مشروب طبيعي يخفض السكر التراكمي خلال أيام ويعيد نشاط البنكرياس من جديد العلماء في صدمة

يشهد الوسط الطبي منذ فترة اهتمامًا متزايدًا بالبدائل الطبيعية التي يمكن أن تساهم في السيطرة على مرض السكري، لا سيما السكري من النوع الثاني الذي يُعتبر من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم. فبينما يعتمد الطب الحديث على الأدوية الكيميائية لضبط مستويات الجلوكوز، بدأت دراسات علمية حديثة تكشف عن قدرة بعض المشروبات والأعشاب الطبيعية على خفض السكر التراكمي وتحفيز نشاط خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين. وفي الأيام الأخيرة، أشار عدد من الباحثين إلى مشروب طبيعي بسيط ومتوفر في كل بيت تقريبًا أحدث ما يشبه “الزلزال الطبي”، بعد أن أظهر نتائج مبهرة في خفض السكر التراكمي بنسبة كبيرة خلال فترة قصيرة.
المشروب الذي لفت الأنظار هو منقوع أوراق المورينجا، والمعروف في بعض الدول باسم “الشجرة المعجزة”. هذا النبات الذي يُزرع في مناطق عديدة من آسيا وإفريقيا يحتوي على مجموعة مدهشة من العناصر الغذائية والمركبات النشطة التي تعمل بشكل متكامل على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتنظيم امتصاص الجلوكوز في الدم.
في دراسة منشورة عام 2022 في المجلة الدولية للعلوم البيولوجية والدوائية، وجد الباحثون أن تناول مستخلص المورينجا يوميًا أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات السكر التراكمي (HbA1c) لدى المشاركين خلال أربعة أسابيع فقط، مقارنةً بالمجموعة التي تناولت الدواء التقليدي. وأوضح العلماء أن المركبات الفينولية ومضادات الأكسدة القوية الموجودة في أوراق المورينجا تساهم في حماية خلايا بيتا في البنكرياس من التلف التأكسدي الذي يضعف قدرتها على إنتاج الأنسولين، مما يسمح بعودة نشاطها التدريجي.
كما بينت دراسة أخرى من جامعة القاهرة عام 2021 أن شرب كوب من منقوع المورينجا صباحًا وآخر مساءً ساعد في تحسين استجابة الخلايا للأنسولين وخفض مستوى السكر الصيامي لدى مرضى السكري من النوع الثاني. وفسّر الباحثون ذلك بأن المورينجا تقلل من امتصاص السكريات المعقدة في الأمعاء، وتُبطئ عملية إطلاق الجلوكوز في الدم، ما ينعكس مباشرة على انخفاض السكر التراكمي على المدى الطويل.
هذا التأثير لا يتوقف فقط عند خفض السكر، بل يمتد إلى تنشيط البنكرياس نفسه. فقد أظهرت التجارب الحيوانية أن المورينجا تحفز تجدد خلايا بيتا التالفة داخل البنكرياس، وهي الخلايا المسؤولة عن إفراز الأنسولين. وتحتوي الأوراق على مركب يُعرف باسم إيزوثيوسيانات المورينجا، الذي أظهر قدرة على تقليل الالتهاب وتحفيز النمو الخلوي الجديد داخل البنكرياس.
ولمن يتساءل عن طريقة إعداد هذا المشروب، فهي بسيطة للغاية. تُغلى ملعقة صغيرة من أوراق المورينجا المجففة في كوب ماء لمدة خمس دقائق، ثم تُترك لتبرد وتشرب على معدة فارغة صباحًا، ويمكن تناول كوب آخر قبل النوم. وللحصول على أفضل النتائج يُفضل المداومة على تناوله يوميًا مع اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
لكن الأهم من ذلك أن المورينجا لا تعمل بمعزل عن أسلوب الحياة العام، إذ إن الجمع بين هذا المشروب والنشاط البدني المنتظم والنوم الكافي يُضاعف من الفوائد ويعزز فعالية البنكرياس بشكل ملحوظ. فبحسب تقرير من منظمة الصحة العالمية، فإن التحكم في مستوى السكر لا يعتمد فقط على الدواء، بل أيضًا على النظام الغذائي والجهد البدني، وهنا يأتي دور المورينجا كمساعد طبيعي فعال.
ويشير الأطباء إلى أن هذا المشروب آمن في الغالب لمعظم الأشخاص، ولكن يجب على المرضى الذين يتناولون أدوية خافضة للسكر استشارة الطبيب قبل البدء به لتجنب انخفاض مستوى الجلوكوز بشكل مفرط. كما يُفضل عدم الإفراط في الجرعة، إذ أن الاعتدال هو مفتاح الفائدة.
ولأن المورينجا غنية بالحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والفيتامينات C وE، فهي لا تُسهم فقط في تحسين مستوى السكر، بل تعمل على دعم المناعة وتقليل الالتهابات وتحسين صحة الكبد والأوعية الدموية، مما يجعلها من أكثر النباتات فائدة لمرضى السكري.
أما المفاجأة الكبرى، فهي ما توصل إليه باحثون في جامعة طوكيو مؤخرًا، حيث وجدوا أن مزيج المورينجا مع القرفة يعزز التأثير المضاد للسكري بنسبة تزيد عن 45% مقارنة بتناول المورينجا وحدها. فالقرفة تعمل على تحسين امتصاص الجلوكوز في العضلات وتقليل مقاومة الأنسولين، مما يجعل الجمع بينهما خيارًا ذكيًا ومفيدًا للغاية.
ويؤكد الأطباء أن النتائج التي شوهدت خلال التجارب كانت سريعة ومفاجئة، إذ بدأ التحسن في قراءات السكر خلال أقل من أسبوع، وظهرت علامات النشاط والحيوية على المرضى بعد أيام قليلة من بدء تناول المشروب. ومع استمرار الاستخدام، انخفض السكر التراكمي تدريجيًا واقترب من المعدلات الطبيعية.
هذا الاكتشاف الطبيعي المذهل جعل العلماء يعيدون التفكير في كثير من المفاهيم التقليدية حول علاج السكري، فبينما ظن البعض أن خلايا البنكرياس لا يمكن تجديدها، جاءت المورينجا لتثبت عكس ذلك، وتؤكد أن التغذية الطبيعية يمكن أن تكون أقوى من أي دواء كيميائي إذا استُخدمت بالشكل الصحيح.
إنه بحق زلزال طبي جديد فتح باب الأمل لملايين المرضى حول العالم، وأعاد التأكيد على أن الطبيعة ما زالت تخبئ لنا أسرارًا مذهلة تنتظر من يكتشفها.