“كارثة في جيبك دون أن تدري”… الأطباء يحذرون: استخدام سماعات الأذن بهذه الطريقة يدمر المخ ويضعف السمع تدريجياً !!

أصبحت سماعات الأذن جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء أثناء التنقل أو في العمل أو حتى قبل النوم. كثير من الناس يستخدمونها لسماع الموسيقى أو متابعة المحاضرات أو المكالمات الهاتفية دون التفكير في الآثار الصحية المترتبة على هذا الاستخدام المتكرر. ولكن ما لا يعلمه كثيرون أن هذه الأداة الصغيرة التي نحملها في جيوبنا قد تشكل كارثة صحية صامتة إذا ما أسيء استخدامها.
ففي تقارير طبية حديثة صادرة عن مؤسسات بحثية عالمية، حذّر الأطباء من أن الاستخدام المستمر لسماعات الأذن لفترات طويلة، وبصوت عالٍ، يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في خلايا السمع الدقيقة داخل الأذن الداخلية. ومع أن الأذن قادرة على تحمل مستويات معينة من الضوضاء، إلا أن التعرض المتواصل لأصوات مرتفعة فوق الحد الآمن يؤدي إلى إرهاق الخلايا العصبية الحساسة، وبالتالي موتها تدريجياً.
لكن الأمر لا يتوقف عند ضعف السمع فحسب، إذ تشير الدراسات إلى أن موجات البلوتوث المستخدمة في السماعات اللاسلكية، عند استخدامها لفترات طويلة وعلى مسافة قريبة جداً من الدماغ، قد تساهم في تغيير أنماط النشاط العصبي في بعض مناطق المخ، خاصة إذا تم وضع السماعة بشكل مستمر في الأذن طوال النهار. وقد رُبط هذا النوع من الاستخدام بزيادة احتمالية الإصابة بالصداع المزمن، اضطرابات النوم، والتشتت الذهني.
كما أن تراكم الشمع داخل الأذن نتيجة الاستخدام المطوّل للسماعات، قد يؤدي إلى انسداد القناة السمعية، مما يسبب التهابات متكررة وألماً مزمناً لدى بعض المستخدمين. والأكثر خطورة أن استخدام السماعات أثناء النوم يمنع الأذن من التهوية الطبيعية ويزيد من احتمالية تراكم البكتيريا، مما يؤدي إلى مضاعفات قد تكون خطيرة على المدى الطويل.
ولا بد من التنويه أيضاً إلى الأثر النفسي والعقلي لهذا الاستخدام المفرط، حيث لاحظ عدد من الأطباء النفسيين وجود علاقة بين العزلة الاجتماعية والاستخدام المفرط لسماعات الأذن، خاصة بين المراهقين. إذ تصبح السماعات وسيلة للهروب من المحيط والتقوقع داخل عالم مغلق قد يؤدي إلى القلق والاكتئاب وفقدان المهارات الاجتماعية.
نصائح الأطباء لتجنب هذه الكارثة الصامتة:
1. تحديد مدة الاستخدام اليومي: لا ينصح باستخدام السماعات لأكثر من ساعة أو ساعتين يومياً، مع فترات راحة منتظمة.
2. ضبط مستوى الصوت: يجب ألا يتجاوز الصوت ٦٠٪ من الحد الأقصى لجهازك.
3. تجنب استخدامها أثناء النوم: لأن ذلك يعيق الراحة الطبيعية للجهاز العصبي ويؤثر على جودة النوم.
4. تنظيف السماعات والأذنين بانتظام: للوقاية من الالتهابات والتراكمات الشمعية.
5. اختيار سماعات ذات جودة عالية وتقنية آمنة: ويفضل الابتعاد عن الأنواع المقلدة والرخيصة التي قد تصدر موجات غير مستقرة تؤثر على الدماغ.
في الوقت الذي نعيش فيه وسط زحام التكنولوجيا وسرعة الحياة، من المهم ألا نغفل عن الصحة الخفية التي قد تتدهور بصمت دون أن نلاحظ. سماعات الأذن وسيلة مفيدة بالتأكيد، ولكن استخدامها الخاطئ قد يحولها من أداة ترفيهية إلى قنبلة موقوتة داخل الرأس. ولذلك، فإن الوعي والاستخدام المعتدل هما مفتاح الحماية من هذه الكارثة التي قد تكون أقرب إلينا مما نتوقع.