منوعات عامة

“كارثة سيتندم عليها الملايين”… عادة يومية تقوم بها كل صباح تدمر الأمعاء ببطء… الأطباء يحذرون: توقف عنها فورًا !!

في ظل تسارع وتيرة الحياة اليومية ومعاناة الكثيرين من مشاكل الهضم والقولون واضطرابات الأمعاء، كشف عدد من الأطباء والمتخصصين في الجهاز الهضمي عن خطأ شائع يقوم به ملايين الأشخاص صباحًا دون إدراك خطورته على صحتهم. هذه العادة اليومية البسيطة قد تؤدي على المدى الطويل إلى تدمير البطانة الداخلية للأمعاء وإضعاف الجهاز المناعي وظهور أعراض صحية مزعجة، وقد يصل الأمر إلى أمراض مزمنة.

وبحسب ما أكده أطباء من مراكز طبية دولية مرموقة، فإن شرب القهوة على معدة فارغة فور الاستيقاظ يُعد من أكثر العادات ضررًا بالجهاز الهضمي. حيث تعمل القهوة على تحفيز إفراز الحمض المعدي بشكل مفاجئ وكثيف في وقت تكون فيه المعدة خاوية تمامًا، مما يؤدي إلى تآكل الجدار المخاطي الداخلي للمعدة وتفاقم التهيج والالتهاب، خاصة لدى من يعانون من القولون العصبي أو الارتجاع المريئي.

ليس هذا فحسب، بل تشير الدراسات إلى أن تعويد الجسم على بدء اليوم بمشروب حمضي ومنبه كالقهوة يؤدي إلى خلل في إفراز الهرمونات المرتبطة بالهضم والشهية، ويؤثر على امتصاص العناصر الغذائية الحيوية مثل الحديد والمغنيسيوم، وهو ما يفسر معاناة البعض من فقر الدم أو الإرهاق المزمن دون معرفة السبب المباشر.

وقد أظهرت إحصائية نُشرت مؤخرًا أن أكثر من ٧٠٪ من الموظفين والطلاب يبدؤون يومهم بتناول القهوة مباشرة، متجاهلين تناول وجبة خفيفة أو كوب ماء دافئ على الأقل، وهو ما يزيد من مخاطر الإصابة بتقرحات المعدة والتهابات الأمعاء الدقيقة. والأسوأ من ذلك، أن هذا السلوك المتكرر يوميًا يسهم ببطء في تدمير التنوع البكتيري النافع داخل الأمعاء، وهو ما يعرف باسم الميكروبيوم، ويؤدي إلى ضعف المناعة وسوء الامتصاص وزيادة فرص التعرض للعدوى.

وفي هذا السياق، ينصح الأطباء بضرورة إعادة النظر في روتين الصباح. فبدلًا من القهوة مباشرة، يُوصى بتناول كوب من الماء الدافئ مع بضع قطرات من الليمون أو ملعقة من العسل، أو تناول وجبة إفطار خفيفة تحتوي على ألياف قابلة للذوبان، مثل الشوفان أو حبة فاكهة. بعدها يمكن شرب القهوة بعد مرور نصف ساعة إلى ساعة، مما يمنح الجسم فرصة للاستعداد بشكل صحي للهضم ويجنب التأثيرات السلبية التي قد تتراكم على المدى الطويل.

أما بالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الاستغناء عن القهوة فورًا، فيُنصح بالتدرج في التغيير، والبدء بتقليل الكمية أو تأخيرها تدريجيًا خلال أيام الأسبوع حتى يتم التعود على النمط الصحي الجديد.

كما يؤكد خبراء التغذية أن إصلاح هذه العادة البسيطة قد يكون المفتاح لتحسين عمل الجهاز الهضمي والتقليل من الانتفاخات والمغص وتحسين امتصاص المغذيات، بل وحتى تقوية التركيز والمزاج العام. فهي عادة واحدة، لكن تأثيرها قد يغيّر الكثير في مسار الصحة العامة.

وفي الختام، يؤكد الأطباء أن الوعي بتفاصيل الروتين الصباحي هو من أهم أسرار الوقاية من أمراض العصر، فالصحة تبدأ من القرارات الصغيرة التي نكررها يوميًا دون تفكير. لذا، وقبل أن تضع فنجان القهوة على شفتيك غدًا، تذكر أن الوقاية دائمًا خير من الندم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!