ناسا تُصدر تحذيرًا طارئًا: عاصفة شمسية ضخمة تقترب وقد تُشعل كوارث على الأرض!

في ظل استمرار الشمس في ذروتها النشطة، أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” تحذيرًا بالغ الخطورة بشأن عاصفة شمسية محتملة يُمكن أن تُسبب اضطرابات واسعة على سطح الأرض، من تعطل شبكات الكهرباء إلى شلّ الاتصالات والأقمار الصناعية، وحتى التأثير على الرحلات الجوية.
ويأتي هذا التحذير بعد رصد انبعاث شمسي قوي من الفئة “X” – وهي من أقوى درجات الانفجارات الشمسية – حدث في 14 مايو، وسط مؤشرات بوجود انبعاث كتلي إكليلي (CME) ضخم، وهي ظاهرة لطالما ارتبطت بالعواصف الجيومغناطيسية الشرسة التي تضرب المجال المغناطيسي للأرض.
ما الذي يحدث بالضبط في الشمس؟
تمر الشمس في الوقت الحالي بفترة تُعرف بـ”الحد الأقصى الشمسي”، وهي مرحلة في دورتها التي تدوم 11 عامًا، تتميز بزيادة النشاط الشمسي، وظهور البقع الشمسية، والانفجارات الهائلة، والانبعاثات الضخمة للطاقة والجسيمات المشحونة.
وتقول “ناسا” إن منطقة نشطة تُعرف باسم AR4087 ظهرت على حافة الشمس، وقد أطلقت توهجًا من الفئة “X”، ما يعني أن الشمس أرسلت انفجارًا هائلًا من الطاقة قد يحمل تأثيرات ملموسة على كوكبنا. ورغم أن هذه المنطقة لم تتجه بالكامل نحو الأرض بعد، إلا أن العلماء يحذرون من أن تحركها التدريجي نحو مركز القرص الشمسي قد يزيد من احتمال توجيه الانبعاثات الشمسية المقبلة بشكل مباشر إلى كوكبنا.
ما هي العاصفة الشمسية؟ ولماذا تُثير القلق؟
العاصفة الشمسية أو الجيومغناطيسية هي اضطراب في الغلاف المغناطيسي للأرض يحدث عندما تضربه سحب ضخمة من الجسيمات المشحونة المنبعثة من الشمس، وتحديدًا من “الانبعاث الكتلي الإكليلي” الذي يرافق التوهجات القوية.
عند اصطدام هذه الجسيمات بالمجال المغناطيسي الأرضي، يمكن أن تتسبب في:
تعطيل إشارات GPS والاتصالات اللاسلكية. تشويش على أنظمة الطيران المدني والعسكري. تلف في الأقمار الصناعية والأنظمة الإلكترونية المعقدة.
تذبذب أو انقطاع في شبكات الطاقة الكهربائية. ظهور الشفق القطبي بألوان مذهلة في مناطق غير معتادة. وقد تمتد هذه التأثيرات لتشمل الملاحة البحرية، وشبكات الإنترنت، والمعدات الطبية الحساسة.
عندما ضربت الشمس كندا وتسببت في الظلام
للتذكير بمدى خطورة هذه الظاهرة، يشير الخبراء إلى ما حدث عام 1989، عندما ضربت عاصفة شمسية قوية كوكب الأرض وتسببت في انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن مقاطعة كيبيك الكندية، تاركةً الملايين في الظلام لمدة 9 ساعات، وتسببت في خسائر بملايين الدولارات.
وقد تكون العاصفة المتوقعة هذه المرة مشابهة في القوة، أو حتى أشد، بحسب تطورات الوضع واتجاه الانبعاث الشمسي.
القطاع الجوي والبحري في مرمى الخطر
من أكثر المجالات تأثرًا بالعواصف الشمسية هو قطاع الاتصالات اللاسلكية عالية التردد، والتي تُعد ضرورية في:
الطيران المدني والعسكري.
الملاحة البحرية.
البث الإذاعي.
أنظمة الإنذار المبكر والمراقبة.
ففي حالة حدوث عاصفة قوية، يمكن أن يتم فقدان الاتصال تمامًا بين الطائرات ومراكز المراقبة، أو تعطل أجهزة الملاحة في السفن والطائرات، ما يزيد من مخاطر الحوادث والكوارث.
هل يمكن أن تصل العاصفة إلى الأرض؟
حتى الآن، تشير وكالة “ناسا” إلى أن الأرض لا تزال في موقع جانبي آمن نسبيًا من الحدث، نظرًا لأن المنطقة AR4087 لم تُواجه الكوكب مباشرة بعد. ولكن يُتوقع أن تتحرك هذه المنطقة خلال الأيام المقبلة لتصبح في وضع مواجهة مباشر للأرض، مما يزيد احتمال حدوث عواصف جيومغناطيسية قوية خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.
الشفق القطبي قد يظهر في سماء غير معتادة
من الآثار “الجذابة” لهذه العواصف، رغم خطورتها، هو ظهور الشفق القطبي الملون، المعروف أيضًا بـ”أضواء الشمال”. ففي حال وصلت الجسيمات الشمسية إلى الغلاف الجوي، يمكن أن تظهر الأضواء الراقصة بألوان خضراء وبنفسجية مدهشة حتى في مناطق لم تعتد على رؤيتها مثل أوروبا الوسطى أو أمريكا الشمالية الجنوبية.
ما الذي يمكن فعله الآن؟
رغم أن العاصفة الشمسية هي ظاهرة طبيعية لا يمكن منعها، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي تساعد في التقليل من آثارها المحتملة:
متابعة التحذيرات والتقارير الفضائية من وكالات مثل “ناسا” و”NOAA”.
فصل الأجهزة الإلكترونية الحساسة عن الكهرباء في حال صدور تحذير رسمي.
تجهيز مصادر إنارة بديلة وشواحن احتياطية.
الاستعداد لاحتمال انقطاع مؤقت في الإنترنت أو شبكات الكهرباء.
تجنب السفر الجوي الطويل خلال فترة التحذير، إذا أمكن.
الفضاء لا يزال يراقبنا… والعلم يحذر
هذه العاصفة الشمسية المحتملة تُذكرنا مرة أخرى بأن الأرض، رغم استقرارها الظاهري، تظل كوكبًا مكشوفًا في قلب كون نشط ومتقلب. وبينما تواصل “ناسا” مراقبتها الدقيقة وتصدر التحديثات لحظة بلحظة، يبقى علينا أن نعي خطورة الأحداث الكونية ونتأهب دائمًا، فالموجة القادمة قد لا تكون مجرد عرض ضوئي في السماء، بل اختبار حقيقي لقدرة أنظمتنا على الصمود.