رجل يستيقظ من نعشه أثناء جنازته أمام ذهول المشيعين!

في مشهد صادم وغير معتاد، شهدت مدينة إسطنبول التركية حادثة غريبة قلبت الموازين وأثارت ضجة كبيرة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
القصة بدأت كجنازة عادية لرجل مسن، لكنّها تحولت فجأة إلى حدث استثنائي سيبقى محفورًا في ذاكرة الحاضرين، بعدما فوجئ الجميع بصوت وحركة تأتي من داخل النعش قبل لحظات من دفنه.
بداية القصة: جنازة عادية تتحول إلى كابوس
كان أفراد العائلة والأصدقاء يستعدون لتوديع فقيدهم إلى مثواه الأخير. الحزن يخيّم على المكان، والدموع تملأ عيون الحاضرين، والجميع يستمع إلى تلاوة القرآن والدعوات بالرحمة.
لكن فجأة، وبينما كان المشيعون يستعدون لإنزال التابوت إلى القبر، سمعوا صوتًا مكتومًا يشبه الأنين قادمًا من الداخل. في البداية، اعتقد البعض أن ما سمعوه مجرد وهم بسبب حالة التوتر والحزن، إلا أن الأصوات تكررت بشكل أوضح، ومعها ارتجف النعش وكأن من بداخله يحاول التحرك.
لحظة فتح النعش
وسط حالة من الذعر والصراخ، أسرع أقارب المتوفى لفتح النعش، ليكتشفوا أن الرجل المسن لا يزال على قيد الحياة، وأنه يحاول جاهدًا التنفس وتحريك أطرافه.
المشهد كان مذهلًا وصادمًا في الوقت نفسه. البعض سقط مغشيًا عليه من شدة الصدمة، بينما أخذ آخرون يرددون التكبير والتهليل غير مصدقين ما حدث.
تدخل الإسعاف والمستشفى
تم استدعاء سيارات الإسعاف على الفور، ونُقل الرجل إلى أحد المستشفيات القريبة في إسطنبول. وأوضح الأطباء لاحقًا أن ما حدث هو نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية جعله يدخل في حالة “سبات عميق”، تشبه الوفاة السريرية، وهي حالة نادرة تجعل الشخص يبدو وكأنه ميت، بينما لا يزال على قيد الحياة.
ورغم نجاته المؤقتة من القبر، إلا أن القدر لم يمهله طويلًا، حيث أعلن الأطباء وفاته الحقيقية بعد ساعات قليلة فقط، بعد أن فشل جسده الضعيف في مقاومة الأزمة الصحية الحادة التي تعرض لها.
ظاهرة “الموت الكاذب”: حقيقة أم خيال؟
الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش القديم حول ظاهرة “الموت الكاذب”، التي حيّرت الأطباء والعلماء لقرون طويلة. فلطالما سجل التاريخ قصصًا لأشخاص اعتُقد أنهم فارقوا الحياة، لكنهم استيقظوا بعد ساعات أو حتى أيام، في لحظة تثير الذهول والخوف.
تفسير طبي:
الأطباء يشيرون إلى أن بعض الحالات الطبية، مثل:
الهبوط الحاد في الدورة الدموية
توقف مؤقت في نشاط الدماغ
توقف التنفس لفترة قصيرة جدًا
قد تؤدي إلى مظاهر تشبه الوفاة، لكنها ليست وفاة حقيقية. وفي هذه اللحظات قد يخطئ بعض الأطباء أو المرافقين في إعلان الوفاة، خصوصًا إذا لم تُجرى الفحوصات الدقيقة مثل تخطيط القلب أو فحص النشاط الدماغي.
التاريخ مليء بالحوادث المشابهة:
في الهند عام 2014، استيقظ رجل مسن داخل ثلاجة الموتى بعد 12 ساعة من إعلان وفاته.
في البرازيل عام 2018، تفاجأت عائلة بعودة سيدة إلى الحياة بعد أن توقف قلبها لأكثر من 20 دقيقة.
في نيجيريا عام 2021، استيقظ مريض أثناء جنازته بعد أن كان موضوعًا في التابوت لساعات.
هذه الأمثلة ليست سوى جزء صغير من عشرات الحالات التي وُثّقت في أنحاء متفرقة من العالم.
صدمة الحاضرين في إسطنبول
الحدث في إسطنبول ترك أثرًا نفسيًا عميقًا على الحاضرين.
إحدى قريبات الرجل قالت لوسائل الإعلام التركية: “كنا نستعد لتوديعه، لكن فجأة وجدناه يفتح عينيه… لم نصدق ما نراه. كأننا في حلم أو كابوس.”
بينما قال أحد المشيعين: “ظننت أننا أمام معجزة، لم أستطع التوقف عن الارتجاف. الموقف كان أكبر من قدرتنا على التحمل.”
ضجة في مواقع التواصل
مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت فور انتشار الفيديو المصور للحادثة.
بعض المغردين كتبوا: “هذا درس للعالم… لا تستعجلوا دفن موتاكم.”
آخرون ربطوا القصة بالإيمان والمعجزات، بينما ركزت تعليقات طبية على ضرورة تحديث بروتوكولات إعلان الوفاة.
الهشتاغات المرتبطة بالقصة تصدرت الترند في تركيا، وانتشرت إلى بلدان عربية عدة، حيث عبّر الكثيرون عن خوفهم من تكرار مثل هذه المواقف.
دروس مهمة من الحادثة
هذه الحوادث النادرة تحمل رسائل مهمة، أبرزها:
1. ضرورة التأكد من الوفاة طبياً عبر استخدام أحدث الأجهزة، مثل فحص نشاط الدماغ، وعدم الاكتفاء بالمظاهر الخارجية.
2. تأجيل الدفن لساعات في بعض الحالات المريبة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية أو أزمات صحية مفاجئة.
3. توعية الناس بظاهرة الموت الكاذب حتى لا يُصابوا بالهلع أو يتخذوا قرارات خاطئة عند مواجهة مواقف مشابهة.
رأي الأطباء
الدكتور “أحمد كايا”، وهو أحد الأطباء المشاركين في دراسة الظاهرة بجامعة إسطنبول، صرّح قائلًا:
“الحالات التي نطلق عليها اسم الموت الكاذب لا تعني أن الشخص يعود من الموت، بل أنه لم يمت أصلًا. لكن هذه الحالات تُظهر مدى دقة الفحوص الطبية التي يجب أن تجرى قبل إعلان الوفاة.”
بين العلم والخوف الشعبي
رغم التفسيرات العلمية، لا تزال هذه الظاهرة تثير الكثير من الجدل، خاصة في المجتمعات التي ترتبط فيها مثل هذه الأحداث بالمعتقدات الدينية أو الخرافات الشعبية.
لكن ما بين العلم والإيمان، تبقى الحقيقة أن الإنسان ضعيف أمام أسرار الجسد والروح، وأن هناك دائمًا ما يفاجئنا في عالم الطب والحياة.
حادثة إسطنبول ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لكنها تبقى مثالًا صارخًا على هشاشة حياة الإنسان ودقة الخيط الفاصل بين الحياة والموت.
القصة تركت للعالم تساؤلًا مهمًا: كم من الأشخاص ربما تم دفنهم وهم في حالة “موت كاذب”؟
ربما لا نعرف الإجابة بدقة، لكن الأكيد أن هذه الحوادث ستبقى تذكيرًا بضرورة التروي والدقة قبل إعلان الوفاة، وأن العلم ما زال أمامه الكثير ليكشفه في هذا الباب الغامض من أسرار الحياة.