3 سور قرآنيه تقرأها سبع مرات قبل النوم يأتيك ملك من الملائكة يخبرك بالحل والفرج في منامك !!

هذا التحقيق الشامل، الذي أعده محررو قسم “ديني” في موقع صدى البلد، يستند إلى المصادر الموثوقة من القرآن الكريم، السنة النبوية الصحيحة، وكبار المفسرين والعلماء، ليقدم للقارئ رحلة متكاملة في فهم هذا الموضوع، بعيدًا عن الإثارة والمغالاة، وبقربٍ شديد من المنهج العلمي الرصين.
الباب الأول: السور الثلاث.. بين دلالات الآيات والوعد المنتشر
أولاً، دعونا نتعرف على السور الثلاث التي يتم تداولها، ونتأمل معانيها كما وردت في المصادر المعتمدة في موقع صدى البلد وفي كتب التفسير:
1. سورة الليل: وعد التيسير الإلهي
هي السورة التي تبدأ بالقسم بالليل عندما يغشى الدنيا بظلامه، وهي من السور المكية التي تركز على بناء العقيدة والإيمان. لكن الآيات الختامية منها هي ما يضعها في صدارة سور الفرج.
يقول الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}.
في تقرير سابق لـ صدى البلد تحت عنوان “سورة الليل والشَّمْسِ سبع مرات.. أسرارهما ومعجزاتهما للخروج من الشدائد” (الإثنين 19/سبتمبر/2022)، أوضح الكاتب محمد الغريب أنه قد ورد عن الصحابي الجليل أبيّ بن كعب رضي الله عنه قوله: “من قرأها (أي سورة الليل) أعطاه الله الحُسْنى، ويرضى عنه، وعافاه من العسر، ويَسّر له اليسر”.
هذا الأثر وإن كان موقوفًا على الصحابي وليس حديثًا نبوياً صحيحاً إلا أنه يعكس الفهم العميق للصحابة لمعاني السورة، حيث رأوا فيها بشرى عظيمة بأن من يتلوها متدبراً ومتأملاً في صفات أهل اليسر (العطاء، التقوى، التصديق بالحسنى) فإن الله سيهيئ له أسباب التيسير.
2. سورة الشرح: بلسم مباشر للقلب المنكسر
لا تزيد هذه السورة العظيمة على ثماني آيات، لكنها تحمل من المعاني ما يكفي لشفاء صدور مثقلة بالهموم. هي رسالة تطمين من الله تعالى إلى قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وامتدادًا إلى قلب كل مؤمن.
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)}.
ثم تأتي الكنز الحقيقي، الآيتان اللتان تكررتا لتعطيان أقصى درجات الطمأنينة: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}.
لماذا التكرار؟ كما ذكر علماء التفسير في مصادر شتى اعتمد عليها قسم “ديني” في صدى البلد، أن التكرار هنا ليس للتأكيد اللفظي فحسب، بل لمعنى عظيم، وهو أن “العسر” واحد، أما “اليسر” فاثنان. فالمشكلة واحدة، ولكن أبواب الفرج منها اثنان. وهذا يعطي المؤمن ثقة بأن المخرج موجود بل متعدد، وأن الفرج قادم لا محالة.
3. سورة التين: التذكير بأصل الخلقة والغاية من الوجود
تبدأ السورة بأقسام عظيمة على مواقع مباركة (التين، الزيتون، طور سينين، البلد الأمين) لتنتهي إلى حقيقة كبرى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)}.
هذه السورة تذكر الإنسان المتعب، المكسور، الذي أنهكته الهموم، بأصله المشرف الذي خلقه الله عليه. إنها ترفعه من وحل المشكلة إلى ذروة الخلق. الهم والقلق والضيق هي من “أسفل سافلين”، ولكن العودة إلى الإيمان والعمل الصالح هي السبيل لاستعادة ذلك “الأجر غير الممنون” والكرامة الإلهية.
الباب الثاني: التحقيق الشرعي.. ما صحة مجيء الملك وإخباره بالحل في المنام؟
هنا نصل إلى صلب الإشكالية. الوعد المنتشر بوجود “ملك يأتي في المنام ليخبرك بالحل” بعد قراءة هذه السور سبع مرات بشكل آلي.
بعد الرجوع إلى أمهات كتب الحديث الصحيحة مثل صحيحي البخاري ومسلم، وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجة، المصادر المعتمدة في موقع صدى البلد، لم نعثر على حديث صحيح مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يربط قراءة هذه السور بهذا العدد وبشكل قطعي بمجيء ملك يبشر بالحل في المنام.
مثل هذه الوعود التفصيلية والجزئية تحتاج إلى دليل قاطع من القرآن أو السنة الصحيحة، وبدون ذلك، فإن إطلاق مثل هذا الوعد يعتبر من الغيبيات التي لا يجوز التحدث بها بدون دليل صريح.
إذاً، أين تكمن الحقيقة والفائدة؟
الحقيقة تكمن في فهم الآلية الربانية لاستجابة الدعاء وتحقيق الفرج. الفائدة العظيمة ليست في “آلية سحرية” تؤدي إلى نتيجة حتمية، بل في عملية إيمانية شاملة:
1. الاتصال بالله: عندما تتلو هذه السور بخشوع، فأنت تتصل بمصدر القوة الحقيقي، تخرج من دائرة المشكلة إلى دائرة الحل.
2. برمجة العقل الباطن: بتكرار آيات التيسير والفرج (مع العسر يسرًا، فسنيسره لليسرى) فإنك تعيد برمجة عقلك الباطن على التفاؤل وانتظار الخير، مما يفتح لك أبواب الحلول التي قد تكون أمامك ولكنك لا تراها بسبب طغاء اليأس.
3. تهيئة القلب لقبول التوفيق: القلب المطمئن بذكر الله، المتعلق بوعده، المتدبر لمعاني كتابه، يكون أقرب إلى تلقي الإلهامات الصادقة في اليقظة، وقد يمن الله عليه برؤيا صالحة في المنام كبشرى وليس كحل تفصيلي. الرؤيا الصالحة جزء من النبوة، ولكنها لا تضمن بهذه الكيفية المحددة.
الباب الثالث: قيام الليل.. المنبع الأصلي للبشارات والمناجاة
لفهم الصورة الأكبر، أن ننظر إلى السياق الذي جاءت فيه هذه السور. إنه سياق العبادة والمناجاة. وأعظم صورة لهذه المناجاة هي قيام الليل.
في التقرير السابق لـ صدى البلد عن “سورة الليل والشمس”، تم توضيح أن “صلاة قيام اللّيل لا شكّ أنّها من أعظمِ الطّاعات عند الله، وهي كنزٌ عظيمٌ لمن أدركها؛ تتحصَّلُ فيها الطُّمأنينة والرِّضا، ويحصل فيها العبد على الأجر الوفير والخير الكثير، حيث تشهدها الملائكة وتكتبها السَّفرة الكِرام البررة”.
وأضاف التقرير موضحًا أفضل أوقاته: “أما أفضل أوقاته فالثّلث الأخير من اللّيل وذلك لأنّ الله تعالى يَنزل إلى السّماء الدّنيا في هذا الجزء من اللّيل فيقول: (مَن يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)”.
إذن، الملائكة تحف بذاكر الله وقارئ كتابه في هذا الوقت المبارك. القلب المنكسر الخاشع في جوف الليل هو الأقرب إلى ملاقاة الرحمة وتلقي البشارة، سواء كانت بإشراق في الصدر في اليقظة، أو برؤيا صالحة في المنام.
خاتمة وتوصية عملية: من “الوصفة السحرية” إلى “المنهج الإيماني الشامل”
لا تبحث عن “السر العجيب” خارج الإطار الشرعي. السر الحقيقي لا يكمن في عدد أو صيغة محددة بقدر ما يكمن في:
1. الإخلاص: أن تكون قراءتك خالصة لوجه الله تعالى، لا طلبًا للرؤيا فقط.
2. التدبر: أن تقرأ بقلب حاضر يتأمل معاني “مع العسر يسرًا”، “فسنيسره لليسرى”، “ألم نشرح لك صدرك”.
3. الدعاء: أن تختم تلاوتك بالدعاء والمناجاة، وتسأل الله فرجك بثقة ويقين، وتفويض الأمر له. قل: “اللهم إني أقرأ كلامك متوكلًا عليك، فاكشف همي، وفرج كربي، واشرح صدري، ويسر أمري”.
4. اليقين: أن تؤمن بيقين لا يتزعزع أن الله سيفرج همك، ولكن بالطريقة والوقت الذي يختاره هو سبحانه، لا بالطريقة التي تتوقعها أنت.
اجعل من هذه السور وغيرها من آيات الفرج مثل سورة يس والرحمن وآية الكرسي وردًا ثابتًا لك قبل نومك، ليس طمعًا في رؤيا فقط، بل طمعًا في رضا الله، واطمئنان القلب، وتفويض الأمر له سبحانه. عندها فقط، ستجد أن الفرج قد أقبل، وأن الصدر قد انشرح، وسترى حلولك تأتيك من حيث لا تحتسب، بفضل الله وكرمه، فهو نعم المولى ونعم النصير.
المصادر والمراجع:
· القرآن الكريم.
· صحيح البخاري.
· صحيح مسلم.
· سنن الترمذي.
· سنن النسائي.
· تفسير ابن كثير.
.موقع صدى البلد.




