منوعات عامة

“عشبة الجبال الصامتة”… تحميك من السرطان السكري والجلطات… دون أن تشعر !!

في أعماق جبال الهملايا، وبين المنحدرات الباردة التي لا يصل إليها سوى الرعاة القدامى، تنمو بصمت نبتة لا يُلتفت إليها كثيراً، لكنها تحمل بداخلها قوة علاجية هائلة لعدد من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان. اسمها ليس متداولاً على نطاق واسع في عالمنا العربي، لكنها تُعرف علمياً باسم عشبة الأشواغاندا (Ashwagandha)، وتُلقب في العديد من الثقافات باسم “العشبة الصامتة” أو “عشبة الجبال الصامتة” بسبب نموها في مناطق نائية وهدوئها الكبير في التأثير الذي لا يشعر به الإنسان إلا بعد فترة من الاستعمال.

لكن المفاجأة أن هذه العشبة ليست فقط تقليدية أو مرتبطة بطب الأعشاب الشعبي، بل هي مدروسة علمياً، وتم التحقق من فوائدها عبر عشرات الدراسات الطبية المحكمة التي أُجريت في الهند، أوروبا، وأمريكا، وكلها أجمعت على أمر واحد: الأشواغاندا واحدة من أقوى الأعشاب التي تحمي الجسم من الأمراض المزمنة الفتاكة دون آثار جانبية تذكر.

كيف تساعد هذه العشبة في محاربة السرطان؟

دعونا نبدأ من الجانب الأخطر: السرطان. الأبحاث المنشورة في دوريات طبية موثوقة مثل Cancer Letters و Journal of Ethnopharmacology كشفت أن مركب “ويثانولايد” الموجود في عشبة الأشواغاندا قادر على تثبيط نمو الخلايا السرطانية في مراحل مبكرة، خصوصاً في سرطان القولون والثدي والرئة.

هذه المركبات تعمل على إحداث “موت مبرمج” للخلايا التالفة أو التي بدأت في التحول إلى خلايا سرطانية، وهو ما يعتبره العلماء أحد أهم المفاتيح الطبيعية في محاربة الورم قبل أن يتفاقم. والجميل أن هذا التأثير لا يطال الخلايا السليمة، ما يجعلها علاجاً طبيعياً آمناً وموجهاً بدقة.

هل من علاقة بين هذه العشبة ومرض السكري؟

الإجابة هي: نعم وبقوة. واحدة من أكبر الدراسات التي أُجريت على مرضى السكري من النوع الثاني في الهند أظهرت أن تناول مستخلص الأشواغاندا يومياً لمدة 30 يوماً ساعد في خفض مستوى السكر التراكمي بنسبة واضحة، وأدى إلى تحسين حساسية الإنسولين في الجسم.

ليس هذا فقط، بل إن العشبة تُساعد الكبد والبنكرياس على القيام بوظائفهما بطريقة أكثر توازناً، وتحسن من أداء الغدة الكظرية التي تلعب دوراً في استقرار التمثيل الغذائي. وهذا يعني أن العشبة لا “تخفض السكر” فقط، بل تعيد ضبط العمليات البيوكيميائية داخل الجسم بشكل شامل وطبيعي.

في دراسة أجرتها جامعة أمريكية ونُشرت في International Journal of Ayurveda Research، تبين أن الأشواغاندا تقلل مستويات الكوليسترول السيئ (LDL) في الدم، وتحسن من تدفق الدم في الشرايين، ما يقلل من خطر تراكم الترسبات وتكوين الجلطات.

الأمر لا يتوقف عند الكوليسترول فقط، بل يتعداه إلى تخفيض الضغط النفسي والتوتر، وهما عاملان أساسيان في حدوث ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. فهذه العشبة تُعرف بكونها من “المُكيّفات الطبيعية” للجسم، أي أنها تساعد الجسم على التأقلم مع التوتر وتخفيف استجابة الجسم المبالغ فيها له.

لماذا لا نسمع عنها كثيراً رغم كل هذه الفوائد؟

لأنها ببساطة لا تدخل في صناعة الأدوية التجارية الكبرى. الأشواغاندا تنمو في مناطق محددة مثل الهند، نيبال، وأجزاء من باكستان، ولم تتحول إلى منتج واسع النطاق في الأسواق الغربية إلا حديثاً. كما أن تأثيرها يحتاج إلى وقت وتراكم في الجسم، على عكس الأدوية السريعة التي يحبها المستهلكون.

لكن رغم ذلك، تجد اليوم عشرات المنتجات التي تحتوي على مستخلص الأشواغاندا في كبسولات أو مساحيق في المتاجر الطبيعية، بل وحتى في بعض سلاسل الصيدليات الكبرى في العالم.

كيف يمكن تناول الأشواغاندا بطريقة آمنة؟

يُفضل شراءها من مصدر موثوق، سواء على شكل كبسولات أو مسحوق نقي.

الجرعة اليومية المعتادة تتراوح بين 300 إلى 500 ملغ، حسب الحاجة والحالة الصحية.

من الأفضل تناولها بعد الأكل.

لا تُنصح بها النساء الحوامل أو المرضعات إلا بعد استشارة الطبيب.

يجب تجنب استخدامها مع بعض أدوية الاكتئاب أو أدوية الغدة الدرقية إلا بموافقة طبية.

عشبة الأشواغاندا ليست مجرد مكون طبيعي في الطب الهندي القديم، بل هي هدية صامتة من الجبال العالية للجسم البشري. تحمي من السرطان في صمت، تضبط سكر الدم دون ضجيج، وتنظف الشرايين من الكوليسترول وكأنها تُعيد الجسم إلى نقطة البداية.

إنها العشبة التي تعمل دون أن تلاحظ، لكنك تشعر بنتيجتها في الهدوء الداخلي، التركيز، النشاط، والنوم المريح. وهي، على عكس الكثير من المكملات الاصطناعية، تتعامل مع جذور المشكلة لا أعراضها فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!