تكنولوجيا

هاتفك الذكي بيتجسس عليك وانت مش داري… 5 إشارات خطيرة في واتساب معناها إنك تحت المراقبة

في عصر تتقاطع فيه الحياة الرقمية مع الخصوصية الشخصية في كل لحظة، بات الهاتف الذكي هو السجلّ الأكثر خصوصية لحياتنا — محادثات، صور، مواعيد، حسابات مالية، وحتى مفاتيح الدخول إلى الخدمات. واتساب، الذي يستخدمه مئات ملايين الناس يوميًا، غالبًا ما يكون البوابة الأولى للمحادثات الحسّاسة. لكن ماذا لو تحول هذا التطبيق إلى نافذة يطلّ منها الآخرون على خصوصياتك؟

الخبر الجيّد: معظم حالات «التجسّس» يمكن كشفها وإيقافها مبكراً إذا انتبهت إلى علامات بسيطة. الخبر الأقل راحة: تجاهل هذه الإشارات قد يتركك عرضة للاختراق أو انتهاك الخصوصية. فيما يلي خمس إشارات خطيرة في واتساب قد تعني أنك تحت المراقبة — وماذا تفعل فورًا إذا لاحظت أي منها.

الإشارة الأولى — نشاط واتساب ويب/سطح المكتب غير معروف (WhatsApp Web / Linked Devices)

ما تلاحظه: تظهر جلسات واتساب ويب أو أجهزة مرتبطة داخل إعدادات واتساب على هاتفك، وأنت لم تفتح واتساب على أي جهاز آخر أو لم تُقمَ بربطه.

لماذا هذا مقلق؟

واتساب ويب يسمح بالوصول إلى محادثاتك فور مسح رمز QR. دخول أي طرف آخر إلى جلسة مرفقة يعني أنه بإمكانه قراءة الرسائل، تحميل الملفات، وإرسال رسائل نيابة عنك طالما الجلسة مفعّلة.

ماذا تفعل فورًا؟

1. افتح واتساب > الإعدادات > الأجهزة المرتبطة (Linked Devices).

2. إذا رأيت جهازًا لا تعرفه، اختر “تسجيل الخروج من جميع الأجهزة” (Log out from all devices).

3. فعل المصادقة بخطوتين (Two-step verification) في واتساب فورًا.

4. غير كلمة مرور بريدك الإلكتروني وربما كلمة مرور هاتفك إن كانت مرتبطة.

الإشارة الثانية — استنزاف بطارية وموبايل يسخن بلا سبب

ما تلاحظه: انخفاض مفاجئ في عمر البطارية، أو سخونة مستمرة للجهاز حتى أثناء الخمول.

لماذا هذا مقلق؟

التطبيقات الخبيثة أو برمجيات التجسّس تعمل في الخلفية وتتصل بخوادم عن بُعد، ما يؤدي لاستهلاك عالي للمعالج والبيانات وارتفاع في استخدام البطارية.

ماذا تفعل فورًا؟

1. افتح إعدادات الهاتف > البطارية > التطبيقات واكتشف أي تطبيق يستهلك طاقةً أكثر من المعتاد.

2. إن عثرت على تطبيق غير معروف يستهلك طاقة، قم بإلغاء تثبيته فورًا.

3. حدث نظام التشغيل والتطبيقات لأن التحديثات تصحح ثغرات أمنية.

4. افحص الهاتف بتطبيق أمان/مكافحة برمجيات خبيثة موثوق (من مصادر رسمية ومتاجر معروفة).

الإشارة الثالثة — ارتفاع غير مبرر في استهلاك البيانات

ما تلاحظه: فاتورة بيانات أعلى من المعتاد أو إنذار استخدام بيانات ظهر فجأة.

لماذا هذا مقلق؟

البرمجيات الخبيثة يمكنها إرسال سجلات محادثات أو صور أو تسجيلات صوتية عبر الإنترنت إلى خوادم المهاجم، ما يؤدي لزيادة حركة البيانات في الخلفية.

ماذا تفعل فورًا؟

1. راجع استخدام البيانات في إعدادات الهاتف لمعرفة التطبيقات الأكثر استهلاكًا.

2. أوقف الوصول إلى البيانات في الخلفية للتطبيق المشبوه.

3. استخدم شبكة واي فاي آمنة ومشفّرة فقط، وتجنّب شبكات واي فاي عامة غير موثوقة.

4. راجع سجل الرسائل الصادرة على حسابك، وتحقق من أي نشاط غير مألوف.

الإشارة الرابعة — رسائل تُحذَف أو تُقرأ وأنت لم تقرأها (Activity anomalies)

ما تلاحظه: رسائل تظهر كأنها قُرئت (blue ticks) بينما أنت لم تفتح المحادثة؛ أو صيغ رسائل جديدة أُرسلت باسمك ولم ترسلها.

لماذا هذا مقلق؟

قراءة الرسائل أو إرسالها بدون تدخل منك قد يدلّ على وصول طرف ثالث لحسابك – إما عبر واتساب ويب مفعّل على جهاز آخر، أو عبر اختراق مباشر للحساب أو الهاتف.

ماذا تفعل فورًا؟

1. سجل الخروج من الأجهزة المرتبطة كما سبق.

2. فعّل المصادقة بخطوتين في واتساب.

3. غيّر كلمة السر لحساب بريدك المرتبط واربط رقمك بحساب بثقة.

4. أخبر جهات اتصالك أنك قد تكون مخترقًا كي لا تقع ضحية رسائل تصيّد مموهة.

الإشارة الخامسة — تغيّر غير مبرر في الإعدادات أو ظهور جهات اتصال غريبة

ما تلاحظه: تغيّر اسم/صورة حسابك، إعدادات الخصوصية تغيرت بدون تدخل منك، أو ظهور رسائل/جهات اتصال جديدة لا تعرفها.

لماذا هذا مقلق؟

هكذا تغيّرات قد تكون مؤشراً على أن طرفاً ثالثاً يتحكم في حسابك أو أنه ثمة تطبيق خرابي يمتلك صلاحيات على الجهاز تسمح له بالتلاعب بإعداداتك.

ماذا تفعل فورًا؟

1. راجع صلاحيات التطبيق (Permissions) لجميع التطبيقات المثبتة، وأبعد عن واتساب أي تطبيق يملك صلاحيات غير ضرورية (مثل الوصول للمكالمات أو الرسائل أو التسجيل الصوتي) ما لم تكن تثق به.

2. احذف التطبيقات غير المعروفة أو تلك التي تم تحميلها من خارج المتجر الرسمي.

3. أجرِ نسخاً احتياطياً للمحادثات ثم أعد تثبيت واتساب (Uninstall ثم Install) وتلقّي رمز التفعيل عبر SMS.

4. إن استمرت المشكلة بعد كل ذلك، فكر في إعادة ضبط المصنع بعد حفظ بياناتك الهامة.

نصائح وقائية شاملة (افعلها الآن ولا تنتظر)

فعّل المصادقة بخطوتين في واتساب: خطوة بسيطة لكنها فعالة جداً لتأمين حسابك.

استخدم كلمة مرور قوية للهاتف وتجنّب رموز سهلة التخمين.

لا تثق بالروابط والملفات المجهولة حتى لو جاءت من أرقام مألوفة — قد تكون مختصرة أو مزوّرة.

حدّث نظام التشغيل والتطبيقات بانتظام لأن التحديثات تسد ثغرات استغلال شائعة.

لا تُحمّل تطبيقات من مصادر خارج المتجر الرسمي (Google Play أو App Store).

تجنّب عمل “روت” (Root) أو “جيلبريك” (Jailbreak) للهاتف إلا إن كنت خبيرًا؛ فهما يفتحان ثغرات خطيرة.

استخدم VPN موثوق عند التصفّح على شبكات عامة، لكن ليس كبديل للأمن الحقيقي.

راقب رصيد بياناتك والفواتير لاكتشاف أي نشاط مفاجئ.

متى تحتاج إلى مساعدة احترافية أو قانونية؟

إذا ظهرت أدلة على أنه يتم مشاركة صور أو رسائل خاصة مع آخرين.

إذا عانى أفراد عائلتك من محاولات ابتزاز ذات صلة برسائل أو وسائط من حسابك.

إن لاحظت عمليات مالية/تحويلات مشبوهة مرتبطة بالهاتف.

في هذه الحالات، احتفظ بالدلائل (صور للشاشة، سجلات استلام الرسائل، فواتير بيانات) وراجع جهة أمنية مختصة أو مزود الخدمة، كما قد يستدعي الأمر استشارة محامٍ أو جهة تحقيق رقمية رسمية.

خرافات شائعة — ما لا يجب فعله

لا تُنشر مقاطع المحادثات الحسّاسة على العامة ظناً منك أنك ستكسب تعاطفًا — نشرها قد يُعرّضك لمشاكل قانونية أو يسهّل على المهاجمين.

لا تلجأ إلى أدوات “تتبع” أو “كشف التجسس” المشتراة من مصادر غير موثوقة؛ بعض هذه الأدوات نفسها برمجيات خبيثة.

لا تُطلق الاتهامات على أفراد قبل أن تتأكد من دليل رقمي موثّق.

خاتمة — الخصوصية مسؤولية يومية

الهاتف الذكي ليس مجرد جهاز؛ إنه صندوق أسرار. واتساب أداة اتصال مهمة، لكن لا تنسَ أنها أيضًا هدف جذّاب للمهاجمين. إن انتبهت إلى أيٍ من الإشارات الخمس المذكورة أعلاه، تعامل معها بجدّية: تسجيل الخروج من الأجهزة المربوطة، تفعيل المصادقة بخطوتين، مراجعة صلاحيات التطبيقات، وتحديث الجهاز. الوقاية البسيطة اليوم قد تنقذك من مشاكل كبيرة غدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!