7 عادات يومية شائعة تدمر الكبد وتفتح الطريق أمام أخطر الأمراض دون أن ينتبه أحد !!

الكبد هو الحارس الصامت لجسم الإنسان. هذا العضو الكبير الذي يزن ما يقارب كيلوغرام ونصف الكيلو، يقوم بأكثر من 500 وظيفة أساسية، من تنقية السموم والمواد الضارة، مرورًا بتصنيع البروتينات والهرمونات، وصولًا إلى تنظيم مستويات السكر والدهون في الدم. ورغم أهميته القصوى، إلا أن الكبد من أكثر الأعضاء التي تُهمل صحتها، خصوصًا لأن معظم أمراضه تبدأ وتتطور دون أعراض واضحة.
في الشرق الأوسط، حيث تنتشر أنماط غذائية غير متوازنة، ويزداد الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازية، يحذر الأطباء من أن هناك عادات يومية بسيطة لكنها مدمّرة، تضع الكبد تحت ضغط متواصل، وتفتح الطريق أمام أمراض خطيرة مثل الكبد الدهني، التليف، وأخيرًا سرطان الكبد.
في هذا التحقيق الصحفي، نسلط الضوء على 7 عادات يومية شائعة يمارسها ملايين الناس دون أن يشعروا بخطورتها، مع آراء الخبراء والدراسات الحديثة التي تفسر تأثير كل عادة على صحة الكبد.
1- الإفراط في الأطعمة الدهنية والمقلية
في الكثير من الموائد العربية، تشكل المقليات والأطعمة المشبعة بالزيوت جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي. لكن هذه الأطعمة تُعتبر العدو الأول للكبد. إذ يؤدي تراكم الدهون الثلاثية إلى ما يُعرف بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو مرض صامت يصيب أكثر من ثلث سكان الشرق الأوسط بحسب دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية.
الأطباء يوضحون أن الاستمرار في هذه العادة قد يضع الكبد أمام معركة خاسرة، حيث يُصاب بالتليف التدريجي، ثم يفقد قدرته على القيام بوظائفه الحيوية.
النصيحة: قلل من القلي، وجرّب الطهو بالبخار أو الشوي. وأدخل الخضروات الورقية إلى وجباتك لتعزيز عملية تنقية السموم.
2- المشروبات الغازية والسكريات المخفية
عبوة واحدة من المشروب الغازي قد تحتوي على ما يعادل 10 ملاعق صغيرة من السكر، ومعظمها من “الفركتوز”، وهو من أصعب أنواع السكريات التي يتعامل معها الكبد.
دراسة من جامعة هارفارد كشفت أن تناول المشروبات الغازية بانتظام يزيد من خطر الكبد الدهني بنسبة تصل إلى 20%. كما أن مشروبات الطاقة والعصائر الصناعية ليست أقل خطورة، إذ تُحمل الكبد عبئًا إضافيًا لمعالجة كميات هائلة من السكر.
النصيحة: استبدلها بالماء مع شرائح الليمون أو الأعشاب الطبيعية مثل النعناع والزنجبيل.
3- قلة النوم والسهر الطويل
في المجتمعات العربية، السهر عادة اجتماعية متوارثة، لكن العلم يقول شيئًا آخر: قلة النوم تضعف الكبد.
دراسة حديثة من جامعة بنسلفانيا الأمريكية أثبتت أن النوم أقل من 6 ساعات يوميًا يؤدي إلى ارتفاع إنزيمات الكبد، وهي علامة مبكرة على حدوث تلف. السبب أن الكبد يحتاج ساعات الليل لإصلاح نفسه والتخلص من السموم.
النصيحة: اجعل النوم أولوية، وحاول ضبط ساعتك البيولوجية بالنوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة.
4- الاستخدام المفرط للمسكنات والأدوية
الكبد هو المعمل الكيميائي للجسم، حيث يقوم باستقلاب الأدوية. لكن الإفراط في المسكنات مثل “الباراسيتامول” أو المضادات الحيوية دون وصفة طبية قد يكون مدمرًا.
تقارير طبية أشارت إلى أن التسمم الدوائي هو أحد الأسباب الرئيسية لفشل الكبد الحاد. والمشكلة أن الكثيرين في الشرق الأوسط يتناولون الأدوية “على مسؤوليتهم الشخصية” دون استشارة الأطباء.
النصيحة: لا تتناول دواء إلا عند الحاجة الحقيقية، وتجنب خلط أكثر من دواء دون استشارة مختصة.
5- الجلوس لفترات طويلة وقلة النشاط البدني
الحياة العصرية جعلت من الجلوس أمام الشاشات أو المكاتب عادة يومية تمتد لساعات. لكن هذا السلوك يؤثر على الكبد بشكل غير مباشر، عبر إبطاء عملية الأيض وزيادة خطر السمنة.
بحث أجرته جامعة سيدني الأسترالية أظهر أن الأشخاص الذين يجلسون أكثر من 8 ساعات يوميًا معرضون للإصابة بالكبد الدهني بنسبة تزيد عن 60% مقارنة بغيرهم.
النصيحة: مارس رياضة خفيفة مثل المشي نصف ساعة يوميًا، أو على الأقل انهض من مكانك كل ساعة لتحريك الدورة الدموية.
6- الإفراط في تناول الملح والأطعمة المصنعة
الأطعمة المصنعة والمعلبة، مثل النقانق والوجبات السريعة، غنية بالصوديوم. الإفراط في الملح يرهق الكبد ويؤدي إلى احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم.
دراسة من المعهد القومي للصحة في الولايات المتحدة أكدت أن النظام الغذائي الغني بالملح يزيد من الالتهابات في الكبد، ما يسرع من عملية التليف.
النصيحة: قلل من الأطعمة الجاهزة، واعتمد على التوابل الطبيعية كالكمون والكركم لتعزيز النكهة دون ملح زائد.
7- إهمال شرب الماء
قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن قلة شرب الماء من أكثر العادات شيوعًا التي تضر بالكبد. فالجفاف يقلل من كفاءة الكبد في طرد السموم والفضلات.
الأطباء ينصحون بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب ماء يوميًا، خصوصًا في الأجواء الحارة التي يعيشها سكان الشرق الأوسط معظم أيام السنة.
النصيحة: احرص على حمل زجاجة ماء معك دائمًا، وأضف شرائح الخيار أو النعناع لتحفيز نفسك على الشرب.
الخطر الحقيقي: أمراض صامتة تنمو ببطء
ما يجعل هذه العادات أكثر خطورة أن الكبد لا يرسل إشارات مبكرة. فغالبًا لا يشعر المريض بأي أعراض إلا بعد تقدم المرض. عندها قد تظهر علامات مثل اصفرار الجلد، انتفاخ البطن، أو الإرهاق المزمن، وهي مؤشرات على تليف أو قصور كبدي.
الأطباء يشددون على أن الوقاية المبكرة بالتخلي عن هذه السلوكيات أسهل وأرخص بكثير من مواجهة علاج أمراض الكبد في مراحلها المتقدمة.
الكبد هو خط الدفاع الأول ضد السموم، لكننا نحن من نوجه له الضربات يوميًا عبر عادات خاطئة. الخبر السار أن تغيير هذه السلوكيات ليس مستحيلًا: قلل من الدهون والسكريات، نم جيدًا، اشرب الماء، وتحرك أكثر.