في زمن تتسارع فيه وتيرة الأمراض العقلية، وتزداد فيه معدلات الإصابة بالخرف والزهايمر حول العالم، يبحث الناس عن أي وسيلة طبيعية تساعد في حماية الدماغ وإنقاذ الذاكرة من التدهور. المفاجأة المذهلة أن هناك “سلاحًا سريًا” موجود بالفعل في أغلب البيوت، نستهين به كثيرًا رغم فوائده الهائلة، ويمكن أن يكون خط الدفاع الأول في وجه هذه الأمراض الصامتة. إنه ليس دواءً ولا مكملًا غالي الثمن، بل مكون طبيعي بسيط… قد تجده في مطبخك الآن وأنت تقرأ هذه السطور.
ما هو هذا السلاح السري؟
إنه إكليل الجبل المعروف أيضًا باسم الروزماري. هذه العشبة العطرية، التي كثيرًا ما نضيفها إلى الأطعمة لمنحها نكهة مميزة، تحمل في أوراقها كنزًا من المركبات الطبيعية التي ثبت علميًا أنها تلعب دورًا كبيرًا في دعم الذاكرة، وتحسين التركيز، ومنع التدهور العصبي المرتبط بتقدم العمر.
العلم يؤكد: إكليل الجبل يحارب الزهايمر والخرف
تشير دراسات علمية متعددة إلى أن المركب النشط في إكليل الجبل والمعروف باسم “حمض الكارنوسيك” له تأثيرات قوية مضادة للأكسدة، ويعمل على حماية خلايا الدماغ من التلف الناتج عن الجذور الحرة. كما أنه يساعد في تحفيز تدفق الدم إلى الدماغ، ما يعني وصول كميات أكبر من الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية لوظائف الدماغ.
أثبتت الأبحاث أيضًا أن رائحة إكليل الجبل وحدها يمكن أن تعزز الأداء المعرفي، وتحسّن القدرة على استرجاع المعلومات. في تجربة أجراها باحثون في جامعة “نورثمبريا” البريطانية، وُجد أن الأشخاص الذين تعرضوا لرائحة زيت الروزماري العطري حققوا نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة بنسبة وصلت إلى 75٪ مقارنة بغيرهم!
طريقة التحضير والاستخدام
استخدام إكليل الجبل لا يحتاج إلى وصفة معقدة. إليك طريقة تحضيره كشراب يومي يدعم الدماغ ويقوي الذاكرة:
1. خذ ملعقة صغيرة من إكليل الجبل المجفف أو الطازج (الأوراق فقط)
2. ضعها في كوب ماء ساخن، واتركها لمدة 10 إلى 15 دقيقة حتى تُنقع جيدًا
3. يمكن تغطية الكوب أثناء النقع للحفاظ على الزيوت الطيارة المفيدة
4. صَفّي الشراب واشربه دافئًا مرة واحدة يوميًا، ويفضل في الصباح
يمكنك أيضًا استخدام زيت الروزماري العطري بوضع بضع قطرات منه في موزع الروائح، واستنشاقه يوميًا لبضع دقائق، أو حتى وضع قطرة على منديل وشمه بين الحين والآخر.
فوائد إضافية مذهلة
وليس هذا فحسب، فإكليل الجبل أيضًا يساعد في تقليل القلق، وتحسين المزاج، وتعزيز المناعة، ومقاومة الالتهابات في الجسم بالكامل. كما يستخدمه البعض كمقوٍ للشعر ومضاد لتساقطه، لما له من تأثير على الدورة الدموية في فروة الرأس.
قد لا نتمكن من إيقاف الزمن، لكننا بالتأكيد نستطيع أن نُبطئ من تأثيره على أدمغتنا. وكلما بدأنا مبكرًا في دعم الذاكرة والعقل، زادت فرصنا في التمتع بحياة ذهنية صحية في الكِبر. لذلك لا تستهين بهذه العشبة الصغيرة، فهي ليست مجرد نكهة في طبق الطعام، بل درع طبيعي في وجه الخرف والزهايمر، وسلاح سري لا ينتبه له الكثيرون… رغم أنه بين أيديهم.
