منوعات عامة

“المفاجأة المذهلة”… مشروب عشبي يساعد على خفض مقاومة الإنسولين… ويحسن عمل البنكرياس !!

مقاومة الإنسولين أصبحت من أكثر المشكلات الصحية انتشارا في العصر الحديث فهي تمثل المرحلة الخفية التي تسبق مرض السكري من النوع الثاني وتشكل خطرا على صحة القلب والأوعية الدموية والكبد والوزن. الفكرة الأساسية في مقاومة الإنسولين أن خلايا الجسم لم تعد تستجيب بكفاءة لهرمون الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس لتنظيم دخول الجلوكوز من الدم إلى الخلايا. هذا الخلل يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم وبمرور الوقت يزداد عبء البنكرياس حتى يعجز عن إنتاج ما يكفي من الإنسولين فتبدأ مضاعفات السكري بالظهور.

المفاجئ أن عددا متزايدا من الأبحاث العلمية كشف عن وجود نباتات وأعشاب طبيعية يمكن أن تساهم بشكل فعال في تقليل مقاومة الإنسولين وتحسين عمل البنكرياس. ومن أبرز هذه الأعشاب القرفة والتي أصبحت اليوم محور عشرات الدراسات السريرية بسبب قدرتها على تنظيم سكر الدم وتعزيز استجابة الخلايا للإنسولين.

القرفة وتأثيرها على مقاومة الإنسولين

القرفة من التوابل العطرية المستخرجة من لحاء أشجار تنمو في آسيا وتستخدم منذ آلاف السنين في الطب التقليدي لعلاج أمراض الهضم والبرد وآلام المفاصل. لكن الاكتشاف الحديث كان أن للقرفة تأثيرا مباشرا على استقلاب الجلوكوز والدهون.

المركبات النشطة في القرفة مثل السينمالدهيد والبولي فينولات تعمل على تنشيط مستقبلات الإنسولين الموجودة في سطح الخلايا مما يزيد من قدرتها على استقبال الجلوكوز من الدم. كما أن القرفة تقلل من نشاط بعض الإنزيمات التي تكسر الكربوهيدرات في الأمعاء وهذا يؤدي إلى إبطاء امتصاص السكر بعد الوجبات.

دراسات علمية داعمة

في عام 2003 نشرت مجلة Diabetes Care دراسة بارزة أجريت على 60 مريضا بالسكري من النوع الثاني حيث تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات تناولت كل منها كميات مختلفة من مسحوق القرفة يوميا تراوحت بين غرام واحد وستة غرامات لمدة 40 يوما. النتائج أظهرت انخفاضا ملحوظا في مستوى الجلوكوز الصائم بنسبة تتراوح بين 18 و29 بالمئة إضافة إلى انخفاض الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار.

وفي دراسة أخرى عام 2010 من جامعة كاليفورنيا تبين أن مستخلص القرفة المركز حسّن حساسية الخلايا للإنسولين لدى أشخاص يعانون من السمنة ومقدمات السكري. الباحثون أوضحوا أن القرفة تحاكي تأثير الإنسولين على مستوى مستقبلات الخلايا مما يجعلها أشبه بمفتاح إضافي يفتح أبواب الجلوكوز.

تحليل شامل لثماني عشرة دراسة إكلينيكية نُشر في مجلة Nutrition and Metabolism عام 2019 أكد أن مكملات القرفة ساعدت على خفض مقاومة الإنسولين وتقليل مستوى السكر الصائم والهيموغلوبين السكري التراكمي وهو المؤشر الأهم لقياس التحكم في مستوى السكر على المدى الطويل.

القرفة وصحة البنكرياس

البنكرياس هو العضو المركزي في تنظيم سكر الدم إذ يحتوي على خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين. عندما ترتفع مقاومة الإنسولين يضطر البنكرياس إلى إفراز كميات أكبر من الهرمون للتغلب على مقاومة الخلايا مما يؤدي إلى إنهاكه مع مرور الوقت.

أبحاث حديثة أظهرت أن القرفة لا تقتصر على تحسين استجابة الخلايا للإنسولين بل تساعد أيضا على حماية خلايا بيتا في البنكرياس من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي. دراسة نشرت عام 2014 في مجلة Journal of Medicinal Food أوضحت أن القرفة تمتلك تأثيرا مضادا للأكسدة يقلل من الضرر الذي يصيب البنكرياس نتيجة ارتفاع السكر والدهون في الدم.

طريقة استخدام القرفة كمشروب عشبي

للاستفادة من تأثير القرفة يمكن تحضيرها كمشروب بسيط بإضافة نصف ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة إلى كوب ماء مغلي وتركه لبضع دقائق ثم شربه دافئا بعد الوجبات الرئيسية. ويمكن أيضا غلي أعواد القرفة الكاملة وشربها مع إضافة القليل من الزنجبيل أو الليمون لتحسين الطعم وزيادة الفوائد.

من المهم الاعتدال في الكمية فالاستخدام المعتدل يوميا آمن وفعال لكن الإفراط قد يؤدي إلى آثار جانبية بسبب احتواء بعض أنواع القرفة مثل القرفة الكاسيا على مادة الكومارين التي قد تضر الكبد عند تناولها بكميات كبيرة.

أعشاب أخرى تدعم خفض مقاومة الإنسولين

الحلبة حيث تحتوي بذورها على ألياف قابلة للذوبان تساعد على إبطاء امتصاص الجلوكوز وزيادة إفراز الإنسولين وقد أثبتت عدة دراسات في الهند فعاليتها لدى مرضى السكري

الشاي الأخضر الغني بمركبات الكاتيشين التي تعزز حساسية الإنسولين وتقلل الالتهابات المصاحبة للسمنة

الكركم الذي يحتوي على الكركمين المضاد للالتهابات والمحفز لوظائف البنكرياس وأكدت دراسات آسيوية أنه يقلل من معدل تطور مقدمات السكري إلى سكري صريح

الزنجبيل الذي يحسن امتصاص الجلوكوز ويقلل من مقاومة الإنسولين عبر تأثيراته المضادة للالتهابات

أهمية نمط الحياة مع العلاج الطبيعي

المشروبات العشبية مثل القرفة يمكن أن تكون سلاحا فعالا لكنها لا تغني عن تبني أسلوب حياة صحي يعتمد على

ممارسة الرياضة الهوائية مثل المشي السريع لمدة نصف ساعة يوميا حيث تزيد من حساسية العضلات للإنسولين

تقليل استهلاك السكريات البسيطة والمشروبات الغازية والأطعمة المصنعة الغنية بالدهون المتحولة

زيادة تناول الألياف من الخضار والحبوب الكاملة لتحسين التحكم في سكر الدم

الحصول على قسط كاف من النوم إذ أن قلة النوم تزيد من مقاومة الإنسولين

إدارة التوتر النفسي عبر التأمل أو تمارين التنفس لأن هرمونات التوتر مثل الكورتيزول تقلل استجابة الخلايا للإنسولين

مقاومة الإنسولين ليست قدرا محتوما بل يمكن عكس مسارها والوقاية من السكري من النوع الثاني عبر تغييرات بسيطة في النظام الغذائي ونمط الحياة. القرفة كمشروب عشبي أثبتت فعاليتها في تحسين حساسية الخلايا للإنسولين ودعم صحة البنكرياس بفضل مركباتها النشطة المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات. ومع دمجها مع نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم يصبح بالإمكان تقليل خطر الإصابة بالسكري بشكل كبير.

إن المفاجأة المذهلة ليست في وجود علاج سحري بل في أن الطبيعة توفر لنا دائما وسائل قوية وآمنة إذا أحسنا استخدامها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!