منوعات عامة

تعرف على سر فيتامين «د» وتأثيره المباشر على مشاعرك وحالتك النفسية

يُصيب الاكتئاب ملايين الأشخاص حول العالم، ويحاول الباحثون استكشاف سبل غير متوقعة لفهم الآليات التي تُنظم صحتنا النفسية.

كشف تحليل شامل نُشر في مجلة «Biomolecules and Biomedicine» عن أن البالغين الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين «د» أعلى عرضة للإصابة بالاكتئاب، خصوصاً عندما تنخفض تركيزاته في الدم عن حد معين. ومع ذلك، يُوضح العلماء أن هذا الارتباط لا يعني بالضرورة أن نقص فيتامين «د» يُسبب الاكتئاب مباشرةً. يفتح هذا التمييز المهم الباب أمام تساؤلات بشأن طبيعة العلاقة بين حالتنا الغذائية وصحتنا النفسية، وفقاً لموقع «تكنو ساينس».

من منظور بيولوجي، تبدو الصلة بين فيتامين «د» والمزاج متماسكة: يؤثر هذا الفيتامين في مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف، حيث تكثر مستقبلاته، كما يساهم نشاطه في حسن سير التواصل بين الخلايا العصبية، ويُقلل من التهاب الأعصاب، ويُساعد في الحفاظ على توازن المعادن في الخلايا… هذه الآليات البيولوجية هي تحديداً تلك التي وُجد خلل فيها لدى الأفراد المصابين بالاكتئاب.

درس فريق البحث 66 دراسة رصدية من 31 دولة مختلفة، مُختارة مما يفوق 8 آلاف منشور علمي. ونظراً إلى تنوع أساليب قياس فيتامين «د» وأدوات تقييم الاكتئاب المستخدمة في هذه الدراسات؛ فقد اختار الباحثون أسلوباً سردياً بدلاً من «التحليل الإحصائي التلوي» التقليدي. سمح لهم هذا النهج بمراعاة الخصوصيات المنهجية لكل دراسة مع تحديد الاتجاهات العامة.

تُظهر النتائج أنه في نحو 50 دراسة مقطعية، تتوافق مستويات فيتامين «د» المنخفضة باستمرار مع ارتفاع درجات الاكتئاب. ويبدو أن العتبة الحرجة تقع عند التركيزات المنخفضة جداً، حيث يصبح الارتباط بأعراض الاكتئاب واضحاً بشكل خاص. ويشير بعض التحليلات إلى أن هذه الروابط قد تكون أوضح لدى النساء، مما يشير إلى تأثيرات مختلفة محتملة وفق الجنس.

تقدم الدراسات الاستشرافية، التي تتابع المشاركين على مدار الوقت، صورة أدق… يشير بعض الأبحاث التي أُجريت على كبار السن أو فئات سكانية مجتمعية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين «د» في بداية الدراسة يُصابون بأعراض اكتئابية أكبر في وقت لاحق. ومع ذلك، لم ترصد دراسات أخرى واسعة النطاق، بما في ذلك بيانات «البنوك الحيوية»، أي صلة مهمة بين حالة فيتامين «د» وبداية الاكتئاب الشديد.

يؤكد الباحثون على الحاجة إلى دراسات أعلى دقة، تتضمن قياسات متكررة لفيتامين «د» وبيانات موضوعية عن التعرض لأشعة الشمس. يوصي فلاد ديونيسي، الأستاذ في «جامعة كارول دافيلا للطب والصيدلة»، باتباع نهج عملي: فحص حالة فيتامين «د» لدى مرضى الاكتئاب، وتصحيح أي نقص مثبت، مع مواصلة البحث لتحديد ما إذا كانت المكملات الغذائية قادرة حقاً على الوقاية من الاكتئاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!