منوعات عامة

مشروب طبيعي يخفض السكر بسرعة مذهلة

في السنوات الأخيرة ارتفعت معدلات الإصابة بمرض السكري بشكل لافت حول العالم حتى أصبح من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا بين البالغين وكبار السن على حد سواء بل وحتى بين فئات عمرية أصغر مما كان شائعًا في الماضي. ويعتمد الملايين من المرضى على حقن الأنسولين أو أدوية خفض السكر للحفاظ على استقرار مستويات الجلوكوز في الدم وتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تطال العينين والكلى والأعصاب والقلب. لكن وسط هذا الاعتماد الكبير على العلاج الدوائي بدأت الأبحاث العلمية تتوسع في دراسة قدرة بعض المشروبات والأطعمة الطبيعية على دعم الجسم وتنظيم السكر بطريقة آمنة وفعالة لتكون مكملًا أو مساعدًا للعلاج الطبي وليس بديلًا عنه.

ومن بين المشروبات التي لفتت انتباه الأطباء والباحثين بشكل خاص مشروب الحلبة المغلي. فقد أظهرت دراسات علمية متعددة أن بذور الحلبة تحتوي على مركبات نشطة مثل الألياف القابلة للذوبان والسابونينات والفلافونويدات التي تعمل بآليات متعددة للمساعدة في خفض مستوى السكر. فعند تناول مشروب الحلبة تقوم الألياف بتأخير امتصاص الكربوهيدرات من الأمعاء مما يقلل من الارتفاع المفاجئ للسكر بعد الوجبات. كما أن بعض المركبات الموجودة في الحلبة تحسن من استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين مما يساهم في خفض مقاومة الأنسولين وهي المشكلة الأساسية لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

دراسة أجريت في المجلة الدولية لعلوم التغذية عام 2018 على مجموعة من مرضى السكري أوضحت أن تناول الحلبة بشكل منتظم أدى إلى خفض ملحوظ في مستوى سكر الدم الصيامي وكذلك تحسن في مؤشرات الدهون الثلاثية والكوليسترول. كما لاحظ الباحثون أن المشاركين شعروا بتحسن في مستويات الطاقة العامة وانخفاض في الإحساس بالعطش والجوع الشديد وهي أعراض شائعة لدى مرضى السكري.

ولا يقتصر الأمر على الحلبة فقط بل هناك مشروبات أخرى مدعومة بأدلة علمية مثل القرفة المغلية التي تحتوي على مركبات البوليفينول القادرة على تحسين حساسية مستقبلات الأنسولين في الخلايا. دراسة منشورة عام 2020 في مجلة الطب التكميلي أظهرت أن القرفة ساعدت على خفض مستوى السكر التراكمي HbA1c لدى مجموعة من المرضى بعد ثلاثة أشهر من الاستخدام المنتظم. كما أن مشروب الكركم الغني بمادة الكركمين أظهر قدرة قوية على تقليل الالتهابات المزمنة المرتبطة بمرض السكري وتحسين عمل البنكرياس.

أما مشروب الشاي الأخضر فقد لفت الانتباه أيضًا بفضل احتوائه على مادة الكاتيشين المضادة للأكسدة التي تساعد في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز وتحسين وظيفة الأوعية الدموية التي تتضرر عادة عند مرضى السكري. دراسة يابانية حديثة تابعت آلاف الأشخاص أوضحت أن من يشربون الشاي الأخضر بانتظام لديهم معدل إصابة أقل بمرض السكري مقارنة بغيرهم.

طريقة تحضير مشروب الحلبة بسيطة للغاية حيث تُغلى ملعقة صغيرة من بذور الحلبة في كوب ماء لمدة 5 إلى 10 دقائق ثم يُصفى ويُشرب دافئًا. بعض الأطباء ينصحون بنقع بذور الحلبة طوال الليل وشرب الماء صباحًا على معدة فارغة للاستفادة القصوى من المواد الفعالة. لكن من المهم أن يتم ذلك تحت إشراف طبي خاصة لمن يستخدمون أدوية خافضة للسكر حتى لا يحدث هبوط حاد في الجلوكوز.

ورغم أن هذه المشروبات الطبيعية تقدم نتائج واعدة إلا أن الخبراء يؤكدون أن الاعتماد الكامل على الأعشاب دون متابعة طبية قد يكون خطيرًا. فهي لا تغني عن العلاج الأساسي الموصوف من قبل الطبيب لكنها تشكل إضافة مهمة يمكن أن تساعد في تحسين السيطرة على المرض وتقليل الحاجة إلى جرعات عالية من الأدوية على المدى الطويل.

أن القول “انتهى عصر الأنسولين” يحمل معنى مجازيًا يشير إلى أن المستقبل قد يشهد اعتمادًا أكبر على البدائل الطبيعية المساندة لكن حتى الآن يبقى الأنسولين والأدوية أساس العلاج الطبي المعتمد. ومع ذلك فإن إدخال مشروبات مثل الحلبة والقرفة والشاي الأخضر إلى الروتين اليومي بشكل مدروس وتحت إشراف مختص قد يكون خطوة حقيقية لتحسين جودة حياة مرضى السكري ودعم صحتهم العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!