“خطر صامت على مائدتك”… هذه الوجبة تزيد فرص الإصابة… بسرطان القولون 300% !!

يعد سرطان القولون واحدا من أخطر أنواع السرطانات التي تصيب الجهاز الهضمي وأكثرها انتشارا في العالم. وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، يحتل هذا النوع من السرطان المرتبة الثالثة بين أكثر السرطانات شيوعا والمرتبة الثانية في قائمة أسباب الوفاة المرتبطة بالأورام الخبيثة. المثير للقلق أن الدراسات العلمية الحديثة كشفت عن وجود علاقة قوية بين نمط التغذية وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان القولون، حيث تبين أن بعض الأطعمة التي نستهلكها يوميا بشكل اعتيادي قد تكون السبب الرئيسي في هذه المشكلة الصحية المميتة.
ما هي الوجبة التي ترفع خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 300%؟
تؤكد الأبحاث أن تناول اللحوم المصنعة مثل النقانق والسلامي واللانشون واللحوم المقددة هو السبب الأبرز الذي يضاعف خطر الإصابة بسرطان القولون. هذه الوجبات الشائعة على موائد الكثيرين اعتبرت من قبل منظمة الصحة العالمية ضمن قائمة الأطعمة المسرطنة المؤكدة، بعد مراجعة شاملة لعشرات الدراسات التي أجريت في مختلف دول العالم.
لماذا اللحوم المصنعة خطيرة لهذه الدرجة؟
اللحوم المصنعة تحتوي على مواد حافظة ومركبات كيميائية تستخدم لإطالة مدة الصلاحية وتحسين النكهة مثل النترات والنتريت، وهذه المواد تتحول في الجسم إلى مركبات تعرف باسم النيتروزامين، وهي مواد مسرطنة قوية تهاجم خلايا القولون وتزيد من فرص حدوث طفرات جينية تؤدي إلى نمو الخلايا السرطانية.
إضافة إلى ذلك، عملية التدخين والتجفيف التي تخضع لها هذه اللحوم تفرز مركبات أخرى ضارة مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات ومركبات الأمين غير المتجانسة، والتي ترتبط بدورها بزيادة خطر الإصابة بأورام الجهاز الهضمي.
أدلة علمية قوية تربط اللحوم المصنعة بسرطان القولون
تقرير صادر عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان IARC التابعة لمنظمة الصحة العالمية أكد أن استهلاك 50 غراما فقط من اللحوم المصنعة يوميا يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 18%.
دراسة موسعة شملت أكثر من 500 ألف شخص في الولايات المتحدة، نُشرت في مجلة Journal of Clinical Nutrition، وجدت أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم المصنعة بشكل منتظم ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بسرطان القولون بمعدل ثلاث مرات مقارنة بمن نادرا ما يستهلكونها.
بحث أجري في جامعة أكسفورد شمل متابعة 475 ألف شخص لمدة 10 سنوات أكد أن كل زيادة في استهلاك اللحوم المصنعة تزيد الخطر بشكل خطي، مما يجعل تقليل استهلاكها إلى أدنى حد أمرا ضروريا للوقاية.
كيف تؤثر هذه اللحوم على القولون؟
سرطان القولون يبدأ عادة من نمو غير طبيعي في خلايا بطانة القولون، وهذه الخلايا يمكن أن تتعرض للتلف نتيجة الالتهابات المزمنة أو الطفرات الجينية التي تحدث بفعل العوامل المسرطنة. النيتروزامين والمركبات الناتجة عن معالجة اللحوم تهاجم الحمض النووي DNA في هذه الخلايا، مما يؤدي إلى تلفه. إذا لم يتم إصلاح هذا التلف بشكل صحيح، تتحول الخلايا إلى خلايا سرطانية.
كما أن الدهون المشبعة العالية الموجودة في هذه اللحوم تزيد الالتهاب وتؤثر سلبا في ميكروبيوم الأمعاء، وهو ما قد يسهل بيئة نمو الخلايا السرطانية.
هل هذا يعني الامتناع عن اللحوم تماما؟
الجواب هو لا، لكن يجب التمييز بين اللحوم الطازجة واللحوم المصنعة. اللحوم الطازجة غير المعالجة ليست مصنفة كمسرطنة بنفس قوة اللحوم المصنعة، لكن الإفراط في تناولها خاصة اللحوم الحمراء قد يكون أيضا عاملا مساعدا على الإصابة بسرطان القولون. لذلك يوصي الخبراء بتقليل استهلاك اللحوم المصنعة إلى أدنى حد ممكن، ويفضل تجنبها تماما.
بدائل صحية تقلل المخاطر
الاعتماد على البروتين النباتي الموجود في البقوليات مثل العدس والفاصوليا.
تناول اللحوم الطازجة المشوية أو المطهوة بالبخار بدلا من اللحوم المعالجة.
الإكثار من الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة لأنها تساعد في تنظيف القولون وتقليل مدة بقاء السموم في الأمعاء.
شرب كميات كافية من الماء لدعم عملية الهضم.
دور الفحوصات الدورية في الوقاية
حتى مع اتباع نظام غذائي صحي، لا بد من إجراء فحوصات دورية مثل تنظير القولون خاصة بعد سن الخمسين أو عند وجود تاريخ عائلي للمرض. الكشف المبكر يزيد فرص الشفاء بنسبة كبيرة تصل إلى أكثر من 90%.
ما يبدو لك وجبة شهية من النقانق أو اللانشون قد يكون في الواقع قنبلة موقوتة تهدد حياتك. الأدلة العلمية واضحة وصارمة: اللحوم المصنعة ليست مجرد طعام غير صحي، بل خطر صامت يمكن أن يضاعف فرص إصابتك بسرطان القولون بشكل كبير. تقليل استهلاك هذه الأطعمة أو تجنبها تماما ليس خيارا ترفيهيا، بل خطوة أساسية لحماية صحتك وحياتك.