منوعات عامة

طبيب أمريكي يكشف عن مكون طبيعي يوقف السكري من النوع الثاني في أيام قليلة

في السنوات الأخيرة ارتفعت معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بشكل ملحوظ على مستوى العالم، حيث يُعتبر هذا المرض من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا ويُشكل تحديًا صحيًا خطيرًا، ليس فقط لأنه يؤثر على جودة حياة المريض وإنما لأنه يرتبط بمضاعفات خطيرة تشمل أمراض القلب، الفشل الكلوي، تلف الأعصاب، وفقدان البصر. ورغم أن العلاج التقليدي يعتمد على الأدوية المنظمة لمستويات السكر والالتزام بنظام غذائي صارم، إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة بدأت تكشف عن مكونات طبيعية قد تكون ذات فاعلية كبيرة في دعم السيطرة على المرض.

أحد أبرز الاكتشافات جاء على لسان طبيب أمريكي مختص في أمراض الغدد الصماء والتغذية السريرية، حيث أشار إلى بذور الحلبة باعتبارها مكونًا طبيعيًا قويًا يمكنه المساعدة في ضبط مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني. فقد أوضحت الدراسات أن الحلبة تحتوي على مركبات نشطة مثل الغالاكومانان، وهو نوع من الألياف القابلة للذوبان التي تبطئ امتصاص الكربوهيدرات والسكريات من الأمعاء، مما يؤدي إلى استقرار مستويات السكر في الدم بعد الوجبات.

كما بينت دراسة منشورة في Journal of Diabetes and Metabolic Disorders عام 2012 أن تناول 10 غرامات من مسحوق بذور الحلبة يوميًا أدى إلى تحسن ملحوظ في مستويات الجلوكوز الصيامي والهيموغلوبين السكري HbA1c لدى مجموعة من المرضى. وأكدت الدراسة أن هذا التأثير يعود أيضًا إلى احتواء الحلبة على الأحماض الأمينية مثل 4-hydroxyisoleucine، التي تحفز إفراز الأنسولين من البنكرياس.

وإلى جانب قدرتها على موازنة سكر الدم، تساعد الحلبة في تحسين حساسية الخلايا للأنسولين، وهو أمر في غاية الأهمية لمرضى السكري من النوع الثاني، الذين يعانون عادة من مقاومة الأنسولين. كما أشارت بعض الدراسات إلى أن إدخال الحلبة ضمن النظام الغذائي قد يسهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وهو ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تُعتبر من أبرز مضاعفات مرض السكري.

طريقة استخدام الحلبة متنوعة وسهلة، حيث يمكن نقع بذورها في الماء لعدة ساعات ثم شرب المنقوع على معدة فارغة، أو طحنها وإضافتها إلى الأطعمة المختلفة، أو حتى تناولها على شكل مكملات غذائية متوفرة في الصيدليات بجرعات مدروسة. ورغم ذلك يجب استشارة الطبيب قبل البدء باستخدامها خصوصًا للأشخاص الذين يتناولون أدوية خافضة للسكر، لتجنب أي تداخل دوائي محتمل.

ولم تكن الحلبة المكون الوحيد الذي تم ربطه بتحسين حالة مرضى السكري من النوع الثاني، بل هناك مكونات طبيعية أخرى مثل القرفة التي أثبتت فعاليتها في تحسين حساسية الأنسولين، وكذلك الكركم الذي يحتوي على مادة الكركمين ذات الخصائص المضادة للالتهابات والمؤثرة على استقلاب الجلوكوز. غير أن ما يميز الحلبة هو أنها مكون غذائي شائع ومتوافر ورخيص الثمن، ما يجعل إدخاله ضمن النظام الغذائي أمرًا عمليًا وسهلًا للكثيرين.

في النهاية يؤكد الأطباء والباحثون أن مثل هذه المكونات الطبيعية ليست بديلًا عن العلاج الطبي التقليدي، لكنها تُعتبر داعمًا قويًا يمكن أن يُحدث فرقًا ملموسًا عند دمجها مع النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية والالتزام بالعلاج. هذا الاكتشاف لا يُمثل فقط بارقة أمل لمرضى السكري من النوع الثاني، بل يعكس أيضًا أهمية العودة إلى الطبيعة واستخدام مواردها في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!