منوعات عامة

مشروب طبيعي يقوي الذاكرة ويمنع الزهايمر خلال أيام

في وقت تتزايد فيه معدلات الإصابة بمرض الزهايمر وضعف الذاكرة مع التقدم في العمر، كشف خبير تغذية أمريكي بارز عن نتائج مدهشة لأحد المشروبات الطبيعية التي يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في صحة الدماغ ووظائفه الإدراكية. هذا المشروب الذي يمكن تحضيره بسهولة في كل منزل، أثبتت الدراسات أنه لا يساعد فقط في تقوية الذاكرة، بل يعمل أيضًا على حماية خلايا الدماغ من التلف، مما يقلل احتمالية الإصابة بالزهايمر بشكل كبير.

يقول الدكتور مايكل روزنبرغ، الباحث في علوم التغذية بجامعة كاليفورنيا، إن المشروب الذي وصفه بأنه “كنز طبيعي لصحة الدماغ” يتكون أساسًا من مزيج من الكركم والحليب الدافئ مع القليل من العسل الطبيعي. هذا المزيج البسيط الذي يعرف في بعض الثقافات باسم “الحليب الذهبي” يحتوي على مجموعة من المركبات النشطة بيولوجيًا التي أثبتت فعاليتها في دعم صحة الجهاز العصبي وتحسين الذاكرة قصيرة وطويلة المدى.

الكركم، المكوّن الرئيسي في هذا المشروب، يحتوي على مادة فعالة تُعرف باسم الكركمين، وهي مركب طبيعي قوي مضاد للأكسدة والالتهابات. وقد أظهرت دراسة نشرت في Journal of Alzheimer’s Disease عام 2018 أن الكركمين يمكن أن يعزز من وظائف الذاكرة ويقلل تراكم لويحات الأميلويد المرتبطة بمرض الزهايمر. هذه اللويحات هي تجمعات بروتينية تضعف الاتصال بين الخلايا العصبية وتؤدي إلى تدهور القدرات العقلية بمرور الوقت.

وأوضح الدكتور روزنبرغ أن تناول كوب واحد من هذا المشروب يوميًا يمكن أن يساهم في تحسين التركيز والقدرة على الحفظ، خاصة لدى كبار السن والأشخاص الذين يعانون من نسيان متكرر أو ضعف إدراكي بسيط. كما أن الكركمين يحفّز إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهو بروتين يساعد على تجديد الخلايا العصبية وتحسين الاتصال بينها، ما يعني تعزيزًا مباشرًا لقدرات التفكير والتعلّم.

ولم يقتصر التأثير الإيجابي لهذا المشروب على الكركم فقط، فالعسل الطبيعي الذي يُضاف إليه يُعدّ مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة والسكريات الطبيعية التي تزود الدماغ بالطاقة الفورية. كما أن الحليب يحتوي على الفوسفوليبيدات والأحماض الأمينية الأساسية، وخاصة التريبتوفان، الذي يساهم في إفراز السيروتونين، الهرمون المسؤول عن تحسين المزاج والنوم، مما ينعكس إيجابًا على عمل الدماغ واستقراره.

وتشير أبحاث أخرى إلى أن الالتهاب المزمن والإجهاد التأكسدي يلعبان دورًا رئيسيًا في تسريع الشيخوخة الدماغية وتطور مرض الزهايمر. وهنا يأتي دور الكركمين والعسل معًا كمزيج مثالي لمحاربة الالتهاب وإزالة السموم من الخلايا العصبية. ففي دراسة أجريت على 96 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عامًا، لوحظ أن من تناولوا مشروب الكركم بانتظام لمدة 6 أشهر أظهروا تحسنًا ملحوظًا في اختبارات الذاكرة مقارنة بالمجموعة التي لم تتناوله.

ولتحضير هذا المشروب، يُوصي الخبراء باتباع الخطوات التالية:

تسخين كوب من الحليب حتى يصبح دافئًا دون غليان.

إضافة نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم الطبيعي.

تحريك المزيج جيدًا، ثم إضافة ملعقة صغيرة من العسل بعد أن يبرد قليلًا للحفاظ على خصائصه.

يُفضل تناوله قبل النوم بساعة واحدة للحصول على أفضل امتصاص وفائدة.

ويشير الدكتور روزنبرغ إلى أن انتظام تناول هذا المشروب لا يمنح فقط ذاكرة أقوى، بل يساهم أيضًا في تحسين جودة النوم وتقليل الشعور بالتعب الذهني الناتج عن ضغوط الحياة اليومية. ومع مرور الوقت، يمكن أن يساعد على بناء مقاومة عصبية ضد التدهور المرتبط بالعمر.

من الجدير بالذكر أن بعض الخبراء في علم الأعصاب يؤكدون أن النظام الغذائي الغني بمضادات الأكسدة مثل الكركمين، والتوت الأزرق، وزيت الزيتون، يمكن أن يبطئ تطور الأمراض العصبية بنسبة تصل إلى 40٪. كما أن الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل النوم الكافي وممارسة الرياضة اليومية يزيد من فعالية أي مكمل غذائي أو مشروب طبيعي في دعم الدماغ.

ويختتم الدكتور روزنبرغ حديثه قائلاً: “العقل البشري مثل العضلة، يحتاج إلى تغذية وحماية مستمرة، والمشروبات الطبيعية مثل الحليب الذهبي تمثل وسيلة فعالة وآمنة لتقوية الذاكرة وحماية الخلايا العصبية من الشيخوخة المبكرة.”

هذا المشروب الطبيعي البسيط يمكن أن يكون خطوة صغيرة في حياتنا اليومية لكنها ذات تأثير كبير على صحتنا العقلية. ومع التكرار المنتظم، سيلاحظ الإنسان تحسنًا واضحًا في قدرته على التركيز والتذكر، إضافة إلى شعور عام بالنشاط والصفاء الذهني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!