دكتور عيون يكشف عن مشروب طبيعي يقوي النظر ويمنع العمى المبكر… خلال أيام

في عالمٍ يتزايد فيه الاعتماد على الشاشات والأجهزة الرقمية بشكلٍ مفرط، أصبحت مشكلات ضعف النظر وجفاف العين والعمى المبكر من أبرز التحديات الصحية التي تهدد الإنسان الحديث. فالإجهاد البصري الناتج عن الساعات الطويلة أمام الهاتف أو الحاسوب، وسوء التغذية، ونقص بعض الفيتامينات الضرورية، جميعها عوامل تؤدي إلى تدهور صحة العين مع مرور الوقت. ومع ارتفاع نسب الإصابة بأمراض الشبكية والتنكس البقعي، بدأ الأطباء والباحثون بالبحث عن حلول طبيعية تدعم صحة العين من الداخل، بعيدًا عن الأدوية الكيميائية والعمليات البصرية المكلفة.
في هذا السياق كشف دكتور عيون متخصص في التغذية البصرية عن مشروب طبيعي بسيط يحتوي على مكونات يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في قوة النظر خلال فترة وجيزة، بفضل احتوائه على مجموعة من مضادات الأكسدة القوية والفيتامينات التي تحافظ على سلامة شبكية العين وعدسة العين. وأكد الطبيب أن تناول هذا المشروب بانتظام يساعد على منع العمى المبكر، وتحسين الرؤية الليلية، والحد من تلف الخلايا البصرية الناتج عن الإجهاد والتقدم في العمر.
المشروب الذي أوصى به الطبيب يعتمد على مزيج طبيعي من عصير الجزر، التوت الأزرق، وعصير السبانخ الطازج، وهي مكونات متوافرة في أغلب المنازل وتتميز بتركيزٍ عالٍ من العناصر الغذائية المفيدة للعين.
يعتبر عصير الجزر أحد أهم المصادر الطبيعية لفيتامين “A” الذي يعد العنصر الأساسي في تكوين الصبغة البصرية “رودوبسين” المسؤولة عن الرؤية في الضوء الخافت. كما يحتوي الجزر على مركب “بيتا كاروتين”، وهو مضاد أكسدة قوي يحمي خلايا العين من الضرر الناتج عن الجذور الحرة. وأثبتت دراسة نشرت في مجلة Nutrition Reviews أن تناول الأطعمة الغنية بالبيتا كاروتين بانتظام يقلل من خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر بنسبة تصل إلى 25%.
أما التوت الأزرق فهو مصدر غني بمركبات “الأنثوسيانين”، وهي مواد نباتية تمتلك خصائص فريدة في تعزيز تدفق الدم إلى شبكية العين وتحسين حدة البصر، خاصة في الليل أو في الإضاءة المنخفضة. وقد أظهرت دراسة يابانية حديثة أجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من ضعف الرؤية الليلية أن تناول التوت الأزرق يوميًا لمدة 8 أسابيع أدى إلى تحسن ملحوظ في قدرتهم على التمييز البصري وتخفيف التعب العيني.
في المقابل، يحتوي عصير السبانخ على نسبة عالية من اللوتين والزياكسانثين، وهما من أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية التي تتواجد بشكل طبيعي في شبكية العين وعدستها. هذان المركبان يعملان كدرع واقٍ ضد الأشعة فوق البنفسجية والضوء الأزرق الضار الصادر من الشاشات. دراسة أجرتها جامعة هارفارد أثبتت أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كافية من اللوتين والزياكسانثين تقل لديهم احتمالات الإصابة بالضمور البقعي بنسبة 43%.
ولتحضير المشروب، يُنصح بخلط كوب من عصير الجزر الطازج مع نصف كوب من عصير التوت الأزرق وربع كوب من عصير السبانخ، ويمكن إضافة ملعقة صغيرة من العسل الطبيعي لتحسين المذاق. يشرب هذا المزيج مرة واحدة يوميًا ويفضل أن يكون في الصباح الباكر على معدة فارغة حتى يستفيد الجسم من امتصاص الفيتامينات بأقصى درجة ممكنة.
يؤكد الأطباء أن الاستمرار على هذا المشروب لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع يُحدث فارقًا واضحًا في وضوح الرؤية، كما يساهم في تخفيف احمرار العين وجفافها الناتج عن قلة الترطيب أو الجلوس الطويل أمام الأجهزة. ومع مرور الوقت، تزداد قدرة العين على التكيف مع الضوء والظلام، وتتحسن الرؤية العامة تدريجيًا.
لكن هذا المشروب لا يعمل بمعزل عن أسلوب حياة صحي؛ إذ يشدد الأطباء على أهمية تناول غذاء متوازن غني بالأحماض الدهنية “أوميغا 3” المتوفرة في الأسماك، وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة العين، إلى جانب تقليل التعرض المستمر للأجهزة الإلكترونية. كما يُنصح بارتداء نظارات واقية أثناء استخدام الحاسوب لتقليل تأثير الضوء الأزرق، وممارسة تمارين بسيطة للعين كل ساعة لتقوية العضلات البصرية.
ومن بين النصائح المهمة أيضًا الحرص على النوم الكافي، لأن قلة النوم تضعف الدورة الدموية في العين وتزيد من خطر الإجهاد البصري. كذلك، الامتناع عن التدخين يُعد من أهم الخطوات لحماية صحة العين، لأن النيكوتين يضيّق الأوعية الدموية ويقلل من تدفق الأوكسجين إلى الشبكية.
وقد أشار الطبيب الذي كشف عن هذه الوصفة إلى أن العين كأي عضو آخر في الجسم تحتاج إلى تغذية سليمة ودعم مستمر لتأدية وظائفها بكفاءة. وأن اللجوء إلى المواد الطبيعية ليس فقط وسيلة للعلاج، بل أسلوب وقائي يحافظ على البصر ويقي من أخطر أمراض العين مثل الزرق (المياه الزرقاء) والضمور البقعي والعمى المبكر.
وفي ختام حديثه شدد على أن الحفاظ على النظر لا يتطلب فقط علاجًا عند ظهور المشكلة، بل عناية مستمرة تبدأ من النظام الغذائي ونمط الحياة. فالعين مرآة الجسد، وما يدخل إلى الجسم من فيتامينات ومعادن ينعكس مباشرة على وضوح الرؤية وقوة النظر.
إن هذا المشروب الطبيعي الذي يجمع بين الجزر والتوت والسبانخ ليس علاجًا سحريًا فوريًا، ولكنه وسيلة فعالة مجرّبة علميًا لتحسين صحة العين والوقاية من أمراضها، خاصة إذا أصبح جزءًا من الروتين اليومي. ومع مرور الوقت، سيلاحظ من يتبعه تحسنًا ملحوظًا في جودة الرؤية، ونشاطًا بصريًا متجددًا يعيد للنظر قوته الطبيعية.