منوعات عامة

“كارثة طبية تهز العالم”… فاكهة شائعة على موائدنا قد تزيد خطر نمو الخلايا السرطانية إذا أُسيء استهلاكها !!

الفواكه نعمة عظيمة من نعم الطبيعة، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الأمراض وتدعم جهاز المناعة. لكن، ورغم فوائدها الكبيرة، فإن الأطباء وخبراء التغذية يحذرون من أن الإفراط في تناول بعض الفواكه السكرية أو استهلاكها على شكل عصائر بكميات كبيرة قد يكون له أثر سلبي على الصحة، حيث أظهرت بعض الدراسات أن زيادة تناول السكريات الطبيعية بكميات غير متوازنة قد تخلق بيئة مناسبة لنمو الخلايا السرطانية.

المشكلة ليست في الفاكهة ذاتها، بل في طريقة الاستهلاك والكميات المبالغ فيها. تمامًا كما أن الدواء قد يتحول إلى سم إذا أُخذ بجرعات عالية، فإن الفواكه الغنية بالسكر (الفركتوز) قد تتحول من غذاء مفيد إلى خطر صامت إذا لم ننتبه إلى اعتدالنا في تناولها.

كيف ترتبط السكريات بنمو الخلايا السرطانية؟

الخلايا السرطانية، مثلها مثل الخلايا الطبيعية، تحتاج إلى الطاقة لتنمو وتنقسم. مصدر الطاقة الأساسي هو الجلوكوز. عندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم باستمرار، يكون متاحًا بكثرة لتغذية هذه الخلايا.

الفركتوز: هو نوع من السكريات البسيطة الموجودة طبيعيًا في الفواكه. عند استهلاكه بكميات معتدلة من الفواكه الكاملة، لا يسبب مشكلة لأنه يأتي مصحوبًا بالألياف التي تبطئ امتصاصه.

لكن عند الإفراط، خصوصًا عبر العصائر أو الفواكه عالية السكر، فإن الجسم يتعرض لجرعة كبيرة من الفركتوز والجلوكوز بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع الإنسولين، وهو هرمون يساعد الخلايا على امتصاص السكر.

دراسات عديدة أشارت إلى أن مستويات عالية من الإنسولين والجلوكوز في الدم يمكن أن تساهم في خلق بيئة مناسبة لتكاثر الخلايا غير الطبيعية، بما في ذلك السرطانية.

الفواكه الغنية بالسكر التي تحتاج إلى الاعتدال

ليست كل الفواكه متساوية في محتواها من السكر. هناك فواكه تحتوي على نسب مرتفعة من الفركتوز والجلوكوز، وأخرى أقل.

أمثلة على الفواكه السكرية:

1. العنب: يحتوي على نسبة عالية من الجلوكوز والفركتوز.

2. التين: غني جدًا بالسكر الطبيعي.

3. المانجو: فاكهة استوائية محبوبة لكنها مليئة بالسكر.

4. الكرز: صغير الحجم لكنه يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات البسيطة.

5. الموز الناضج جدًا: كلما زاد نضج الموز، زادت نسبة السكر فيه.

هذه الفواكه ليست “سيئة” بطبيعتها، لكن تناولها بكثرة، خصوصًا على شكل عصير أو بدون توازن غذائي، قد يرفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير.

الفاكهة الكاملة مقابل العصائر: فارق كبير

الكثير من الناس يظنون أن شرب عصير الفاكهة يعادل تناول الفاكهة الطازجة. لكن الحقيقة العلمية مختلفة:

الفاكهة الكاملة تحتوي على ألياف تبطئ امتصاص السكر، ما يجعل تأثيرها على مستويات الجلوكوز تدريجيًا.

العصير يفتقر للألياف، ويُدخل للجسم كمية مركزة من السكر بسرعة هائلة.

دراسة نشرتها المجلة البريطانية للطب (BMJ) عام 2013 أظهرت أن الأشخاص الذين تناولوا الكثير من عصائر الفاكهة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري مقارنة بمن تناولوا الفاكهة الكاملة.

دراسات تربط الفركتوز الزائد بالسرطان

المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة أشار إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات البسيطة ترتبط بزيادة خطر بعض أنواع السرطان، خاصة سرطان البنكرياس.

دراسة أخرى نشرت في مجلة التغذية والسرطان بينت أن الخلايا السرطانية تستهلك الفركتوز بكفاءة عالية، وتستفيد منه في النمو والانقسام.

منظمة الصحة العالمية أوصت بتقليل استهلاك السكريات (بما فيها الطبيعية المضافة عبر العصائر) إلى أقل من 10% من إجمالي السعرات اليومية.

كيف يؤثر السكر على البيئة الداخلية للجسم؟

1. زيادة الالتهابات: ارتفاع السكر المزمن يرفع من معدلات الالتهابات في الجسم، وهو عامل مهم في نمو الأورام.

2. ضعف جهاز المناعة: السكر الزائد يضعف كفاءة كريات الدم البيضاء.

3. زيادة الوزن والسمنة: السمنة بدورها من أكبر عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان.

4. زيادة مقاومة الإنسولين: هذه الحالة تجعل الجسم يفرز المزيد من الإنسولين، وهو مرتبط بنمو بعض الأورام.

هل يعني هذا التوقف عن تناول الفاكهة؟

الإجابة: لا.

الفواكه جزء أساسي من نظام غذائي صحي. لكن الاعتدال هو السر.

كيف تستفيد من الفاكهة دون ضرر؟

تناول الفاكهة كاملة بدلًا من العصير.

وزع حصص الفاكهة على مدار اليوم بدلًا من تناول كمية كبيرة دفعة واحدة.

اختر الفواكه الأقل في السكر مثل التفاح، الإجاص، الفراولة، والتوت.

اجعل الفاكهة جزءًا من وجبة متوازنة تحتوي على بروتين وألياف، لتقليل سرعة امتصاص السكر.

توصيات الأطباء وخبراء التغذية

لا تتجاوز حصتين إلى ثلاث حصص من الفاكهة يوميًا.

تجنب الإفراط في العصائر الجاهزة أو المعلبة لأنها غالبًا تحتوي على سكريات مضافة.

إذا كنت مريض سكري أو لديك عوامل خطورة، استشر الطبيب لتحديد الأنواع والكميات المناسبة لك.

البدائل الصحية التي تحمي الجسم

بدلًا من الإفراط في الفواكه السكرية، يمكن التركيز على:

الخضروات الطازجة: منخفضة السكر وغنية بالعناصر الغذائية.

التوت والفراولة: قليلة السعرات وغنية بمضادات الأكسدة.

الأفوكادو: فاكهة صحية غنية بالدهون المفيدة وقليلة السكر.

الجزر والخيار: يمكن أن تكون وجبات خفيفة بديلة.

الفاكهة غذاء طبيعي وصحي، لكن القاعدة الذهبية هي الاعتدال. الإفراط في تناول الفواكه السكرية أو الاعتماد على العصائر بكثرة قد يحول هذه النعمة إلى خطر صامت، يزيد من مستويات السكر والإنسولين، ويخلق بيئة قد تساعد على نمو الخلايا غير الطبيعية في الجسم.

الأطباء وخبراء التغذية يجمعون على أن التوازن الغذائي هو خط الدفاع الأول ضد الأمراض المزمنة والسرطان. فلا داعي للتخلي عن الفاكهة، لكن اجعلها جزءًا من نمط حياة صحي يعتمد على التنويع، الاعتدال، والوعي بما يدخل إلى جسدك.

تذكر دائمًا أن الصحة ليست في نوع واحد من الطعام، بل في توازن عام يحافظ على جسمك قويًا ومناعته في أفضل حال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!