت منسيا كما مىاتت ماري.