جيهان الشماشرجي: “التمثيل كان صدفة بالنسبة لي… دخلته بعد مسيرة طويلة من العمل في مجالات مختلفة”

البداية العملية: من صناعة الحلي إلى التمثيل
بدأت جيهان الشماشرجي مسيرتها المهنية في مجال صناعة الحلي، وهو عمل توغلت فيه على مدى خمسة عشر عامًا. في تلك المرحلة، كانت جيهان تعمل كمساعدة في ورشة لصناعة الحلي، حيث انطلقت من المراحل الأساسية للخدمة، حيث كانت تقدم الدعم والصيانة للصناع والحرفيين الآخرين. هذا العمل لم يكن مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل كان أيضًا تجربة مهمة لمساعدتها على تطوير مهاراتها الفنية ومهاراتها الشخصية.
بينما كانت تعمل في ورشة صناعة الحلي، اكتسبت جيهان الكثير من المعرفة والخبرة حول كيفية تصنيع القطع الفنية المعقدة، بدءًا من تصميم الحلي وصولًا إلى تنفيذها. كان ذلك الوقت فرصة لاكتشاف شغفها الحقيقي للأعمال اليدوية، وقد كانت تحلم دائمًا بأن تخصص وقتًا أكبر لتجربة مهارات جديدة. لقد ساعدها العمل في ورشة الحلي على تعميق فهمها للمجال الفني، وما يتطلبه ذلك من دقة وإبداع.
بالإضافة إلى ذلك، لم يقتصر دورها فقط على الحلي، بل ساهمت أيضًا في تجربة تقديم المشروبات في مناسبات عدة، مما أضاف بعدًا آخر لمهاراتها الاجتماعية وقدرتها على التفاعل مع الناس. تتيح لها هذه التجارب فرصة التعرف على مختلف الشخصيات والثقافات، وهو ما شكل لها قاعدة قوية عند الانتقال إلى مجالات جديدة. تفاعل جيهان مع الحرف والفنون جعلها تدرك أن التمثيل، على الرغم من كونه قد جاء لاحقًا، كان في نهاية المطاف تكملة لمشوارها الفني الذي بدأته في عالم الحلي. إن كل هذه التجارب ساهمت في تشكيل هويتها الفنية وفتح آفاق جديدة أمامها في عالم التمثيل الذي اقتحمت من خلاله مجالات جديدة.
اكتشاف موهبة الأداء: محطة جديدة في الحياة
بدأت رحلة جيهان الشماشرجي في عالم الفنون عندما اكتشفت موهبتها في الأداء، مما شكل نقطة تحول في مسيرتها المهنية. قبل عام 2016، كانت جيهان تعمل في مجالات مختلفة، ولكن لحظة اكتشافها هذه الموهبة كانت بمثابة الشرارة التي أضاءت طريقها نحو عالم جديد. أن تستكشف شخصيات مختلفة من خلال التمثيل هو ما أصبح يثير شغفها، وليس فقط الرقص الذي كان له تأثير ملموس في تكوين فكرها الفني.
بعد انغماسها في دراسة الرقص المعاصر، بدأت جيهان تكتشف الأبعاد المختلفة للفن. كانت الدروس التي تلقتها في الرقص تسهم في تعزيز قدرتها على التعبير عن المشاعر والأفكار، وهي مهارة تعكس بوضوح تأثيرات الأداء المسرحي. هذا التنوع الفني ساهم في بلورة مهاراتها التمثيلية وفتح لها أبواب جديدة للتعلم والتطور. كان العمل على المسرح تجربة متنوعة غنية بالتحديات، حيث قابلت صعوبات تختلف بين التعبير عن المشاعر والتأقلم مع النصوص المعقدة.
ومع تقدمها في مجال التمثيل، أدركت جيهان أن النجاح في هذا المجال يتطلب بذل جهد مستمر. كانت تجاربها على خشبة المسرح تزيد من ثقافتها الفنية، ولتطوير موهبتها، حرصت على المشاركة في ورش العمل والفعاليات الفنية المختلفة. كل تجربة لها كانت لها أثر عميق على شخصيتها الفنية. أثرت هذه المسيرة المليئة بالتحديات على مسيرتها الفنية، حيث أصبحت التمثيل جزءاً أساسياً من حياتها، مجسداً الرحلة التي خاضتها في اكتشاف موهبتها الفريدة.
الانتقال إلى عالم التمثيل: كواليس وتحديات
انطلقت رحلة جيهان الشماشرجي إلى عالم التمثيل من ماضٍ غني بالتجارب المتنوعة التي خاضتها في مجالات عدة. لم يكن دخولها إلى عالم الفن مخططاً له، بل كانت تجربة فريدة جاءت بعد سنوات من كفاح البحث عن الذات. التحديات التي واجهتها خلال هذه الفترة كانت عديدة، لكن إرادتها القوية كانت محركها نحو النجاح.
تحدثت جيهان عن أول تجربة لها في المسلسل الدرامي “إخواتي” الذي شكل نقطة تحول في مسيرتها الفنية. إذ لم تقتصر هذه التجربة على كونها مجرد فرصة عمل جديدة، بل كانت بمثابة منصة لإظهار موهبتها للجمهور. على الرغم من حماسها، فقد واجهت مشاعر التوتر والخوف قبل بدء التصوير، مما عرضها لحالات من الشك الذاتي. ومن المهم أن نبرز كيفية التعامل مع هذه المشاعر؛ حيث استخدمت جيهان تقنيات الاسترخاء والتركيز كوسائل للتغلب عليها.
عبر هذه النوافذ من التحديات، تعلّمت جيهان أهمية التحضير المتواصل والقدرة على التكيف مع مختلف الظروف. كانت كل مشهد فرصة جديدة بالنسبة لها لاختبار قدراتها والتعرف على جوانب جديدة من شخصيتها. إضافة إلى ذلك، تظهر القصة كيف أن الدعم من الزملاء والمخرجين لعب دوراً حاسماً في تعزيز ثقتها بنفسها وتجاوز المخاوف المبكرة. إن قصة جيهان الشماشرجي في “إخواتي” هي مثال على القدرة على التغلب على العقبات، مما أتاح لها الفرصة لتحقيق أحلامها في عالم التمثيل.
رؤيتها للمستقبل: طموحات وأحلام
تسعى جيهان الشماشرجي إلى توسيع آفاقها في مجال التمثيل من خلال تطوير مهاراتها والتعمق في أعمال فنية متنوعة. إذ تعبر عن رغبتها القوية في استكشاف الأدوار المختلفة التي تتيح لها إمكانية التعبير عن نفسها بشكل أعمق، مع المحافظة على أصالة التجارب التي تمر بها أثناء رحلتها الفنية. من خلال نشاطها الفني، تأمل أن تتمكن من إيصال رسائل مؤثرة للجمهور تعكس القضايا الاجتماعية والثقافية التي تثير اهتمامها.
تخطط جيهان لبناء شبكة من العلاقات مع مخرجين وكتاب سيناريو ونجوم آخرين في هذه الصناعة، حيث تعتبر أن التعاون مع الآخرين يمكن أن يساهم في تعزيز قدراتها الفنية. كما ترغب في المشاركة في ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة لاكتساب مهارات جديدة وتعلم تقنيات تمثيلية متقدمة. تفكر جيهان أيضًا في الأعمال المسرحية، حيث ترى في هذا الفن وسيلة رائعة لتطوير الأداء والموهبة، إلى جانب كونه مكانًا يتيح لها التواصل المباشر مع الجمهور.
بالنسبة للشباب الطامحين لدخول مجال التمثيل، تقدم جيهان نصائح قيمة تستند إلى تجربتها الشخصية. تؤكد على أهمية الصبر والاجتهاد، مشيرة إلى أن النجاح في هذا المجال يتطلب العمل المستمر والإيمان بالقدرات الذاتية. تشجعهم على عدم الخوف من الفشل، وبدلاً من ذلك، استخدام كل تجربة كفرصة للتعلم والنمو. كما تدعوهم للبحث عن الفرص التي تعكس شغفهم، والسعي لتوسيع رؤيتهم الفنية من خلال التنوع في الأداء وفي الأدوار التي يقومون بها.