مرض الزهايمر هو أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعًا وأشدها تأثيرًا على حياة الإنسان وعائلته. وهو مرض تنكسي يؤثر على الخلايا العصبية، ويؤدي تدريجيًا إلى فقدان الذاكرة وضعف التفكير وصعوبة القيام بالأنشطة اليومية. حتى الآن لا يوجد علاج نهائي له، لكن الأبحاث تكشف يومًا بعد يوم عن مواد طبيعية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في حماية الدماغ وإبطاء تدهوره.
من بين هذه المواد، ظهرت بعض التوابل المجربة التي تحتوي على مركبات فريدة تدعم الذاكرة وتحسن الأداء المعرفي، بل وتساعد على حماية الخلايا العصبية من التلف.
الكركم: ذهب التوابل
الكركم يحتوي على مركب الكركمين، وهو مضاد أكسدة قوي ومضاد التهاب طبيعي.
كيف يعمل؟ الكركمين يعبر الحاجز الدموي الدماغي، ويقلل من تراكم لويحات البيتا أميلويد في الدماغ، وهي العلامة المميزة لمرض الزهايمر.
دراسات داعمة: دراسة نشرت في مجلة Stem Cell Research & Therapy عام 2018 أظهرت أن الكركمين حسّن من الذاكرة والانتباه لدى أشخاص يعانون من ضعف إدراكي خفيف.
طريقة الاستخدام: ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم مع رشة من الفلفل الأسود يوميًا، سواء في الطعام أو في مشروب دافئ.
الزعفران: توابل الذاكرة الملكية
الزعفران غني بمركبات الكروسين والسافرانال، التي تحمي الخلايا العصبية من الإجهاد التأكسدي وتحسن مستويات الناقل العصبي السيروتونين.
دراسة مهمة: بحث نشر في Journal of Clinical Pharmacy and Therapeutics عام 2010 أظهر أن تناول الزعفران لمدة 16 أسبوعًا أدى إلى تحسن في الوظائف الإدراكية لدى مرضى الزهايمر الخفيف.
طريقة الاستخدام: نقع عدة خيوط من الزعفران في ماء دافئ أو حليب وتناولها بانتظام.
القرفة: منشطة الذاكرة وحامية الدماغ
القرفة تحتوي على مركب سينمالدهيد وإيبيكاتشين، وكلاهما يساعد على منع تجمع بروتين تاو في الدماغ، وهو أحد العوامل التي تسهم في تطور الزهايمر.
دراسة داعمة: أبحاث من جامعة كاليفورنيا بينت أن مستخلص القرفة أبطأ من تطور الأعراض الإدراكية في نماذج حيوانية لمرض الزهايمر.
طريقة الاستخدام: نصف ملعقة صغيرة من القرفة يوميًا في الشاي أو القهوة أو مع الفواكه.
إكليل الجبل (الروزماري): نكهة الذاكرة الحادة
إكليل الجبل غني بمركب حمض الكارنوسيك الذي يحمي الدماغ من أضرار الجذور الحرة ويحسن تدفق الدم إليه.
دراسة مهمة: مجلة Therapeutic Advances in Psychopharmacology نشرت عام 2012 أن رائحة زيت إكليل الجبل حسّنت سرعة ودقة الذاكرة لدى البالغين الأصحاء.
طريقة الاستخدام: يمكن إضافته طازجًا أو مجففًا للطعام، أو استنشاق زيته العطري.
الخلاصة العلمية
هذه التوابل لا تشفي الزهايمر تمامًا، لكنها:
تحسن وظائف الدماغ
تقلل الالتهاب العصبي
تبطئ من تراكم البروتينات الضارة
تعزز تدفق الدم إلى المخ
لكن للحصول على أفضل النتائج، يجب دمجها مع:
نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والمكسرات
نشاط بدني منتظم
تدريب ذهني (مثل القراءة وحل الألغاز)
نوم كافٍ ومنتظم
