أقتراحات عامة

دراسة جديدة تكشف… توابل موجودة في كل مطبخ تذيب الدهون وتحرق السعرات بسرعة هائلة

السمنة وزيادة الوزن لم تعد مجرد مشكلة جمالية كما يظن البعض، بل أصبحت اليوم من أخطر التحديات الصحية على مستوى العالم. منظمة الصحة العالمية تؤكد أن أكثر من 1.9 مليار شخص بالغ يعانون من زيادة الوزن، بينهم أكثر من 650 مليون مصاب بالسمنة المفرطة، وهو ما يرفع بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان. لذلك فإن البحث عن طرق طبيعية وآمنة تساعد على خفض الوزن وتحسين التمثيل الغذائي أصبح ضرورة صحية وليست رفاهية.

في هذا السياق، كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة أكسفورد البريطانية بالتعاون مع معاهد طبية في الولايات المتحدة والهند أن بعض التوابل الشائعة الموجودة في كل مطبخ تقريباً تملك قدرة مدهشة على تسريع حرق السعرات الحرارية وزيادة معدل الأيض في الجسم، وهو ما يساهم بشكل مباشر في إذابة الدهون وخسارة الوزن الزائد.

الفلفل الأسود.. الملك الخفي لحرق الدهون

تشير الدراسة إلى أن الفلفل الأسود يحتوي على مادة فعالة تسمى البيبيرين، وهي مركب نباتي يمنح الفلفل نكهته اللاذعة المميزة. هذه المادة تبين أنها تحفز مستقبلات معينة في الجهاز الهضمي تساعد على زيادة معدل الأيض وتحسين امتصاص العناصر الغذائية. الأبحاث التي أجريت على متطوعين أظهرت أن تناول وجبات تحتوي على الفلفل الأسود أدى إلى زيادة في حرق السعرات بنسبة تصل إلى 8 بالمئة خلال الساعات الثلاث الأولى بعد الوجبة، مقارنة بأشخاص لم يتناولوا الفلفل.

الكركم.. صديق الكبد ومذيب الدهون

الكركم، الذي يعد أحد المكونات الأساسية في المطبخ العربي والآسيوي، يحتوي على مادة الكركمين، وهي مضاد التهاب قوي وفعال. الدراسات الحديثة بينت أن الكركمين لا يحارب الالتهابات فقط، بل يلعب دوراً محورياً في خفض تكوين الخلايا الدهنية الجديدة، وتحفيز الكبد على التخلص من الدهون المتراكمة. دراسة سريرية نُشرت عام 2021 في مجلة التغذية السريرية أثبتت أن تناول مكملات الكركمين لمدة 12 أسبوعاً ساعد مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من السمنة على فقدان 4 كيلوغرامات إضافية مقارنة بمن اتبعوا نفس النظام الغذائي دون الكركم.

القرفة.. توازن السكر وتقلل الشهية

القرفة من التوابل التي لطالما ارتبطت بالتحكم في مستويات سكر الدم، لكن الجديد أنها أيضاً تساهم في فقدان الوزن. مركبات القرفة النشطة تساعد على تحسين حساسية الأنسولين وبالتالي تقليل تخزين الجلوكوز على شكل دهون. كما أن رائحتها ونكهتها المميزة تقلل من الرغبة الشديدة في تناول الحلويات. دراسة نشرت في مجلة طب الغدد الصماء عام 2020 وجدت أن الأشخاص الذين تناولوا القرفة بانتظام لمدة 3 أشهر انخفض لديهم محيط الخصر بمعدل 3 سنتيمترات مقارنة بالمجموعة الأخرى.

الزنجبيل.. مسرع الأيض الطبيعي

الزنجبيل من أقدم النباتات الطبية المستخدمة في الطب التقليدي، وأثبتت الأبحاث الحديثة أنه محفز قوي لحرق الدهون. يحتوي الزنجبيل على مركبات الجينجيرول والشوجول، والتي ترفع درجة حرارة الجسم بشكل طفيف في عملية تعرف باسم التوليد الحراري، مما يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة حتى في حالة الراحة. تجربة سريرية على 80 شخصاً من المصابين بالسمنة نشرت عام 2019 أظهرت أن تناول الزنجبيل يومياً أدى إلى فقدان وزن بمعدل 1.5 كيلوغرام إضافي خلال 12 أسبوعاً دون أي تغيير كبير في النظام الغذائي.

الفلفل الحار.. الكابسيسين المذهل

لا يمكن الحديث عن التوابل الحارقة للدهون دون ذكر الفلفل الحار. المركب الأساسي فيه وهو الكابسيسين يزيد من معدل الأيض ويساعد على قمع الشهية. أبحاث أجرتها جامعة كاليفورنيا أكدت أن إضافة الفلفل الحار إلى النظام الغذائي اليومي يرفع حرق السعرات بمعدل 50 سعرة إضافية في اليوم، وهو ما قد يعادل فقدان 2 كيلوغرام في السنة دون أي جهد إضافي.

كيف تعمل هذه التوابل معاً؟

المثير للاهتمام أن الباحثين أكدوا أن الدمج بين هذه التوابل في النظام الغذائي قد يحقق نتائج أكبر من استخدام كل نوع على حدة. على سبيل المثال، إضافة مزيج من الكركم والزنجبيل والفلفل الأسود إلى الأطعمة يزيد من امتصاص الكركمين بنسبة تصل إلى 2000 بالمئة، ما يعزز تأثيره المضاد للسمنة بشكل مضاعف.

الجوانب العملية والاستخدام اليومي

من الناحية العملية، يمكن لأي شخص الاستفادة من هذه التوابل دون الحاجة إلى تغييرات جذرية. فإضافة نصف ملعقة صغيرة من القرفة إلى الشاي أو القهوة، أو استخدام الكركم مع الحساء، أو رش الفلفل الأسود على السلطات، جميعها طرق سهلة تعزز عملية حرق الدهون. ومع ذلك ينصح الأطباء بالاعتدال، لأن الإفراط في تناول التوابل قد يسبب مشكلات هضمية لبعض الأشخاص.

ماذا تقول الدراسات عن الأمان؟

تشير الهيئات الصحية العالمية إلى أن هذه التوابل آمنة عند استهلاكها بكميات معتدلة ضمن النظام الغذائي. ومع ذلك، يجب على مرضى القرحة الهضمية أو الارتجاع المعدي المريئي توخي الحذر من الإفراط في تناول الفلفل الحار أو الزنجبيل. كما ينصح مرضى السكري الذين يتناولون أدوية خافضة للسكر بمراقبة مستويات الجلوكوز عند استخدام القرفة بكثرة، لأن تأثيرها قد يتداخل مع الأدوية.

الدراسة الجديدة سلطت الضوء على ما كنا نغفل عنه طويلاً. التوابل التي اعتدنا استخدامها يومياً لإضفاء نكهة على الطعام ليست مجرد إضافات بسيطة، بل هي أدوات طبيعية قوية تساعد في السيطرة على الوزن وتحفيز عملية الأيض وحرق الدهون. ومع دمجها مع نظام غذائي صحي متوازن ونشاط بدني منتظم، يمكن أن تصبح هذه التوابل جزءاً من الحل العالمي لمكافحة السمنة والأمراض المرتبطة بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!