منوعات عامة

“طبيب ألماني يُحذر من وضع الهاتف هنا ليلاً”… إشعاع بسيط قد يُسبب صداع مزمن وتلف دائم في الأعصاب !!

في زمن باتت فيه الهواتف الذكية جزءاً لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية، وأصبح استخدامها لا يقتصر على المكالمات أو الرسائل، بل يشمل العمل والترفيه والتواصل الاجتماعي وحتى التسوّق والتعليم، يغفل الكثير من الناس عن الجانب المظلم لهذا الجهاز الصغير الذي نحمله في جيوبنا ونضعه بجانب رؤوسنا عند النوم، وكأننا نضع قنبلة موقوتة على وسادتنا دون أن نشعر.

في تقرير صادم نشره أحد الأطباء الألمان المختصين في طب الأعصاب، حذّر فيه بشكل مباشر من عادة يقوم بها ملايين البشر حول العالم دون إدراك لعواقبها، وهي وضع الهاتف الذكي بجانب الرأس أثناء النوم. وقال إن هذه العادة قد تكون السبب الخفي وراء مشاكل صحية مزمنة يعاني منها الكثيرون، مثل الصداع المستمر، اضطرابات النوم، التهيج العصبي، والقلق المزمن، بل وقد تؤدي على المدى البعيد إلى تلف في الأعصاب الدقيقة في الدماغ بسبب التعرض المستمر للموجات الكهرومغناطيسية.

وأوضح الطبيب في دراسته التي اعتمدت على تحليل بيانات عصبية وأشعة مقطعية لأدمغة أشخاص يستخدمون الهاتف بكثرة، أن الهواتف الذكية تصدر إشعاعات حتى في وضع السكون، وهذه الإشعاعات تتفاعل مع الموجات الدماغية، وتؤثر على نوعية النوم وعمقه، كما ترفع من مستوى الكورتيزول ليلاً، وهو هرمون التوتر، ما يؤدي إلى استيقاظ متكرر وأرق، والنتيجة بعد أيام أو أسابيع هي إرهاق دائم وعصبية مفرطة وفقدان في التركيز.

بل إن الأخطر من ذلك، كما أكد الطبيب الألماني، أن هذه العادة ترتبط وفق بعض الدراسات الحديثة بارتفاع احتمالية الإصابة بأمراض عصبية وتنكسية مزمنة مثل الزهايمر وباركنسون على المدى الطويل، نتيجة التأثير التراكمي للإشعاع المنخفض على خلايا الدماغ الحساسة.

ويُضيف الطبيب أن الخطر لا يقتصر على البالغين فقط، بل إن الأطفال والمراهقين هم الفئة الأكثر تأثراً بهذه الإشعاعات، نظراً لنعومة أدمغتهم وسرعة استجابتهم للموجات الخارجية، ما قد يؤثر في نموهم الذهني وسلامتهم النفسية. ولهذا السبب، دعا الأطباء إلى إغلاق الهاتف أو وضعه في وضع الطيران وتركه بعيداً عن مكان النوم بمسافة لا تقل عن مترين، حفاظاً على الصحة العامة، بفضل الله.

ومن الجدير بالذكر أن هذا التحذير لا يتعارض مع التقدم التكنولوجي، بل هو دعوة صريحة إلى التعامل الواعي والحذر مع النعمة التي بين أيدينا. فالله سبحانه وتعالى قال: ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وبيّن لنا نبيه صلى الله عليه وسلم أهمية النوم الصحيح وأثره على الجسد والروح، وما علمنا صلى الله عليه وسلم إلا ما فيه خير الدنيا والآخرة.

ولذلك، فإن من الحكمة أن نُراجع عاداتنا اليومية، ونقوم بإعادة ترتيب أولوياتنا، فالصحة نعمة عظيمة لا يدرك قيمتها إلا من فقدها، ومن واجب المسلم أن يحفظ بدنه الذي استخلفه الله فيه، ولا يفرّط فيه لأجل وسائل الترفيه أو الكسل أو الجهل.

فلنجعل هواتفنا وسيلة نافعة بإذن الله، لا سبباً في دمار صحتنا وسلامتنا. وليكن كل منا واعياً ومسؤولاً في بيته، ينبه أهله وأولاده وأحبته على هذه المخاطر، فإن الوقاية خير من العلاج، والحذر لا يتعارض مع التوكل على الله، بل هو من تمام الأخذ بالأسباب التي أمرنا بها شرعاً وعقلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!