أقتراحات عامة

بهار منزلي بسيط يقوي الذاكرة ويمنع الزهايمر ويعيد التركيز

في ظل تزايد معدلات الإصابة بضعف الذاكرة ومرض الزهايمر مع التقدم في العمر، أصبح العلماء والأطباء حول العالم يبحثون باستمرار عن طرق طبيعية وآمنة للوقاية من هذه الأمراض التي تهدد حياة الملايين. وعلى الرغم من أن الأدوية التقليدية قد تقدم بعض الفوائد، إلا أن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف عن دور كبير لمكونات طبيعية موجودة في مطابخنا اليومية يمكن أن يكون لها تأثير فعّال على صحة الدماغ.

أحد العلماء الأمريكيين كشف مؤخرًا عن نتائج مذهلة لدراسة علمية استمرت سنوات، تركزت حول تأثير الكركم، وهو بهار ذهبي اللون يُستخدم على نطاق واسع في المأكولات الشرقية والعالمية. هذه الدراسة التي نشرت في مجلة Alzheimer’s Research & Therapy أوضحت أن الكركم يحتوي على مادة فعالة تسمى الكركمين، وهي مركب طبيعي يتميز بخصائص قوية مضادة للأكسدة والالتهابات. هذه الخصائص تلعب دورًا جوهريًا في حماية خلايا الدماغ من التلف الذي يُسرع ظهور أعراض الزهايمر.

الكركمين يعمل على منع تراكم البروتينات الضارة المعروفة باسم بيتا أميلويد التي تشكل لويحات في الدماغ وتعتبر من العلامات الأساسية لمرض الزهايمر. بالإضافة إلى ذلك، فهو يعزز تدفق الدم إلى الدماغ ويحفز نمو خلايا عصبية جديدة، وهو ما يفسر تحسن التركيز والذاكرة لدى الأشخاص الذين يتناولونه بانتظام.

دراسة أخرى أجريت في جامعة كاليفورنيا على مجموعة من الأشخاص تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عامًا، أظهرت أن تناول مكملات الكركمين يوميًا لمدة 18 شهرًا ساهم في تحسين ملحوظ في الذاكرة العاملة والانتباه، كما أظهرت فحوصات الدماغ انخفاضًا في مؤشرات الالتهاب وزيادة في نشاط المناطق المسؤولة عن التفكير والإدراك.

ولا يقتصر تأثير الكركم على الذاكرة فقط، بل يمتد أيضًا إلى تحسين الحالة المزاجية، حيث تبين أن الكركمين يعزز مستويات السيروتونين والدوبامين في الدماغ، مما يساعد في تقليل أعراض الاكتئاب والتوتر، وهي عوامل قد تؤدي إلى ضعف الذاكرة وتسريع التدهور الإدراكي.

يمكن إدخال الكركم بسهولة إلى النظام الغذائي اليومي عبر إضافته إلى الأطعمة مثل الأرز، الحساء، الخضار، وحتى المشروبات الدافئة مثل الحليب الذهبي. لكن من المهم دمجه مع الفلفل الأسود، إذ يحتوي الأخير على مادة البيبيرين التي تزيد من امتصاص الكركمين في الجسم بنسبة قد تصل إلى 2000%.

خبراء التغذية يشيرون إلى أن الاستهلاك المعتدل من الكركم آمن وفعّال، لكن ينصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مثل حصى المرارة أو الذين يتناولون أدوية مميعة للدم باستشارة الطبيب قبل إدخاله بجرعات كبيرة في نظامهم الغذائي.

أن ما توصل إليه العلماء يعزز فكرة أن الحلول الطبيعية قد تكون مفتاحًا لصحة أفضل على المدى البعيد، وأن بهارًا بسيطًا مثل الكركم يمكن أن يشكل درعًا واقيًا للدماغ ضد الزهايمر ويعيد للذاكرة حيويتها وللذهن تركيزه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!