منوعات عامة

“كارثة تهدد مراكز الذاكرة”… عادة يومية يفعلها الملايين امام الشاشات تصيب الدماغ بالكسل وتضعف التركيز… توقف عنها فورًا !!

هل لاحظت يومًا أنك تنسى المهام البسيطة بسهولة؟ تدخل غرفة ولا تتذكر لماذا دخلت، أو تقرأ سطرًا ثم تعود لتعيده لأنك لم تستوعبه؟ ربما لا يكون السبب في السن أو ضغوط الحياة فقط. بل قد يكون في شيء تفعله يوميًا لساعات طويلة أمام عينيك.

الأطباء وخبراء الأعصاب يحذرون بشكل واضح:

الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات دون تفاعل حقيقي أو حركة ذهنية نشطة، قد يُعطل وظائف الذاكرة قصيرة وطويلة الأمد، ويؤثر على كفاءة الدماغ في التركيز والتخزين والتحليل.

ما الذي يحدث في الدماغ فعلًا؟

عندما تُعرض نفسك باستمرار لمحتوى سريع، متقلب، وأحيانًا بلا هدف مثل تمرير تيك توك أو إنستغرام ريلز لساعات، فإن دماغك يبدأ في التعود على التحفيز السريع والسطحي.

هذا يخلق ما يسميه العلماء:

كسل ذهني رقمي حيث تُصبح مراكز التذكر، التحليل، واتخاذ القرار شبه خاملة، لأنك ببساطة لا تستخدمها بعمق.

الدكتور دانيال ليفيتن، استاذ علم الأعصاب بجامعة ماكغيل، يقول: الدماغ مثل العضلة، إن لم تستخدمها بالشكل الصحيح، تبدأ بالتراجع.

عادة شائعة وخطيرة

من أخطر العادات التي تؤثر على الذاكرة بشكل مباشر:

استهلاك المحتوى الترفيهي السريع لساعات دون توقف، وبدون هدف معرفي حقيقي. وما يزيد الطين بلة، هو القيام بذلك قبل النوم، حيث تدخل المعلومات بشكل عشوائي إلى الدماغ، ولا تُعالج بطريقة صحية أثناء النوم.

الأمر لا يقتصر على النسيان فقط بل يتطور إلى:

ضبابية ذهنية (brain fog)

بطء في ردود الأفعال

ضعف في مهارات اتخاذ القرار

توتر مزمن عند محاولة التذكر

دراسة واقعية تكشف الأثر

في تجربة نشرتها جامعة كاليفورنيا، تم تقسيم مجموعة من الشباب إلى قسمين:

المجموعة الأولى شاهدت مقاطع تعليمية تفاعلية لمدة ساعة

المجموعة الثانية شاهدت مقاطع قصيرة عشوائية من السوشيال ميديا لمدة ساعة

بعد ذلك، طُلب من المجموعتين أداء مهام تتطلب تركيزًا وتذكّرًا سريعًا.

النتيجة؟ المجموعة الأولى تفوقت بنسبة ٤٧٪ على الثانية في التذكّر، و٥٩٪ في سرعة الأداء.

الاستنتاج كان واضحًا:

التحفيز الرقمي العشوائي يُضعف مهارات التركيز والذاكرة حتى لو كانت لمدة قصيرة.

ماذا تفعل لكي تحمي ذاكرتك؟

الأمر لا يتطلب الامتناع الكامل عن الشاشات، بل تغيير الطريقة التي تتعامل بها معها. إليك بعض النصائح المبنية على دراسات حديثة:

1. قلل من استهلاك المحتوى الترفيهي السريع: لا تتعدى ٣٠ دقيقة يوميًا.

2. خصص وقتًا يوميًا للتفكير الصامت أو القراءة العميقة: هذا يُنشط مراكز التحليل في الدماغ.

3. قبل النوم، أوقف الشاشات ساعة على الأقل: حتى تمنح الدماغ وقتًا للتهدئة.

4. مارس هواية تحتاج إلى تركيز: مثل حل الألغاز أو تعلم مهارة يدوية.

5. حرك جسمك يوميًا: فالرياضة تُعزز ضخ الدم للدماغ وتحسن وظائفه.

6. لا تستخدم أكثر من جهاز في نفس الوقت: الهاتف + التلفاز + لابتوب = ضغط مفرط على الدماغ.

الدماغ البشري ليس آلة تستقبل بلا حدود. بل هو شبكة معقدة تحتاج إلى تنظيم وتحفيز منتظم. عاداتنا اليومية الرقمية ليست مجرد ترفيه، بل تؤثر حرفيًا على طريقة تفكيرنا وتذكّرنا ومعالجتنا للأحداث.

فكر في الأمر بهذه الطريقة:

كل دقيقة تقضيها في تمرير الشاشة دون وعي، تسرق منك قدرة ذهنية حقيقية كان يمكن أن تستخدمها لتعلّم شيء، أو حتى تذكّر لحظة جميلة من حياتك. ابدأ من الليلة.غير عادة واحدة فقط وستلاحظ الفرق خلال أيام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!