“تحذير مرعب من أطباء العيون”… هذه العادة اليومية تضعف شبكية العين وقد تقود للعمى المبكر !!

العين هي نافذتنا إلى العالم، ومن خلالها نرى ونتفاعل مع كل ما يحيط بنا. ومع التطور التكنولوجي المتسارع، أصبحت الشاشات الإلكترونية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية؛ نستخدم الهواتف الذكية لساعات طويلة، ونجلس أمام أجهزة الكمبيوتر في العمل والدراسة، ثم ننتقل إلى مشاهدة التلفاز أو تصفح الأجهزة اللوحية قبل النوم. هذه العادة اليومية قد تبدو طبيعية، لكنها في الحقيقة تحمل مخاطر صامتة على صحة العيون، وخصوصًا على شبكية العين، تلك الطبقة الحساسة التي تستقبل الضوء وتحوله إلى إشارات عصبية تصل إلى الدماغ.
أطباء العيون يحذرون اليوم من أن الاستخدام المفرط للشاشات أصبح عادة خطيرة مرتبطة بضعف الشبكية وزيادة احتمالية حدوث مشاكل بصرية خطيرة، قد تصل في بعض الحالات إلى العمى المبكر إذا تم تجاهلها.
ما هي شبكية العين ولماذا هي مهمة؟
شبكية العين عبارة عن نسيج رقيق موجود في الجزء الخلفي من العين، يحتوي على ملايين الخلايا الحساسة للضوء. هذه الخلايا هي المسؤولة عن تحويل الضوء القادم إلى إشارات عصبية تنتقل عبر العصب البصري إلى الدماغ، حيث يتم تفسيرها كصور. أي ضرر يصيب الشبكية يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الرؤية، وقد يكون الضرر دائمًا إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
كيف تؤثر الشاشات على الشبكية؟
1. الضوء الأزرق
الشاشات الرقمية (الهواتف، الحواسيب، التلفاز) تصدر كمية كبيرة من الضوء الأزرق.
هذا الضوء يخترق العين ويصل إلى الشبكية بشكل مباشر.
الدراسات تشير إلى أن التعرض المستمر للضوء الأزرق قد يسبب تلفًا تدريجيًا في خلايا الشبكية.
2. إجهاد العين الرقمي
التركيز الطويل على الشاشة يؤدي إلى إجهاد العين.
الأعراض تشمل: صداع، زغللة، جفاف، وحكة في العين.
على المدى البعيد، هذا الإجهاد المستمر يضعف وظيفة العين ويزيد احتمال الإصابة بالتنكس البقعي المبكر.
3. قلة الرمش
الإنسان يرمش طبيعيًا حوالي 15 مرة في الدقيقة.
أثناء استخدام الشاشات ينخفض معدل الرمش إلى 5 مرات فقط.
النتيجة: جفاف القرنية، نقص الترطيب، وزيادة احتكاك العدسة والشبكية.
4. قلة التعرض للضوء الطبيعي
الاستخدام الطويل للشاشات يعني قضاء وقت أقل في الخارج.
قلة التعرض لضوء الشمس الطبيعي تؤثر على تطور العين وتزيد مخاطر قصر النظر وضعف الشبكية.
ماذا تقول الدراسات؟
المعهد الوطني للعيون في الولايات المتحدة أكد أن الضوء الأزرق قد يلعب دورًا في تسريع شيخوخة الشبكية.
دراسة في مجلة Ophthalmology وجدت أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من 7 ساعات يوميًا أمام الشاشات لديهم معدلات أعلى من جفاف العين وضعف حدة البصر.
دراسة صينية على طلاب الجامعات أوضحت أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية مرتبط بزيادة معدلات قصر النظر وضعف شبكية العين.
علامات مبكرة تشير إلى ضعف العين بسبب الشاشات
صعوبة التركيز على الكلمات بعد فترة قصيرة من القراءة.
رؤية مشوشة أو مزدوجة أحيانًا.
صداع متكرر خاصة في الجبهة وحول العينين.
جفاف وحكة أو شعور بوجود رمل داخل العين.
ألم في الرقبة والكتفين بسبب الوضعيات الخاطئة أثناء استخدام الأجهزة.
نصائح عملية من أطباء العيون
1. قاعدة 20-20-20
كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، انظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية.
2. استخدام نظارات مضادة للضوء الأزرق
تساعد في تقليل وصول الأشعة الضارة للشبكية.
3. تعديل الإضاءة
تجنب استخدام الأجهزة في الظلام.
اضبط سطوع الشاشة ليكون قريبًا من مستوى إضاءة الغرفة.
4. الرمش بانتظام
تذكر أن ترمش أكثر للحفاظ على ترطيب العين.
5. أخذ فترات راحة متكررة
لا تجلس أمام الشاشة أكثر من ساعة متواصلة دون استراحة.
6. زيارة طبيب العيون بانتظام
الفحص الدوري يساعد في اكتشاف أي مشاكل مبكرًا قبل أن تتفاقم.
بدائل يومية تقلل من المخاطر
استبدل بعض الوقت أمام الهاتف بقراءة كتاب ورقي.
مارس المشي أو الرياضة بدلًا من الجلوس الطويل.
اجعل استخدام الشاشات لأغراض العمل والدراسة فقط، وحدد وقتًا قصيرًا للتسلية.
قلل من استخدام الهاتف قبل النوم، لأنه يرهق العين ويؤثر على جودة النوم أيضًا.
ماذا يحدث إذا تجاهلت المشكلة؟
إهمال صحة العين والاستمرار في استخدام الشاشات دون اعتدال قد يؤدي إلى:
جفاف مزمن في العين.
ضعف دائم في حدة البصر.
ارتفاع احتمال الإصابة بالتنكس البقعي المرتبط بالعمر (أحد أهم أسباب العمى المبكر).
مشاكل في النوم بسبب اضطراب هرمون الميلاتونين من الضوء الأزرق.
الشاشات الإلكترونية أصبحت جزءًا من حياتنا، لكن الاعتماد المفرط عليها عادة يومية صامتة قد تضعف شبكية العين تدريجيًا. التحذير من أطباء العيون ليس مبالغة، بل هو دعوة جدية لحماية أغلى ما نملك: البصر.
من خلال الالتزام ببعض القواعد البسيطة مثل قاعدة 20-20-20، واستخدام نظارات الحماية، وتقليل وقت الشاشة، يمكننا أن نحافظ على صحة عيوننا ونمنع التدهور المبكر لشبكية العين.
تذكر دائمًا أن دقائق قليلة من الراحة اليوم قد توفر عليك سنوات من المعاناة لاحقًا. فالعين لا تعوض، وحمايتها تبدأ بخطوات بسيطة منك.