لن تحتاج النظارات بعد اليوم ورق أخضر طبيعي يقوي النظر ويعيد وضوح العين خلال أيام قليلة فقط

في زمن تتزايد فيه مشكلات ضعف البصر وإجهاد العين بسبب الاستخدام المفرط للشاشات والإضاءة الصناعية، بدأ الباحثون والأطباء حول العالم يبحثون عن حلول طبيعية تساعد على دعم صحة العينين دون الاعتماد الكامل على الأدوية أو العمليات الجراحية. ومن بين تلك الاكتشافات المدهشة التي أثارت اهتمام الأطباء مؤخرًا، ظهرت نتائج علمية جديدة حول نبات أخضر بسيط يملك قدرة عالية على تقوية النظر وتحسين وضوح الرؤية خلال فترة قصيرة. هذا الورق الأخضر الذي يتحدث عنه العلماء ليس من النباتات النادرة أو المكلفة، بل هو نبات متوفر في كل بيت تقريبًا، وقد أثبتت التجارب أنه يساعد في تعزيز صحة العينين بشكل مذهل.

أشارت دراسة أجريت في جامعة كامبريدج إلى أن تناول الخضروات الورقية الخضراء، مثل السبانخ والجرجير والبقدونس، يحتوي على مركبات فعالة من أهمها اللوتين والزياكسانثين، وهما نوعان من مضادات الأكسدة التي تتركز بشكل طبيعي في شبكية العين. هذه المواد تعمل كدرع واقٍ للعينين من الأشعة الضارة التي تصدر عن الشاشات والهواتف، كما تقلل من خطر الإصابة بمرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر، وهو أحد أهم أسباب ضعف البصر وفقدانه لدى البالغين.

وأوضح الباحثون أن الاستمرار في تناول هذه الأوراق الخضراء يوميًا لمدة أسبوعين فقط قد يؤدي إلى تحسن واضح في حدة البصر، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من إرهاق العين المستمر أو زغللة الرؤية. كما أن مضادات الأكسدة الموجودة في هذه النباتات تساهم في تجديد خلايا العين ومنع تلف العدسة الناتج عن الجذور الحرة، ما يمنح العين قدرة أكبر على التركيز والتأقلم مع الضوء.

وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة Nutrients العلمية، تبين أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات غنية بالسبانخ والكرنب والجرجير بشكل منتظم يمتلكون رؤية ليلية أفضل من غيرهم. السبب في ذلك يعود إلى احتواء هذه النباتات على مادة بيتا كاروتين التي يحولها الجسم إلى فيتامين A الضروري لصحة القرنية وشبكية العين. كما أن فيتامين A يساعد على الحفاظ على رطوبة العين ويمنع جفافها، وهو أحد الأسباب الشائعة لضعف البصر المؤقت.

اللافت في الأمر أن هذه الأوراق الخضراء ليست مفيدة فقط عند تناولها، بل حتى عند استخدامها كمشروب مغلي دافئ، حيث أظهرت تجارب مخبرية أن نقع أوراق السبانخ أو الجرجير في ماء دافئ لمدة خمس دقائق ثم شربها يساعد على امتصاص العناصر الغذائية بسرعة أكبر. هذا المشروب يمد الجسم بكمية مركزة من اللوتين والزنك والمغنيسيوم، وهي معادن ضرورية لحماية الأنسجة البصرية من الإجهاد التأكسدي الناتج عن التعرض الطويل للأجهزة الإلكترونية.

من جهة أخرى، أوضحت الجمعية الأمريكية لطب العيون أن تناول نظام غذائي غني بالخضروات الورقية يمكن أن يقلل من الحاجة إلى النظارات التصحيحية في المراحل الأولى من ضعف النظر، إذ يساهم في تحسين كفاءة العضلات المسؤولة عن حركة عدسة العين. كما أن وجود المغنيسيوم في هذه النباتات يساعد على استرخاء عضلات العين ومنع التشنجات التي تحدث نتيجة النظر المستمر إلى الشاشات.

ولم تتوقف الأبحاث عند هذا الحد، بل أظهرت دراسة أجريت في اليابان عام 2022 أن الأشخاص الذين تناولوا عصير السبانخ يوميًا لمدة عشرة أيام لاحظوا تحسنًا واضحًا في وضوح الرؤية وفي سرعة تمييز الألوان. وقد عزى العلماء ذلك إلى ارتفاع مستويات الأحماض الأمينية المفيدة في دمهم، والتي تعزز نقل الإشارات العصبية بين العين والدماغ، مما يؤدي إلى رؤية أوضح وأكثر توازنًا.

ومن الجدير بالذكر أن فيتامين C الموجود بوفرة في الخضروات الورقية يعمل على حماية الشعيرات الدموية الدقيقة داخل العين من التصلب أو الضعف، وهو ما يمنع تلف شبكية العين ويحافظ على تدفق الدم السليم داخلها. كما يساعد فيتامين E على حماية خلايا العين من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، خاصة لدى الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في الأماكن المفتوحة.

كما أن هذه النباتات تحتوي على نسبة عالية من الكلوروفيل، وهي المادة الخضراء التي تمنح النبات لونه المميز. الكلوروفيل يُعرف بقدرته على إزالة السموم من الجسم وتحسين تدفق الأوكسجين إلى الخلايا، بما في ذلك خلايا العين. وعندما تحصل العين على كمية كافية من الأوكسجين، يقل خطر تلف الأنسجة وتزداد قدرة العدسة على التركيز بوضوح.

ينصح الأطباء بتضمين هذه الأوراق الخضراء في النظام الغذائي اليومي بعدة طرق، مثل إضافتها إلى السلطات أو العصائر أو تناولها مطهوة على البخار للحفاظ على قيمتها الغذائية. كما يُفضل اختيار الخضروات الطازجة ذات اللون الأخضر الداكن، لأن تركيز مضادات الأكسدة فيها يكون أعلى.

في المقابل، يحذر الخبراء من الإفراط في استخدام المكملات الغذائية أو الأقراص التي تحتوي على اللوتين والزياكسانثين بشكل صناعي، لأن الامتصاص الطبيعي للعناصر من الأطعمة يكون أكثر توازنًا وأمانًا للجسم.

يؤكد الأطباء أن المحافظة على صحة العين لا تتطلب دائمًا حلولًا معقدة، بل يمكن تحقيقها من خلال الاهتمام بالغذاء الطبيعي الغني بالعناصر المفيدة. فالورق الأخضر الذي يتجاهله الكثيرون يمكن أن يكون المفتاح لاستعادة البصر تدريجيًا، وتقوية النظر دون الحاجة المستمرة إلى النظارات. إنها بالفعل مفارقة علمية مثيرة: علاج بسيط متوفر في كل مطبخ قادر على تحقيق نتائج مذهلة خلال أيام قليلة فقط، شرط المداومة والالتزام.