في ظل ارتفاع معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية حول العالم، يبحث الأطباء والعلماء عن طرق طبيعية وآمنة للحفاظ على صحة الشرايين ومنع الجلطات القاتلة. وفي تصريح أثار اهتمام المجتمع الطبي والناس على حد سواء، كشف طبيب قلب بارز عن طعام بسيط يمكن إضافته إلى وجبة العشاء بانتظام ليعمل على تنظيف الشرايين من الترسبات الدهنية تماماً كما تفعل المكنسة، ويمنع تكون الجلطات الدموية التي قد تؤدي إلى أزمات قلبية أو سكتات دماغية.
هذا الطعام هو سمك السلمون، الذي وصفه الطبيب بأنه هدية الطبيعة للقلب والشرايين. السلمون غني جداً بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي أحماض أساسية لا يستطيع الجسم إنتاجها بنفسه، لكنها ضرورية لتقليل الالتهابات داخل الأوعية الدموية وخفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وهي أحد العوامل الرئيسية المسببة لتصلب الشرايين.
أوضح الطبيب أن أحماض أوميغا 3 الموجودة في السلمون تساعد على منع تراكم الصفائح الدهنية على جدران الشرايين، وتعمل على إذابة الترسبات الصغيرة قبل أن تتحول إلى انسدادات خطيرة. كما أنها تقلل من لزوجة الدم، مما يمنع تكون الجلطات ويحافظ على تدفق الدم بسلاسة إلى القلب والدماغ وبقية أعضاء الجسم.
الدراسات العلمية الحديثة دعمت هذه الحقائق، حيث أظهرت أن الأشخاص الذين يتناولون وجبتين على الأقل من الأسماك الدهنية مثل السلمون أسبوعياً يتمتعون بشرايين أكثر مرونة وانخفاض ملحوظ في ضغط الدم ونسبة أقل من الإصابة بالنوبات القلبية. كما أن السلمون يحتوي على بروتينات عالية الجودة وفيتامين د ومجموعة فيتامينات ب، التي تدعم صحة القلب والأعصاب.
وأشار الطبيب إلى أن تناول السلمون في وجبة العشاء يعد مثالياً، لأن الجسم أثناء النوم يقوم بعمليات إصلاح وتجديد للخلايا، ووجود أحماض أوميغا 3 في مجرى الدم خلال هذه الفترة يساعد على إصلاح جدران الشرايين المتضررة ومنع المزيد من الترسبات. كما أن السلمون غني بمضادات الأكسدة مثل الأستازانتين، التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من تلف الأوعية الدموية.
أما عن طريقة التحضير المثلى، فقد نصح الطبيب باختيار السلمون الطازج أو المجمد الخالي من الإضافات الصناعية، وطهيه بطرق صحية مثل الشوي أو الطهي على البخار أو الخبز في الفرن مع القليل من زيت الزيتون والأعشاب الطبيعية. وتجنب القلي في الزيوت المهدرجة أو إضافة الصلصات الجاهزة الغنية بالسكريات والدهون الضارة.
ولمن لا يتوفر لديهم السلمون بسهولة، أشار الطبيب إلى إمكانية استبداله بأسماك دهنية أخرى مثل السردين أو الماكريل أو التونة الطازجة، حيث توفر هذه الأنواع أيضاً نسبة جيدة من أحماض أوميغا 3 وتحقق فوائد مشابهة.
كما حذر الطبيب من أن تناول الأسماك وحده لا يكفي إذا كانت بقية النظام الغذائي غنية بالدهون المشبعة والسكريات، فالمعادلة المثالية لصحة القلب تتطلب توازناً يشمل الابتعاد عن الأطعمة المقلية والوجبات السريعة، والإكثار من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
وأشار أيضاً إلى أن إدخال السلمون ضمن وجبة العشاء مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً قد يحدث فرقاً حقيقياً في صحة الشرايين خلال أشهر قليلة، حيث تبدأ الترسبات الدهنية بالانكماش، ويزداد تدفق الدم بشكل أفضل، مما يقلل خطر الجلطات والأزمات القلبية بشكل كبير.
وفي ختام حديثه، شدد طبيب القلب على أن السلمون ليس مجرد طعام لذيذ، بل هو علاج وقائي قوي يمكن أن ينقذ حياة الكثيرين إذا تم تناوله بانتظام ضمن نظام غذائي صحي ونمط حياة نشط. وأضاف أن العناية بالقلب تبدأ من الطبق الذي نضعه أمامنا، وأن اختيار مكونات وجبة العشاء بعناية قد يكون الفارق بين شرايين نظيفة وصحة مستقرة أو أمراض خطيرة تأتي بصمت.
